فرجينيا تنتخب جمهورياً.. أنباء مستقبلية سيئة للديمقراطيين

فرجينيا تنتخب جمهورياً.. أنباء مستقبلية سيئة للديمقراطيين

حقق المرشح الجمهوري لمنصب حاكمية ولاية فرجينيا غلين يونغكين فوزاً على منافسه الديمقراطي تيري ماكوليف ليل الثلاثاء على الرغم من أن الترجيحات كانت تصب لمصلحة الثاني.
وفرض الجمهوري جاك سياتاريلي تحدياً غير متوقع على الحاكم فيل مورفي في انتخابات حاكمية ولاية نيوجيرسي علماً أن الأخيرة تشكل معقلاً للديمقراطيين أقوى من معقلهم في فرجينيا. علقت سوزان بايج في صحيفة “يو أس أي توداي” على هذه الانتخابات كاتبة أنه لم يكن من المفترض أن تكون حتى متقاربة بين الجمهوريين والديمقراطيين. وتوقعت أن تشكل “الهزيمة الساحقة” في فرجينيا مؤشراً إلى المزيد من الأنباء السيئة بالنسبة إلى حزب الرئيس.
في أول محاولة له لشغل منصب عام، تمكن يونغكين من إثارة قلق الديمقراطيين على المستوى الوطني ومنح الجمهوريين نموذجاً للنجاح حتى في الولايات التي كسبها بايدن بأكثر من 9 نقاط مئوية منذ عام. لقد عززت النتيجة آمال الجمهوريين باستعادة السيطرة على مجلس النواب ومجلس الشيوخ في الانتخابات النصفية سنة 2022.
وأدى ذلك إلى تعقيد جهود بايدن المتعثرة لدفع أجندته الطموحة عبر الكونغرس الخاضع للسيطرة الديمقراطية، ولو بفارق ضئيل. ورأت الكاتبة أن الانتخابات أظهرت كم تغير المشهد السياسي خلال السنة التي تلت لحظة احتفال الديموقراطيين الجنوني باستعادة البيت الأبيض والاحتفاظ بمجلس النواب والسيطرة على مجلس الشيوخ. إن الرغبة في التغيير التي وقفت إلى جانب الديموقراطيين المرة الأخيرة باتت تقوضهم اليوم، وفقاً لبايج. تؤكد الكاتبة امتداد التداعيات إلى ما وراء حدود الولايتين الوحيدتين اللتين تشهدان انتخابات في السنة الحالية. بالنسبة إلى الجمهوريين، ستقوي الأخبار الجيدة جهود تجنيد مرشحين أقوياء وجمع التبرعات للانتخابات النصفية. بالنسبة إلى الديمقراطيين، قد تدفع الأنباء السيئة بعض المشرعين الحاليين في الكونغرس غير المسرورين بالعودة المحتملة لموقع الأقلية إلى التفكير بالاستقالة أو بالترشح إلى مناصب أخرى. ويمكن أن يثير ذلك قلق الديمقراطيين في الولايات المتأرجحة من هجمات الخصوم ومن ردة فعل الناخبين إذا صوتوا لمقترح بايدن بشأن حزمة الإنفاق البالغة قيمتها 1.75 مليار دولار. وهي قد تؤثر حتى على حسابات 2024 الرئاسية.
قال الرئيس السابق دونالد ترامب في بيان صدر قبل ساعات على إعلان الوسائل الإعلامية النتائج: “أحب أن أشكر قاعدتي على التوجه بقوة (إلى صناديق الاقتراع) والتصويت لغلين يونغكين”. وأضاف “لولاكم، لم يكن بإمكانه أن يقترب من الفوز. إن تيار ماغا (إجعلوا أمريكا عظيمة ثانية) أكبر وأقوى من السابق”. لكن يونغكين مشى على حبل مشدود بين ربط نفسه بترامب أحياناً والابتعاد عنه أحياناً أخرى. بذلك، جنى الفائز ثمار دعم ترامب بين قاعدته الناخبة الأساسية لكن من دون تنفير ناخبي الضواحي المستقلين الذين أبعدهم ترامب.
لقد رفع نسبة الإقبال في المناطق الريفية والمحافظة التي كسبها ترامب بينما حقق نتائج أفضل من الرئيس السابق في ضواحي فرجينيا الشمالية. استطاع المليونير يونغكين الذي جمع ثروته كمدير تنفيذي للأسهم الخاصة أن يظهر سلوكاً جاداً. وهو انتقد الديمقراطيين كليبيراليين خطيرين واستغل مروحة واسعة من مخاوف الحرب الثقافية المحيطة بالتعليم – بما فيها تدريس العنصرية في التاريخ الأمريكي والتعامل مع الأطفال المتحولين جنسياً وفرض الأقنعة ولقاحات كوفيد-19.

مزيا ماكوليف
كان لماكوليف مزاياه الخاصة. حظي بتمويل كبير وخاض حملته بحيوية. كذلك، كان حاكماً سابقاً للولاية. وجذب الأسماء الكبيرة في الصفوف الديمقراطية كي تساعده في الحملة، مثل بايدن والرئيس الأسبق باراك أوباما والنجمة الصاعدة ستايسي أبرامز. لكن خسارته بينت حدود الدعم الوطني. لم يعد بايدن أكثر شعبية بكثير من ترامب في فرجينيا بعدما هزمه بعشر نقاط مئوية سنة 2020. بحسب معهد إديسون للأبحاث، وصل تأييد بايدن إلى 45% مقابل معارضة 54% لأدائه. بالمقابل، كان تأييد ترامب 42% مقابل معارضة 54%. هذه الاستحقاقات لا تظهر دوماً ماذا سيحصل تالياً لكن السياسيين ينتبهون لها لأنها أحياناً تظهر ذلك بحسب بايج.

صدى مقلق
بالنسبة إلى الديمقراطيين، ما حصل في فرجينيا كان صدى غير مرحب به لانتخابات 2009 التي تلت فوز أوباما بالبيت الأبيض ومحور أجندة الرئيس الداخلية “أوباما كير” التي غرقت في نقاش تشريعي فوضوي. بعدها، اكتسح الجمهوريون السباقات الانتخابية في فرجينيا ففازوا بحاكميتها للمرة الأخيرة قبل انتصار الثلاثاء ليونغكين. في الانتخابات النصفية لسنة 2010، سُحق الجمهوريون في الكونغرس. خسروا 63 مقعداً ومعها السيطرة على مجلس النواب. وختمت بايج: “السنة المقبلة، لا يستطيع الديموقراطيون تحمل خسارة خمسة (مقاعد) وحسب».