رئيس الدولة والرئيس الروسي يبحثان سبل احتواء التصعيد في المنطقة والاحتكام إلى الحوار
قبل قمة العشرين في الهند.. ماذا حدث للنظام العالمي الجديد ؟
بعد 14 عاماً من انعقاد قمة مجموعة العشرين في لندن، حين أعلن رئيس الوزراء البريطاني آنذاك غوردون براون عن “نظام عالمي جديد”، حيث تجتمع الدول الثرية مع الدول النامية لمواجهة التجاوزات والتحديات التي تفرضها العولمة، والاتجاه لعصر تقدمي جديد من التعاون الدولي، ستعكس قمة مجموعة العشرين في الهند في وقت لاحق من هذا الأسبوع، مدى انقسام الآمال في نظام عالمي قائم على القواعد الغربية، وتقسيم العالم إلى معسكرين ديمقراطيين واستبداديين.وذكر تحليل لشبكة “سي إن إن” الأمريكية أن الخطر الأكبر الذي تنطوي عليه القمة هو أنها قد تؤدي في الواقع إلى زيادة العداء بين العديد من الدول الغربية والنامية التي تم إنشاء المجموعة من أجل تجاوزها، ومن المؤكد أن أي انعدام جديد للثقة بين الديمقراطيات الغربية والدول النامية في مجموعة العشرين، يصب في مصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جينبينغ.
غياب صيني يثير القلق
ولا يستطيع الرئيس فلاديمير بوتين المخاطرة بالسفر للمشاركة في قمة العشرين، في حال القبض عليه بتهمة ارتكاب جرائم حرب بموجب مذكرة دولية.. ومن المرجح أن الزعيم الصيني شي جينبينغ، لن يحضر القمة.
وقال التحليل: “غالباً ما يكون منطق شي غامضاً، ولكن عدم حضوره قد يكون احتجاجاً على التوترات الحدودية المتصاعدة والقلق الجيوسياسي المتزايد تجاه الهند، القوة العظمى في شرق المحيط الهادئ، أو ربما يكون الدافع وراءه مخاوف اقتصادية داخلية بشأن أزمة سوق العقارات في الصين.. لكن “شي” وجد الوقت لحضور قمة دول البريكس في جوهانسبرغ الشهر الماضي.
ورحبت مجموعة البريكس -التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا- بالأعضاء الجدد، المملكة العربية السعودية وإيران وإثيوبيا ومصر والأرجنتين والإمارات العربية المتحدة.. وقد تم تفسير هذه الخطوة على نطاق واسع على أنها خطوة أخرى من جانب الصين نحو إنشاء نظام عالمي منافس للولايات المتحدة وحلفائها، حيث تقود مجموعة من الدول النامية.. وفي ضوء ذلك، فإن غيابه عن مجموعة العشرين يأخذ منظوراً جديداً تماماً.وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في نهاية الأسبوع إنه يشعر بخيبة أمل لأنه لن يرى شي، بعد أن زارت مجموعة من مسؤولي السياسة الخارجية والتجارة الأمريكية بكين، في محاولة لإبطاء العلاقات المتدهورة.
تقوية العلاقات الأمريكية - الهندية
وقد يظل بايدن قادراً على عقد اجتماع ثنائي مع شي في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في سان فرانسيسكو في نوفمبر (تشرين الثاني).. لكن هيئة المحلفين لا تزال غير متأكدة مما إذا كانت بكين حريصة على تخفيف العلاقات المتضررة من الأزمة، بقدر حرص واشنطن على ذلك.وقد يوفر غياب شي لبايدن فرصة لدفع علاقته مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي رحب به في حفل عشاء رسمي متألق في البيت الأبيض في يونيو (حزيران)، وترغب الولايات المتحدة في دفع الهند إلى مكان أقرب إلى الترتيبات الأمنية والتجمعات السياسية التي تضم حلفاءها في منطقة المحيط الهادئ، في حين تسعى إلى موازنة القوة الصينية الصاعدة.وخيبت نيودلهي آمال الغرب بفشلها في إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا بقوة، واستفادت من النفط الروسي الرخيص بعد مقاطعة الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة، باعتبارها قوة صاعدة لا تزال تعتبر دولة نامية، وتعد الهند عضواً رائداً في كل من مجموعة بريكس ومجموعة العشرين.