روسيا تطلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن

قصف الحوثيين يثير الانقسام في الكونغرس تجاه قرار بايدن

قصف الحوثيين يثير الانقسام في الكونغرس تجاه قرار بايدن

يشعر بعض الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي، بالإحباط من إدارة الرئيس جو بايدن لضربها مواقع الحوثيين في اليمن، دون موافقة الكونغرس، مساء الخميس.
ووفقاً لشبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، قال النائب رو خانا، الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا: «يحتاج الرئيس إلى الحضور إلى الكونغرس قبل توجيه ضربة ضد الحوثيين في اليمن، وإشراكنا في صراع آخر في الشرق الأوسط. هذه هي المادة الأولى من الدستور».
وأضاف على موقع (إكس) «سأدافع عن ذلك بغض النظر، عما إذا كان هناك ديمقراطي أو جمهوري في البيت الأبيض».
 
وذكرت الشبكة أن أعضاء الفريق المعارض، ومن بينهم النائبة رشيدة طليب، الديمقراطية عن ولاية ميشيغان، والديمقراطية من ولاية ميسوري كوري بوش، انضموا إلى الانتقادات الموجهة إلى بايدن، لعدم سعيه للحصول على موافقة الكونغرس.
كما أعرب ديمقراطيون آخرون عن استيائهم، وقالوا: «لم يأذن الكونغرس بهذه الضربات الجوية. الدستور واضح: الكونغرس لديه السلطة الوحيدة للسماح بالتدخل العسكري في الصراعات الخارجية».
وقال النائب فال هويل، وهو ديمقراطي من ولاية أوريغون: «يجب على كل رئيس أن يأتي أولاً إلى الكونغرس، ويطلب التفويض العسكري، بغض النظر عن الحزب».
ومن جهته، حذر النائب مارك بوكان، ديمقراطي من ولاية ويسكونسن، من أن تجاوز الكونغرس قد يؤدي إلى المخاطرة بإدخال الولايات المتحدة، في المزيد من الصراعات الخارجية.
 
وقال على موقع (إكس): «لا يمكن للولايات المتحدة أن تخاطر بالتورط في صراع آخر مستمر لعقود من الزمن، دون الحصول على إذن من الكونغرس. يجب على البيت الأبيض أن يعمل مع الكونغرس قبل مواصلة هذه الضربات الجوية في اليمن».
يشار إلى أن موضوع إسرائيل أدى إلى «دق إسفين» في الحزب الديمقراطي، حيث أصبح المتشددون والتقدميون أكثر انتقاداً للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وردها العسكري في غزة، في حين ظل التيار الأوسع نطاقاً من الديمقراطيين ملتزماً بحليف واشنطن الرئيسي في الشرق الأوسط.
وحسب الشبكة، أبدى كبار النواب الجمهوريين إشادة نادرة بالرئيس بايدن، لاتخاذه هذه الخطوة.
 
وقال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل: «أرحب بعمليات الولايات المتحدة والتحالف ضد الإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران، والمسؤولين عن تعطيل التجارة الدولية بعنف في البحر الأحمر، ومهاجمة السفن الأمريكية».
وأضاف «لقد تأخر قرار الرئيس بايدن باستخدام القوة العسكرية ضد هؤلاء الوكلاء الإيرانيين».
وجددت فرنسا إدانتها لهجمات الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر، ودعت إلى وقفها فورا في أعقاب الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن.
 
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان «بهذه الأعمال المسلحة يتحمل الحوثيون مسؤولية بالغة الخطورة عن التصعيد في المنطقة».
إلى ذلك، قال وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) الجمعة إن بلاده ليس لديها خطط حاليا لتنفيذ المزيد من المهام لضرب أهداف عسكرية حوثية في اليمن.
 
ولدى سؤاله عن المزيد من المهام المحتملة قال «لا يوجد مخطط حاليا وهذه نقطة مهمة. الليلة الماضية كانت ردا محدودا ومتناسبا وضروريا». 
وقال وزير خارجية الدنمرك لارس لوكه راسموسن في بيان إن الدنمرك تدعم بشكل كامل الضربات الأمريكية والبريطانية ضد الحوثيين في اليمن.
هذا وتجمع بضع عشرات من النشطاء المناهضين للحرب في تايمز سكوير بمدينة نيويورك الأمريكية وخارج البيت الأبيض في واشنطن في وقت متأخر من الخميس احتجاجا على القصف الأمريكي البريطاني لأهداف عسكرية للحوثيين في اليمن وقالوا إن الخطوة تهدد باتساع رقعة الحرب في غزة.  ولوح المتظاهرون بالقرب من البيت الأبيض بالأعلام الفلسطينية ورفعوا لافتات مكتوب عليها «فلسطين حرة» و»أوقفوا قصف اليمن».
 
وتمثل الضربات في اليمن واحدة من أكثر العلامات وضوحا حتى الآن على اتساع رقعة الحرب في غزة منذ اندلاعها في أكتوبر تشرين الأول، رغم أن الولايات المتحدة وحلفاءها قالوا في بيان مشترك إنه لا توجد نية لتصعيد التوترات.
ووجهت روسيا الجمعة انتقادات حادة للولايات المتحدة وبريطانيا بسبب تنفيذهما ضربات عسكرية في اليمن وقالت موسكو إنها أدت إلى تصعيد التوتر في أنحاء الشرق الأوسط وأظهرت تجاهلا تاما للقانون الدولي.
كما طلبت روسيا عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث هذه المسألة اليوم الجمعة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا «الضربات الجوية الأمريكية في اليمن مثال آخر على مخالفة الأمريكيين والبريطانيين لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وأضافت أن الضربات أظهرت «تجاهلا تاما للقانون الدولي» و»تؤدي إلى تصعيد الموقف في المنطقة».