رئيس الدولة ورئيس غينيا بيساو يبحثان علاقات التعاون بين البلدين
قمة شنغهاي.. هل تفوقت بكين على واشنطن في صراع النفوذ العالمي؟
قال تقرير غربي إن الرئيس الصيني شي جين بينغ أبعد الرئيس دونالد ترامب عن واجهة الأحداث هذا الأسبوع وحوّل الاهتمام العالمي نحو مدينة تيانجين الصينية، التي استضافت أكبر قمة حتى الآن لمنظمة شنغهاي للتعاون المدعومة من الصين. وشهدت القمة حضور فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى جانب قادة من إيران وباكستان ومصر وأرمينيا وأذربيجان. وأشار التقرير الذي نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس الثلاثاء إلى أن حضور بوتين يشير إلى أن الجبهة الأوروآسيوية تظل موحدة رغم محاولات إدارة ترامب خلق خلافات بين الصين وحلفائها. كما أكد حضور الرئيس الإيراني مسعود بزشيكان التزام طهران بقضية المقاومة، فيما أرسل حضور مودي رسالة ضمنية لواشنطن بعدم اعتبار الهند أمرًا مسلمًا به. رغم أن مؤتمر شنغهاي لن يُذكر بإنجازاته، فإنه يمثل خطوة مهمة تسبق مفاوضات محتملة بين الصين والولايات المتحدة حول العلاقات التجارية بين القوتين العظميين في القرن الحادي والعشرين. وشبَّه التقرير القمة برقصة «هاكا» الماورية، إذ تُظهر الفرق قوتها قبل بدء المنافسة الحقيقية، وهو ما يعكس استعداد ترامب لمواجهة الصين عبر سياسات الترغيب والترهيب التجاري، مع تعزيز زعامة أمريكا في أوروبا. ومع ذلك، لم تحقق هذه الإستراتيجية نجاحاً مماثلاً مع الحلفاء الآسيويين، إذ صعب حشدهم رغم تعاون اليابان المحدود. وبحسب التقرير، فقد سلطت القمة الضوء على حدود سلطة ترامب، وفشل جهوده لزرع الخلاف بين روسيا والصين، بينما يعكس حضور بوتين التزامه بالتحالف مع الشرق. وتُظهر العلاقات الصينية مع موسكو وتوسع كوريا الشمالية في تحالفاتها صعوبة تعامل ترامب مع هذه الأطراف، حيث سيكون الوصول إلى كيم جونغ أون أصعب من أي وقت مضى. ورغم أن نجاح «هاكا» لا يضمن الفوز في المنافسة اللاحقة، فإن الصين والولايات المتحدة تمتلكان مزيجًا من نقاط القوة والضعف غير المتكافئة؛ ما يصعب التنبؤ بنتيجة الصراع بينهما. ويعتقد ترامب أن حاجة الصين للسوق الأمريكية ستجبرها على تقديم تنازلات، فيما ترى الصين أن اعتماد العالم على منتجاتها الإستراتيجية سيضغط على واشنطن لتقديم تنازلات مماثلة. وواجه ترامب في السابق قوى أضعف وحقق نجاحات، لكنه الآن يواجه تحالفًا تقوده الصين يضم دولًا أقوى تسعى لإفشال الولايات المتحدة. ومن المرجح أن تحدد طبيعة الصفقة القادمة مع الصين مكانة ترامب التاريخية أكثر من أي إنجاز آخر خلال رئاسته. يرى محللون تحدثوا لصحيفة «نيويورك تايمز، أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يريد التأكيد خلال القمة أن للهند حلفاء مهمين آخرين، من بينهم الصين، رغم النزاع الحدودي المستمر، في رسالة ضمنية لإدارة ترامب حول مخاطر استمرار عزلة نيودلهي بالرسوم الجمركية. وقال رئيس دراسات منطقة المحيطين الهندي والهادي في مؤسسة تاكشاشيلا في بنغالور بالهند، إن صور الزعماء في القمة أظهرت، حيث اجتمع أكثر من عشرين زعيماً من آسيا الوسطى وجنوب آسيا، كيف استغلت الصين وروسيا الاضطراب الجيوسياسي الذي سببه ترامب لتعزيز موقفهما، وحشد شركاء مثل إيران وكازاخستان وقيرغيزستان وبيلاروسيا وباكستان.
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن الصين تسعى لاستغلال عدم شعبية السياسات التجارية الفوضوية للولايات المتحدة لإبراز الخلاف بين واشنطن وبقية العالم، مؤكدة قدرتها على تقديم نموذج قيادة عالمية أكثر استقرارًا.