كارمن لبّس.. فنانة الحزن النبيل التي ودّعت زياد الرحباني
لم يكن وداع الفنان اللبناني زياد الرحباني مشهدًا عاديًا في بيروت، لكنّ الحزن بدا مضاعفًا في عيني كارمن لبّس.
وقفت كارمن لبّس في صالون كنيسة رقاد السيدة كما لو أن السنوات الطويلة التي جمعتها بالموسيقار الراحل قد عادت دفعة واحدة، لا لتُستعاد، بل لتُوارى الثرى معه. لم تتكلم، لم تواكب الكاميرات، بل وقفت بصمتٍ دامع وملامح صدمة خالية من التمثيل، في لحظةٍ نادرة كشفت عن وجعٍ خالص لا يُمثَّل.كارمن، التي ارتبط اسمها لعقود بصوت زياد وألحانه وأوجاعه، لم تكن حبيبة سابقة فحسب، بل شاهدة على زمنٍ من التمرّد الفني والوجداني، في علاقة دامت قرابة 15 عاماً، كان عنوانها العشق والتناقض. ورغم أن الانفصال وقع بهدوء، إلا أن الوداع الأخير فضح ما خبّأته السنوات من شغفٍ وألمٍ واحترامٍ دفين.
الممثلة اللبنانية كارمن لبّس تودع زياد
في كل حديث عن زياد الرحباني، كانت كارمن صادقة، لا تمجّده ولا تُنكر وجعه. كانت تعرف أنه "عبقري وشقي"، وأن قربه مكلف، لكنّ قلبها ظلّ يسكنه في مكان ما، حتى لو لم يظهرا معًا منذ سنوات.
أرادت الاستقرار،
بينما ظلّ هو سجين قلقه الفني. لكنها لم تتخلّ عنه. وعند رحيله، كانت هناك، تبكيه دون ضجيج، كأنها تودّع نفسها أيضًا.
من "ع الحلوة والمرة" إلى "خريف العمر" و"للموت"، لم تغب كارمن لبّس عن الشاشة في السنوات الأخيرة، لكن وداعها لزياد ربما شكّل نهاية فصل عاطفي وفني طويل، لا تُكتَب نهايته إلا بالدموع. دموع فنانة اعتادت الصعود، لكنها في حضرة الراحل، انهارت بصمت.