رئيس الدولة ونائباه يهنئون المحتفلين بعيد الميلاد في دولة الإمارات والعالم
كسر الجيش الروسي...قرار سيء
خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، أتيحت للمحلل السياسي جورج فريدمان فرصة التحدث إلى عدد من البولنديين، ومع إشارته إلى أن الذين تحدث إليهم لا يمثلون البلاد، إلا أنه تحدث عن انطباع لديه بأن البولنديين عموماً يعتقدون أن اتفاق سلام مع روسيا سيكون خطأ.
في موقع “جيوبوليتيكال فيوتشرز”، يشرح فريدمان أن لبولندا عدوين تاريخيين، ألمانيا، وروسيا. طيلة أكثر من قرن، هدد أحد العدوين، وأحياناً كلاهما، وجود بولندا نفسها. حلت القضية الألمانية عبر الحرب العالمية الثانية، لكن مع ذلك، أنتج النزاع احتلالاً روسياً دام حتى سقوط الاتحاد السوفياتي.
ولذلك تكيفت بولندا مع الشك في الحظ السعيد. ضمنت الولايات المتحدة أمن بولندا بعدد متزايد من القوات داخل حدودها، لكن البولنديين غير مرتاحين، وذلك، جزئياً، لأن لواشنطن مصالحها هناك، وعلم التاريخ بولندا أن الذين لا يهاجمونها، إما يخونونها أو يخذلونها.
لهذه الأسباب، لم يكن مفاجئاً أن تكون بولندا مستعدة للتحرك في أوكرانيا منذ بداية النزاع وأن يخيب أملها عندما منعها الأمريكيون من ذلك.
لم ترد واشنطن أن تنتشر الحرب إلى أماكن أخرى، ولم ترد لموسكو أن تشعر بارتياب أكبر مما تشعر به عادة. ومن غير المفاجئ أيضاً أن بولندا لا ترغب في اتفاق سلام. ترى وارسو أنها لحظة تاريخية لكسر روسيا عسكرياً وضمان أمنها لأجيال. وكان القصف الصاروخي الطائش في الأسبوع المضي تذكيراً بالتهديد الذي لا تزال تمثله روسيا.
وحسب رأي فريدمان، فإن هدف بولندا عير ممكن عسكرياً و غير حكيم سياسياً، فالقوة الملتزمة بقتال روسيا محصورة في أوكرانيا.
كان الجيش الأوكراني يقاتل لأجل وطنه، وهو دوماً حافز جيد، وكان في موقع دفاعي استراتيجياً. في المقابل، كان الروس في وضع هجومي ما يعني أن خطوط إمدادهم تزيد تمدداً وهشاشة كلما تقدم الجيش. كما أن العمليات الهجومية المطولة على محاور متعددة تنتج مصاعب في القيادة والتحكم. تعرضت خطوط الإمداد الأوكرانية لإجهاد أقل وبالتالي كان التحكم في القوات أنجع. ونتيجة لذلك، دفع الأوكرانيون ثمناً باهظاً لكنهم كوفئوا. بينما دفع الروس ثمناً باهظاً، حتى عندما، لم يهزموا. إن الانتقال إلى موقف هجومي لن يثمر النجاح الذي تمتعت به أوكرانيا لدى اعتمادها الدفاع الاستراتيجي. مهاجمة القوات الروسية وهي في موقف دفاعي قد تؤدي إلى الفشل.
تابع الكاتب أن بولندا قد ترغب في دفع جيشها إلى الجبهة، لكنه جيش لا يتمتع بالخبرة ولم يخضع للاختبار كما أنه يعتمد على الولايات المتحدة في العديد من الإمدادات الحساسة. من جهتها، فإن واشنطن لا تهتم بتبني وضعية هجومية، وتكمن استراتيجيتها في الإبقاء على أوكرانيا منطقة عازلة بين روسيا، وأوروبا، ومصممة لتجنب حرب أوروبية أو حتى حرب باردة جديدة. وبالتالي فهي تريد تفادي احتلال روسي هناك دون نشر قوات أمريكية. إذا فشل الأوكرانيون في الاحتفاظ ببلادهم فإن للولايات المتحدة خيارات عسكرية أخرى لكن أوكرانيا هي خطها الدفاعي الأول بالتأكيد.
ثمة خيار لا تملكه الولايات المتحدة، وهو كسر الجيش الروسي بشكل دائم. ولكنها ببساطة تفتقر للموارد والإرادة، حسب الكاتب. كان أداء الروس سيئاً في دولة أجنبية، لكن يجب افتراض أن أداءهم سيكون أفضل عند الدفاع عن أرضهم. يتطلب كسر الجيش الروسي توغلاً عميقاً في روسيا، ولن تستخدم الولايات المتحدة جيشها في تحرك من المرجح أن يفشل ناهيك عن التسبب في سيناريو نووي.