كيف يؤثر التعاون بين روسيا وإيران على إسرائيل؟

كيف يؤثر التعاون بين روسيا وإيران على إسرائيل؟


قال المُحلل والكاتب الإسرائيلي، عومر دوستري، إن التقارب بين إيران وروسيا مهم لطهران، وخصوصاً في ضوء التحالف بين الولايات المُتحدة وإسرائيل ودول المنطقة، مشيراً إلى أن التعامل الإسرائيلي بدبلوماسية ذكية في هذا الشأن سوف يخدم المصالح الأمنية بشكل جيد.
 وفي مقال رأي بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، قال دوستري، إن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا منذ فبراير (شباط) 2022 أدت إلى تعزيز العلاقات بين روسيا وإيران، عسكرياً وديبلوماسياً.

ولفت إلى أن لموسكو وطهران مصالح مشتركة في العديد من المجالات. كما يرى كلا البلدين أن الولايات المتحدة تشكل تهديداً لنفوذهما، ويرغبان في الحد من نفوذها في الشرق الأوسط وأوروبا، كما يعاني البلدان من عقوبات اقتصادية تفرضها عليهما الدول الغربية. وفقاً للكاتب، يهدف التعاون بين روسيا وإيران إلى تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط، وفيما يتعلق بإيران، فإن التقارب مع روسيا مهم بشكل خاص في ضوء التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودول المنطقة.
ولفت الكاتب إلى المصلحة المشتركة لروسيا وإيران في سوريا، حيث كافح البلدان على مدى العقد الماضي لمساعدة النظام ومحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي وبعض المنظمات المُسلحة الأخرى في سوريا.

في الوقت نفسه، لدى روسيا وإيران أيضاً عدد قليل من المصالح المتضاربة، على سبيل المثال يرغب كلا البلدين في الحفاظ على نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا وتقليص نطاق النشاط الأمريكي والتركي في البلاد. ومن ناحية أخرى، ترغب روسيا في الحفاظ على مناطق نفوذها الحصرية في سوريا، منطقة اللاذقية وطرطوس المتاخمة للشريط الساحلي السوري.
وأضاف الكاتب أن روسيا لا تنظر بإيجابية إلى التواجد العسكري الإيراني في البلاد، الأمر الذي يؤدي إلى ردود عسكرية إسرائيلية، ولذلك تخشى الاعتماد المفرط للرئيس السوري على إيران.

وبحسب الكاتب “لم تعزز الحرب في أوكرانيا العلاقة بين روسيا وإيران فحسب، بل غيرت أيضاً العلاقة بينهما. إيران هي الآن التي تساعد روسيا بالوسائل العسكرية والدعم الدبلوماسي، بينما تستخدم روسيا المفاوضات بشأن الاتفاق النووي مع طهران كورقة مساومة ضد القوى الأوروبية والولايات المتحدة، إضافة إلى أنها غير مهتمة برؤية دولة نووية إلى جانبها من شأنها أن تخل بالتوازن الاستراتيجي في آسيا الوسطى».

وتابع: “في هذه المرحلة يبدو أن تعميق التعاون بين إيران وروسيا لا يشكل تهديداً أمنياً كبيراً لتل أبيب، ولكن على إسرائيل أن تراقب عن كثب استمرار توريد الأسلحة الإيرانية لروسيا، لأن أوكرانيا بالنسبة لطهران ساحة اختبار مهمة لصناعة الأسلحة الخاصة بها، والتي يمكن أن تستخدمها في صراع محتمل ضد إسرائيل”، كما على إسرائيل أن تحافظ على علاقات جيدة مع روسيا بسبب مصالحها في العمل في سوريا بأقل قدر ممكن من القيود. في الوقت نفسه، قد تؤدي الحاجة إلى الحفاظ على سياسة محايدة تجاه روسيا إلى توترات مع الإدارة الأمريكية ومع الدول الأوروبية والغربية، ولذلك، من الأفضل لإسرائيل أن تواصل المساعدة الإنسانية لأوكرانيا.

في الوقت نفسه، على إسرائيل أن تجمع معلومات حول استخدام روسيا للأسلحة الإيرانية، وأن تتعاون سراً مع كييف من أجل تحسين الإجراءات الدفاعية ضد استخدام الطائرات بدون طيار الإيرانية، حيث إن هذا التعاون سيسمح لإسرائيل بفهم أفضل للتعامل مع تهديد مماثل على الأراضي الإسرائيلية.
واختتم مقاله قائلاً: “الدبلوماسية الذكية، إلى جانب الحصول على المعلومات الاستخباراتية، ستخدم مصالح إسرائيل الأمنية بشكل جيد».