تمت تبرئته من جريمة قتل مزدوجة:

لهذا أصبح كايل ريتنهاوس بطل اليمين الأمريكي...!

لهذا أصبح كايل ريتنهاوس بطل اليمين الأمريكي...!

-- عبّر جو بايدن عن قلقه وغضبه، في حين هنّأ ترامب الشاب واستقبله في مقره
-- يعتقد 15 بالمائة فقط من الجمهوريين أنه يجب  إدانة كايل، مقابل أكثر من ثلاثة أرباع الديمقراطيين
-- العديد من الجمهوريين المنتخبين دعموا الشاب، واقترحوا عليه تربصا تكوينيا في الكونجرس
--  قدمته فوكس نيوز على أنه رمز للهجمات المزعومة على القيم المحافظة في الولايات المتحدة


قبل أسبوع، أعلنت هيئة المحلفين أن كايل ريتنهاوس “غير مذنب” في التهم الخمس الموجهة إليه. والشاب، البالغ من العمر 18 عامًا، متّهم بارتكاب جرائم قتل. في 25 أغسطس 2020، انضم إلى مسلحين جاؤوا من أجل “حماية” محلاّت تجارية عند اندلاع أعمال شغب ببلدة كينوشا (ويسكونسن) ردًا على إطلاق شرطي أبيض سبع رصاصات في الخلف على جاكوب بليك، وهو أمريكي من أصل أفريقي يبلغ من العمر 29 عامًا. ومسلحًا ببندقية نصف آلية، فتح ريتنهاوس النار في ظروف مربكة، مما أسفر عن مقتل رجلين وإصابة ثالث... وحكم المحلفون أنه تصرف دفاعًا عن النفس.

   ولئن قال جو بايدن إنه “قلق وغاضب” بعد إعلان الحكم، فإن سلفه دونالد ترامب هنّأ من جانبه الشاب في بيان صحفي. ولا غرابة في ذلك إذا سلّمنا بنتائج استطلاعات الرأي: حسب استطلاع يوغوف الصادر في 18 نوفمبر، يعتقد 15 بالمائة فقط من الجمهوريين أنه يجب إدانة كايل ريتنهاوس بارتكاب جريمة قتل. في المقابل، يعتقد أكثر من ثلاثة أرباع الديمقراطيين (76 بالمائة) بضرورة إدانته.

رمز القيم المحافظة
    بعد أيام قليلة من الجريمة، رفض ترامب، الرئيس حينها، إدانة أفعال كايل ريتنهاوس، معتقدًا أنه “كان سيُقتل على الأرجح” إذا لم يطلق النار. وهذا الأسبوع، استقبل الملياردير الشاب في منزله بفلوريدا بمقر إقامته في مار الاغو.    هذا الاستفزاز الجديد ليس مفاجئاً، لأنه حتى قبل إعلان الحكم استولى اليمين الأمريكي على الموضوع ليجعل منه طوطما. وخلال المحاكمة، دعّم مذيعو قناة فوكس نيوز الشاب، معتقدين أنه رمز للهجمات المزعومة على القيم المحافظة في الولايات المتحدة. “هذا ما يحدث عندما يسارع الأشخاص الأقوياء في وسائل الإعلام في واشنطن “...” لإصدار الاحكام”، قال شون هانيتي. “وللأسف يحدث هذا في كل مرة، مرارًا وتكرارًا، مع نفس الشخصيات. وسائل الإعلام “...” تخطئ والأبرياء “...” يدفعون الثمن.»
   «إنه ينتمي إلى واحدة من أقل الطبقات حظًا في مجتمعنا”، اعتبر تاكر كارلسون، مقدم الأخبار ايضا في فوكس نيوز. وأضاف، لاعبا على وتر حساس لدى الناخبين المحافظين، “لقد أراد فقط منع مجانين عنيفين من إشعال النار في السيارات... ففي أمريكا حيث نشأ، يعتبر هذا أمرًا فاضلاً”. نفس الشيء ينطبق على الكاتبة في صحيفة نيويورك بوست، ميراندا ديفاين، الشعبوية جدا، التي اعتبرت ما حدث علامة على ازدراء طبقي. وكتبت على تويتر: “تلاحق النخبة الثرية “...” ابنًا أبيض من الطبقة العاملة، ربّته أمّ عزباء، لأنهم لا يرونه إنسانًا كاملاً».
   وردا على سؤال لـ “بوليتيكو”، قبل النطق بالحكم، قدّر تشارلي كيرك، الشخصية الصاعدة لليمين الأمريكي، من جانبه، أنّ “هذه المحاكمة لا “تخص” كايل وحده”. ومن وجهة نظره، “يتعلق الأمر بسيادة القانون، والدستور، والتعديل الثاني “الذي يحمي الحق في التسلح”، والحق في الدفاع عن نفسك عندما يهاجمك حشد عنيف، متسائلا، عما إذا كان يحق لمواطن أمريكي الحصول على هيئة محلفين محايدة لا تخضع لتهديدات الشغب إذا برّأت رجلاً بريئًا”... إنه برنامج سياسي بالكامل.

مقترحات للتربّص
 وميدالية الكونغرس
   العديد من الجمهوريين المنتخبين لم يتخلّفوا عن دعم الشاب. وقال مات غايتس، ممثل فلوريدا قبل يوم من إعلان الحكم: “من المحتمل أن يكون متربصا جيدًا في الكونجرس”. كما عرض عليه ممثل ولاية كارولينا الشمالية، ماديسون كاوثورن، الذي يحث أنصاره على “أن يكونوا مسلحين وخطرين”، فترة تدريب. أما النائب عن ولاية أريزونا بول جوسار، فقد اقترح أن يحصل الشاب على ميدالية الشرف في الكونغرس. وقبل بضعة أسابيع، عوقب جوسار نفسه بتوبيخ -وهي عقوبة نادرة جدًا -لأنه سخر في مقطع فيديو ... من وفاة الديمقراطية ألكسندريا أوكاسيو كورتيز.
   وأخيرًا، تلقى كايل ريتنهاوس دعم نيك ساندمان. عام 2019، اكتسب هذا المراهق، 16 عامًا، شهرة وطنية في غضون ساعات قليلة بعد مواجهته لناشط أمريكي من الهنود الحمر الأصليين في واشنطن، وهو بقبعته الحمراء “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”. وبعد اتهامه بالعنصرية والترهيب، رفع دعوى قضائية منذئذ على عدد من وسائل الإعلام بتهمة التشهير، مستنكرا دمار “ثقافة الإلغاء”، بل وتحدث في المؤتمر الجمهوري عام 2020. وكان دونالد ترامب قد جعل منه رمزًا، رمز “الأخبار الكاذبة وطابعها الشيطاني «.
   وطوال المحاكمة، التي كشفت عن الشرخ الأمريكي بخصوص الأسلحة النارية وحركة حياة السود مهمة، احتمى بالدفاع عن النفس.