لو فيغارو تُحذّر من فوز حزب الله في الانتخابات

لو فيغارو تُحذّر من فوز حزب الله في الانتخابات


تحت عنوان “زبائن حزب الله في لبنان يزدادون بفضل دولارات العدو”، سلّطت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية الضوء، على ما اعتبرته تناقضاً في شعارات الحزب اللبناني الذي يدّعي مُعاداة الولايات المتحدة بينما يتقاضى حوالي 60 من مؤيديه ومُناصريه رواتبهم بفضل دولارات “العدو الأمريكي” القادمة من طهران، بينما فقدت الليرة اللبنانية 100% من قيمتها تقريباً بسبب الأزمتين الاقتصادية والمالية التي ضربت البلاد منذ نحو عامين.

ورأت الصحيفة اليومية في تحقيق لها، أنّ تلك الدولارات بالإضافة للمُساعدات الاجتماعية التي بات يتم تقديمها بشكل مُضاعف ومكثف عبر محلات خاصة تتبع للحزب بأسعار مخفضة، هو ما يجتذب شريحة كبيرة من هؤلاء المؤيدين، حيث يرفض الحزب دفع أيّ ضرائب على السلع الاستهلاكية التي يستوردها من دول حليفة في طليعتها إيران ليُقدّمها لمؤيديه بأقل الأسعار، وذلك وفقاً لجورج مالبرونو موفد “لو فيغارو” الخاص إلى بيروت.

وحذّرت اليومية الفرنسية من أنّه ونتيجة لهذا الدعم المالي، ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية الحاسمة لمُستقبل لبنان بعد نحو 3 أشهر، بدأت المحسوبيات لكسب قلوب الناخبين في بلد تتم فيه ممارسة شراء الأصوات بشكل دائم، وعبر هذه اللعبة السياسية الكلاسيكية الرائعة، تقول “لو فيغارو” فإنّ الحزب الموالي لإيران في طريقه للفوز وتعزيز سيطرته بفضل الدولارات التي تصله من عدوه الأمريكي والتي لا يزال بإمكانه الحصول عليها على الرغم من ترسانة العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران مموّل الحزب.

وخلصت “لو فيغارو” للقول إنّه يبدو أنّ “دولار الشيطان الأكبر صار حلالاً” ويبتسم لحزب الله كاشفاً عن هذا التناقض الكبير للحزب الذي يُهيمن على المشهد السياسي للبلاد بفضل أسلحته التي رفض التخلّي عنها رغم نهاية الحرب الأهلية عام 1990.
من جهته تطرّق الصحافي الفرنسي موريل روزيلير، إلى ظاهرة تحذيرات حزب الله التي تصل لدرجة التهديد بالقتل لمن يعتبرهم أعدائه في الداخل اللبناني وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المُقرّبة منه..

 حيث يُريد الحزب أن يحتكر الصوت الشيعي مُعتبراً أنّ زعيمه حسن نصرالله ومُقاتلي الجناح العسكري المنضوي تحت مظلته هم شخصيات مقدسة لا يُمكن المساس بها أبداً، وهو الأمر الذي يُثير الضحك وفقاً للكاتب الذي أشار إلى أنّ مسؤولي الحزب دأبوا على التحذير من مُثيري الشغب اللبنانيين الذين يجرؤون على اختبار صبره لمُجرّد توجيه أيّ انتقاد لهم، وذلك بينما يتزايد السخط الشعبي على سياسات الحزب الداخلية والخارجية.
وأشارت “لو فيغارو” إلى أنّ الكثير من اللبنانيين باتوا يعتبرون حزب الله مُجرّد ميليشيا تُسيطر على الدولة، لكنّهم يخافون من انتقام الحزب الذي حوّلهم رهائن لإيران وأداة لسياساتها في المنطقة، ويُطلق تهديدات لاذعة بحق كل من يُحاول انتقاده عبر وسائل التواصل الاجتماعي.