رئيس الدولة و نائباه يتبادلون التهاني مع قادة الدول العربية و الإسلامية
اختتم أعماله .. وطرح رؤى وتوصيات من أجل تعليم إبداعي
مؤتمر تريندز الأول للتعليم يختتم أعماله بالتأكيد على الحاجة إلى إرساء نظم تعليمية مواكبة للعصر ومحفزة على الإبداع والابتكار
خبراء وأكاديميون دوليون:
• الذكاء الاصطناعي أداة تعليمية بالغة الأهمية لليوم والمستقبل
• البحث والريادة والابتكار ركائز أي نظام تعليمي متطور
• مستقبل التعليم لن يكون كما نراه اليوم
• الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي
• الاستثمار في قدرات الشباب والاستفادة من البحث العلمي
أكد "مؤتمر تريندز الأول للتعليم" الحاجة إلى إرساء نظم تعليمية مواكبة للعصر، محفزة للإبداع والابتكار طريقها التعليم الإبداعي، بما يحقق تنمية مستدامة واستثمارًا أفضل في قدرات الشباب والمجتمع، والاستفادة من البحث العلمي في تصميم البرامج التعليمية.
وأجمع نحو 20 خبيرًا دوليًا شاركوا في المؤتمر الذي نظمه مركز تريندز للبحوث والاستشارات تحت عنوان: "وضع رؤية لمستقبل التعليم: محركات التغيير والابتكار"، واختتم أعماله الخميس، وعُقد على مدى يومين، على أهمية مواكبة التعليم للتطورات التكنولوجية وإدخالها في نظمه بما يحقق الفائدة وفق ضوابط من شأنها تأهيل الطلبة وتمكينهم، باعتبارهم قادة المستقبل.
وأكد الخبراء في التوصيات والاستنتاجات التي خلصت إليها مناقشات المؤتمر، وأعلنها سلطان الربيعي رئيس قسم الشؤون الاقتصادية بتريندز، أنه في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل، ومع تنوع المهارات المطلوبة للتكيف مع هذا السوق مستقبلًا، من المهم أن تتركز العملية التعليمية على إعداد وتجهيز المتعلمين وتزويدهم بمهارات ومعارف المستقبل، ولاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
كما أكد الخبراء ضرورة أن تركز مناهج التعليم على التفكير النقدي والتحليل المنهجي والإبداع والتعاون، إضافة إلى تشجع التعليم المتعدد التخصصات، والذي لا يقتصر على فرع واحد من فروع العلوم والمعرفة.
وأكدوا أن رأس المال البشري هو القوة الدافعة الرئيسية للنمو الاقتصادي المبني على المعرفة، وبالتالي يجب دعم برامج التعلم المستمر، وزيادة التعاون الدولي، والاستفادة من تجارب الدول في المجال التعليمي، والاعتماد على التقنيات والأساليب التربوية والتعليمية التي أثبتت ملاءمة في هذه التجارب وساهمت في تحقيق طفرات ملحوظة في هذه التجارب الدولية.
وأكدت توصيات المؤتمر أهمية التعاون المستمر بين الخبراء الدوليين في مختلف المجالات، مثل التعليم والتكنولوجيا وعلم النفس وعلم الاجتماع، بهدف تشخيص التحديات التي تواجه العملية التعليمية وطرح بدائل ملائمة وفعالة في مواجهتها، إضافة إلى تعزيز أنشطة الابتكار المتصلة بسوق العمل. وخلص المؤتمر إلى أن الذكاء الصناعي وما تبعه من برامج يمكن أن تكون أداة تعليمية محفزة وناجعة، مؤكدين أن دمج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في التعليم لديه القدرة على تغيير الطريقة التي يتعلم بها الطلاب، وتزويدهم بالمهارات التي يحتاجونها للنجاح في المشهد التكنولوجي السريع التطور.
كما أجمع الخبراء على أن الاستثمار في البحث والتطوير لتعزيز الابتكار يعد أهم مفاتيح الأمن الوطني للدول، وطريقها إلى بناء مجتمع متعلم قادر على الإنجاز والعطاء ومواكبة العصر بكل تحدياته، بل والمساهمة في صنع المستقبل.
وكانت جلسات اليوم الثاني من المؤتمر قد استُهلت بكلمة ترحيبية لسلطان الربيعي رئيس قسم الشؤون الاقتصادية بتريندز، عقب ذلك عُقدت جلسة أدارتها السيدة ميا أوزجوفيتش، رئيس قسم الأبحاث، مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم، تركزت حول "الاستراتيجية والسياسات والقيادة التعليمية.. تقييم أفضل الممارسات الدولية ودراسات الحالة"، وناقشت تجارب في التعليم كنماذج ناجحة.
استراتيجيات يجب أن تكون مبنية على الحوار
وتحدثت الأستاذة سارة السعدي، رئيس التوطين بمجموعة الدار للتعليم في مداخلة لها بالجلسة عن بيئة العمل التعليمية، مشيرة إلى أن هناك استراتيجيات يجب أن تكون مبنية على الحوار المفتوح توائم بين الإدارة والمتعلم، وتؤكد التوازن بين الحياة والعمل، مشيرة في هذا الصدد إلى نظام العمل والتعلم عن بعد، ومشددة في الوقت نفسه على رفاهية المعلّم والحوافز والتقدير، وأهمية برامج التدريب واستقطاب الكفاءات المتميزة والاستدامة. كما تطرقت أيضا إلى ما أسمته "الحساسية الثقافية" وهي قبول الآخر والتفاعل معه.
التكنولوجيا والتدريب
من جانبه تناول الدكتور فاديم جرينشكون الأستاذ بقسم حوسبة التعليم بجامعة موسكو سيتي أهمية التكنولوجيا والتدريب في الأنظمة التعليمية، وقال إن التعليم يجب أن يواكب التكنولوجيا، وهناك قائمة من التقنيات ليست في صميم التدريب، مؤكدًا أن متطلبات وخصائص المعلوماتية هي نشاط تعليمي مهم وأساسي، ومشددًا على أهمية تطبيق وسائل المعلوماتية في التدريب بمبدأ "كلما زاد تكثيفها زادت فاعلية نظام التعليم".
التجربة الألمانية في التعليم
بدوره تطرق الدكتور كريستيان ألكسندر، خبير الدراسات الاستراتيجية، بتريندز للبحوث والاستشارات للنظام التعليمي في ألمانيا كدراسة حالة، مشيرًا إلى أن ألمانيا تحتل مرتبة عالية وتشتهر بسمعتها الأكاديمية التي تتميز بأنها تولي قيمة عالية للتعليم على جميع المستويات. ولديها نظام مدرسي إلزامي ومجاني لمواطنيها، كما أنها معروفة بسمعتها العلمية والابتكار التكنولوجي.
وأوضح أن وزارة التعليم الفيدرالية في برلين تلعب دورًا في التمويل والمساعدات المالية والتنظيم، لكن معظم جوانب التعليم الأخرى تخضع لسلطة الولايات الألمانية.
وأشار إلى أن عدد المدارس في ألمانيا بلغ، وفقًا لإحصاءات عام 2020، أكثر من 52400 مدرسة، حيث يتعلم أكثر من 12.2 مليون طالب، ويعمل بها أكثر من 772600 معلم.
وذكر الدكتور كريستيان 4 مسارات للتعليم الألماني اعتمادًا على الأداء الأكاديمي أثناء المدرسة الابتدائية، حيث يقرر المعلمون وأولياء الأمور أيًا من المسارات الأربعة للتعليم الثانوي يناسب الطلاب، وأوضح أن من أهم اختبارات التقييم لهذه المسارات الرياضيات والعلوم الدولية، موضحًا وجود ثلاثة أنواع من طلاب مؤسسات التعليم العالي وهي، الجامعات، والعلوم التطبيقية، ومعاهد الفنون والموسيقى.
وبين أن أحد التحديات التي يواجهها النظام التعليمي الألماني الحرمان من التعليم بسبب ظروف الهجرة والوضع الاجتماعي والاقتصادي وقلة المشاركة في جميع مراحل نظام التعليم، إضافة إلى وجود برامج تعليمية تقدم مؤهلات منخفضة.
حلول مبتكرة وفرص للتقدم
أما الجلسة الرابعة والأخيرة فكانت على شكل مائدة مستديرة نقاشية لقادة التعليم بإدارة الباحثة بتريندز موزة المرزوقي، وتركزت حول "تمكين التعليم في القرن الحادي والعشرين بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.. حلول مبتكرة وفرص للتقدم".
وقالت إن دمج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في التعليم قادر على تغيير الطريقة التي يتعلم بها الطلاب، وتزويدهم بالمهارات التي يحتاجونها للنجاح في المشهد التكنولوجي السريع التطور. وأضافت أنه من خلال تمكين التعليم في القرن الحادي والعشرين باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، فإننا نُعِدّ الجيل القادم لمستقبل من المؤكد أنه سوف يتشكل بواسطة هذه التقنيات.
الابتكار والتعليم
وقد استعرضت نخبة من الخبراء والقيادات التعليمية والأكاديمية الدولية الآفاق المستقبلية للتعليم في ظل الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي. وقال الدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي، إن مستقبل التعليم لن يكون كما نراه اليوم، محذرًا من أنه سيكون هناك اضطراب في التعليم بشكل عام، وسيكون هناك نظام تعليمي يتضمن التعلم من أي مكان وفي أي وقت ومن أي مدرب ومن أي جهاز، موضحًا أنه يتم بناء هذا النظام بسرعة فائقة وموثوقة وآمنة وبدون زمن انتقال. وأكد البستكي أن البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ذات أهمية قصوى في تصميم وبناء النظم التعليمية، كما أن الابتكار أمر أساسي. وقال إن مهارات التعليم ستمنح الطلاب حرية التعلم بمرونة من حيث المدرب، والوقت، والموقع، والجهاز، والمناهج، وبين أنه يمكن للمتعلم تحديد واختيار وقت التخرج وتحديثه طبقًا للتغييرات في أسواق العمل والجاهزية لوظيفة بمجرد استيفاء المتطلبات إذا تغير السوق، والتكيف والتفكير بصورة إبداعية. وشدد على أهمية التعاون بين العام والخاص.
ركائز أي نظام تعليمي متطور
من جانبه قال البروفيسور السير جون أورايلي، رئيس جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، إن البحث والريادة والابتكار تعتبر ركائز أي نظام تعليمي متطور، وقال إن البحث العلمي لا بد أن يدعم الابتكار وهو طريقة إلى النجاح، وقال إننا كنا على دراية تامة بأهمية البحث في الجامعات، وهو أمر ذو قيمة لكنه ليس كافيًا، إذ لا بد من الابتكار والمشاريع؛ لأنهما يشكلان ثقافة جامعية مهمة للغاية.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة هي تقنيات يمكننا استخدامها ليس فقط في التعليم ولكن لتغيير كيفية تعلم الطلاب والمحتوى الذي يتم تدريسه. وأوضح أن الجامعات كانت تدور حول "التعلم بالحفظ عن ظهر قلب" لكنها اليوم تركز أكثر على تدريب الطلاب على كيفية التعلم، مؤكدًا أهمية تمكين عملية التعلم هذه وجعلها فعالة قدر الإمكان. وشدد على أن جوهر ثقافة الجامعات هي الثقافة البحثية المبتكرة المبدعة، وأن الابتكار يتطلب تعلم الجديد والعمل بطريقة مختلفة، حيث إن البحث العلمي يرتبط بالتفكير والتعليم، وهو الأمر الذي يصل بنا إلى الهدف. وأشار السير جون أورايلي إلى أهمية مجموعات البيانات لأنها تحتوي على نتائج تجارب، وهي أساسية للبحث العلمي والابتكار.
الذكاء الاصطناعي وُجِد ليبقى
بدوره تحدث الدكتور حمد العضابي، نائب مدير جامعة أبوظبي، عن الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أنه وُجد ليبقى، مطالبًا بضرورة الاستفادة منه على أفضل وجه من خلال دمجه في التعليم وتمكين الطلاب من المهارات والمعرفة لفهمه واستخدامه وتحسينه بمسؤولية.
وقال إن الذكاء الاصطناعي يشكل عاملًا مهمًا لإيجاد مستقبل أفضل للجميع. وأوضح العضابي أن الذكاء الاصطناعي سيساعد في تعليم الطلاب أن يصبحوا أكثر إبداعًا وقدرة على التفكير، من خلال تزويدهم بالأدوات اللازمة لتحليل البيانات وتفسيرها، وتحديد الأنماط والرؤى الجديدة. وخلص إلى أن الذكاء الاصطناعي أداة بالغة الأهمية لليوم والمستقبل، ومن الضروري دمجها في التعليم لإعداد الجيل القادم للفرص والتحديات التي يطرحها.
التدريب والتكنولوجيا
بدورها أكدت نانسي جليسون أستاذة مشاركة في الممارسة والعلوم السياسية، مديرة مركز هيلاري بالون للتميّز في التدريس والتعلّم بجامعة نيويورك أبوظبي - أكدت أهمية التدريب، وإيلاء التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أهمية في هذا الإطار، كما تطرقت إلى مستقبل التعليم. وذكرت أن الطلاب اليوم لا يحتاجون إنتاج الأشياء التي نطلب منهم إنتاجها لأنهم يستطيعون من خلال برنامج ChatGBT، الذي تم إطلاقه في 30 نوفمبر القيام بذلك في مشهد هائل من الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأوضحت أن تقنية ChatGBT غيرت عملية التدريس. مشيرة إلى أنه سيكون لدينا تغيير في حسابات عبء العمل في السنوات الخمس إلى العشر القادمة. وستختفي 140 ساعة معتمدة ووحدة كارنيجي التي نستخدمها في معظم البلدان خارج أوروبا. وذكرت أن أخلاقياتنا المتعلقة بالنزاهة الأكاديمية ستتغير، لأن الأفكار التي يتم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي ستكون أفكارًا أفضل.
وفي الختام تلا سلطان الربيعي الاستنتاجات والتوصيات، وعقب ذلك كرّم الدكتور محمد عبد الله العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز المشاركين وقدم لهم مجموعة من إصدارات المركز ودروعًا تذكارية.
• الذكاء الاصطناعي أداة تعليمية بالغة الأهمية لليوم والمستقبل
• البحث والريادة والابتكار ركائز أي نظام تعليمي متطور
• مستقبل التعليم لن يكون كما نراه اليوم
• الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي
• الاستثمار في قدرات الشباب والاستفادة من البحث العلمي
أكد "مؤتمر تريندز الأول للتعليم" الحاجة إلى إرساء نظم تعليمية مواكبة للعصر، محفزة للإبداع والابتكار طريقها التعليم الإبداعي، بما يحقق تنمية مستدامة واستثمارًا أفضل في قدرات الشباب والمجتمع، والاستفادة من البحث العلمي في تصميم البرامج التعليمية.
وأجمع نحو 20 خبيرًا دوليًا شاركوا في المؤتمر الذي نظمه مركز تريندز للبحوث والاستشارات تحت عنوان: "وضع رؤية لمستقبل التعليم: محركات التغيير والابتكار"، واختتم أعماله الخميس، وعُقد على مدى يومين، على أهمية مواكبة التعليم للتطورات التكنولوجية وإدخالها في نظمه بما يحقق الفائدة وفق ضوابط من شأنها تأهيل الطلبة وتمكينهم، باعتبارهم قادة المستقبل.
وأكد الخبراء في التوصيات والاستنتاجات التي خلصت إليها مناقشات المؤتمر، وأعلنها سلطان الربيعي رئيس قسم الشؤون الاقتصادية بتريندز، أنه في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل، ومع تنوع المهارات المطلوبة للتكيف مع هذا السوق مستقبلًا، من المهم أن تتركز العملية التعليمية على إعداد وتجهيز المتعلمين وتزويدهم بمهارات ومعارف المستقبل، ولاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
كما أكد الخبراء ضرورة أن تركز مناهج التعليم على التفكير النقدي والتحليل المنهجي والإبداع والتعاون، إضافة إلى تشجع التعليم المتعدد التخصصات، والذي لا يقتصر على فرع واحد من فروع العلوم والمعرفة.
وأكدوا أن رأس المال البشري هو القوة الدافعة الرئيسية للنمو الاقتصادي المبني على المعرفة، وبالتالي يجب دعم برامج التعلم المستمر، وزيادة التعاون الدولي، والاستفادة من تجارب الدول في المجال التعليمي، والاعتماد على التقنيات والأساليب التربوية والتعليمية التي أثبتت ملاءمة في هذه التجارب وساهمت في تحقيق طفرات ملحوظة في هذه التجارب الدولية.
وأكدت توصيات المؤتمر أهمية التعاون المستمر بين الخبراء الدوليين في مختلف المجالات، مثل التعليم والتكنولوجيا وعلم النفس وعلم الاجتماع، بهدف تشخيص التحديات التي تواجه العملية التعليمية وطرح بدائل ملائمة وفعالة في مواجهتها، إضافة إلى تعزيز أنشطة الابتكار المتصلة بسوق العمل. وخلص المؤتمر إلى أن الذكاء الصناعي وما تبعه من برامج يمكن أن تكون أداة تعليمية محفزة وناجعة، مؤكدين أن دمج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في التعليم لديه القدرة على تغيير الطريقة التي يتعلم بها الطلاب، وتزويدهم بالمهارات التي يحتاجونها للنجاح في المشهد التكنولوجي السريع التطور.
كما أجمع الخبراء على أن الاستثمار في البحث والتطوير لتعزيز الابتكار يعد أهم مفاتيح الأمن الوطني للدول، وطريقها إلى بناء مجتمع متعلم قادر على الإنجاز والعطاء ومواكبة العصر بكل تحدياته، بل والمساهمة في صنع المستقبل.
وكانت جلسات اليوم الثاني من المؤتمر قد استُهلت بكلمة ترحيبية لسلطان الربيعي رئيس قسم الشؤون الاقتصادية بتريندز، عقب ذلك عُقدت جلسة أدارتها السيدة ميا أوزجوفيتش، رئيس قسم الأبحاث، مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم، تركزت حول "الاستراتيجية والسياسات والقيادة التعليمية.. تقييم أفضل الممارسات الدولية ودراسات الحالة"، وناقشت تجارب في التعليم كنماذج ناجحة.
استراتيجيات يجب أن تكون مبنية على الحوار
وتحدثت الأستاذة سارة السعدي، رئيس التوطين بمجموعة الدار للتعليم في مداخلة لها بالجلسة عن بيئة العمل التعليمية، مشيرة إلى أن هناك استراتيجيات يجب أن تكون مبنية على الحوار المفتوح توائم بين الإدارة والمتعلم، وتؤكد التوازن بين الحياة والعمل، مشيرة في هذا الصدد إلى نظام العمل والتعلم عن بعد، ومشددة في الوقت نفسه على رفاهية المعلّم والحوافز والتقدير، وأهمية برامج التدريب واستقطاب الكفاءات المتميزة والاستدامة. كما تطرقت أيضا إلى ما أسمته "الحساسية الثقافية" وهي قبول الآخر والتفاعل معه.
التكنولوجيا والتدريب
من جانبه تناول الدكتور فاديم جرينشكون الأستاذ بقسم حوسبة التعليم بجامعة موسكو سيتي أهمية التكنولوجيا والتدريب في الأنظمة التعليمية، وقال إن التعليم يجب أن يواكب التكنولوجيا، وهناك قائمة من التقنيات ليست في صميم التدريب، مؤكدًا أن متطلبات وخصائص المعلوماتية هي نشاط تعليمي مهم وأساسي، ومشددًا على أهمية تطبيق وسائل المعلوماتية في التدريب بمبدأ "كلما زاد تكثيفها زادت فاعلية نظام التعليم".
التجربة الألمانية في التعليم
بدوره تطرق الدكتور كريستيان ألكسندر، خبير الدراسات الاستراتيجية، بتريندز للبحوث والاستشارات للنظام التعليمي في ألمانيا كدراسة حالة، مشيرًا إلى أن ألمانيا تحتل مرتبة عالية وتشتهر بسمعتها الأكاديمية التي تتميز بأنها تولي قيمة عالية للتعليم على جميع المستويات. ولديها نظام مدرسي إلزامي ومجاني لمواطنيها، كما أنها معروفة بسمعتها العلمية والابتكار التكنولوجي.
وأوضح أن وزارة التعليم الفيدرالية في برلين تلعب دورًا في التمويل والمساعدات المالية والتنظيم، لكن معظم جوانب التعليم الأخرى تخضع لسلطة الولايات الألمانية.
وأشار إلى أن عدد المدارس في ألمانيا بلغ، وفقًا لإحصاءات عام 2020، أكثر من 52400 مدرسة، حيث يتعلم أكثر من 12.2 مليون طالب، ويعمل بها أكثر من 772600 معلم.
وذكر الدكتور كريستيان 4 مسارات للتعليم الألماني اعتمادًا على الأداء الأكاديمي أثناء المدرسة الابتدائية، حيث يقرر المعلمون وأولياء الأمور أيًا من المسارات الأربعة للتعليم الثانوي يناسب الطلاب، وأوضح أن من أهم اختبارات التقييم لهذه المسارات الرياضيات والعلوم الدولية، موضحًا وجود ثلاثة أنواع من طلاب مؤسسات التعليم العالي وهي، الجامعات، والعلوم التطبيقية، ومعاهد الفنون والموسيقى.
وبين أن أحد التحديات التي يواجهها النظام التعليمي الألماني الحرمان من التعليم بسبب ظروف الهجرة والوضع الاجتماعي والاقتصادي وقلة المشاركة في جميع مراحل نظام التعليم، إضافة إلى وجود برامج تعليمية تقدم مؤهلات منخفضة.
حلول مبتكرة وفرص للتقدم
أما الجلسة الرابعة والأخيرة فكانت على شكل مائدة مستديرة نقاشية لقادة التعليم بإدارة الباحثة بتريندز موزة المرزوقي، وتركزت حول "تمكين التعليم في القرن الحادي والعشرين بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.. حلول مبتكرة وفرص للتقدم".
وقالت إن دمج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في التعليم قادر على تغيير الطريقة التي يتعلم بها الطلاب، وتزويدهم بالمهارات التي يحتاجونها للنجاح في المشهد التكنولوجي السريع التطور. وأضافت أنه من خلال تمكين التعليم في القرن الحادي والعشرين باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، فإننا نُعِدّ الجيل القادم لمستقبل من المؤكد أنه سوف يتشكل بواسطة هذه التقنيات.
الابتكار والتعليم
وقد استعرضت نخبة من الخبراء والقيادات التعليمية والأكاديمية الدولية الآفاق المستقبلية للتعليم في ظل الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي. وقال الدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي، إن مستقبل التعليم لن يكون كما نراه اليوم، محذرًا من أنه سيكون هناك اضطراب في التعليم بشكل عام، وسيكون هناك نظام تعليمي يتضمن التعلم من أي مكان وفي أي وقت ومن أي مدرب ومن أي جهاز، موضحًا أنه يتم بناء هذا النظام بسرعة فائقة وموثوقة وآمنة وبدون زمن انتقال. وأكد البستكي أن البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ذات أهمية قصوى في تصميم وبناء النظم التعليمية، كما أن الابتكار أمر أساسي. وقال إن مهارات التعليم ستمنح الطلاب حرية التعلم بمرونة من حيث المدرب، والوقت، والموقع، والجهاز، والمناهج، وبين أنه يمكن للمتعلم تحديد واختيار وقت التخرج وتحديثه طبقًا للتغييرات في أسواق العمل والجاهزية لوظيفة بمجرد استيفاء المتطلبات إذا تغير السوق، والتكيف والتفكير بصورة إبداعية. وشدد على أهمية التعاون بين العام والخاص.
ركائز أي نظام تعليمي متطور
من جانبه قال البروفيسور السير جون أورايلي، رئيس جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، إن البحث والريادة والابتكار تعتبر ركائز أي نظام تعليمي متطور، وقال إن البحث العلمي لا بد أن يدعم الابتكار وهو طريقة إلى النجاح، وقال إننا كنا على دراية تامة بأهمية البحث في الجامعات، وهو أمر ذو قيمة لكنه ليس كافيًا، إذ لا بد من الابتكار والمشاريع؛ لأنهما يشكلان ثقافة جامعية مهمة للغاية.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة هي تقنيات يمكننا استخدامها ليس فقط في التعليم ولكن لتغيير كيفية تعلم الطلاب والمحتوى الذي يتم تدريسه. وأوضح أن الجامعات كانت تدور حول "التعلم بالحفظ عن ظهر قلب" لكنها اليوم تركز أكثر على تدريب الطلاب على كيفية التعلم، مؤكدًا أهمية تمكين عملية التعلم هذه وجعلها فعالة قدر الإمكان. وشدد على أن جوهر ثقافة الجامعات هي الثقافة البحثية المبتكرة المبدعة، وأن الابتكار يتطلب تعلم الجديد والعمل بطريقة مختلفة، حيث إن البحث العلمي يرتبط بالتفكير والتعليم، وهو الأمر الذي يصل بنا إلى الهدف. وأشار السير جون أورايلي إلى أهمية مجموعات البيانات لأنها تحتوي على نتائج تجارب، وهي أساسية للبحث العلمي والابتكار.
الذكاء الاصطناعي وُجِد ليبقى
بدوره تحدث الدكتور حمد العضابي، نائب مدير جامعة أبوظبي، عن الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أنه وُجد ليبقى، مطالبًا بضرورة الاستفادة منه على أفضل وجه من خلال دمجه في التعليم وتمكين الطلاب من المهارات والمعرفة لفهمه واستخدامه وتحسينه بمسؤولية.
وقال إن الذكاء الاصطناعي يشكل عاملًا مهمًا لإيجاد مستقبل أفضل للجميع. وأوضح العضابي أن الذكاء الاصطناعي سيساعد في تعليم الطلاب أن يصبحوا أكثر إبداعًا وقدرة على التفكير، من خلال تزويدهم بالأدوات اللازمة لتحليل البيانات وتفسيرها، وتحديد الأنماط والرؤى الجديدة. وخلص إلى أن الذكاء الاصطناعي أداة بالغة الأهمية لليوم والمستقبل، ومن الضروري دمجها في التعليم لإعداد الجيل القادم للفرص والتحديات التي يطرحها.
التدريب والتكنولوجيا
بدورها أكدت نانسي جليسون أستاذة مشاركة في الممارسة والعلوم السياسية، مديرة مركز هيلاري بالون للتميّز في التدريس والتعلّم بجامعة نيويورك أبوظبي - أكدت أهمية التدريب، وإيلاء التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أهمية في هذا الإطار، كما تطرقت إلى مستقبل التعليم. وذكرت أن الطلاب اليوم لا يحتاجون إنتاج الأشياء التي نطلب منهم إنتاجها لأنهم يستطيعون من خلال برنامج ChatGBT، الذي تم إطلاقه في 30 نوفمبر القيام بذلك في مشهد هائل من الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأوضحت أن تقنية ChatGBT غيرت عملية التدريس. مشيرة إلى أنه سيكون لدينا تغيير في حسابات عبء العمل في السنوات الخمس إلى العشر القادمة. وستختفي 140 ساعة معتمدة ووحدة كارنيجي التي نستخدمها في معظم البلدان خارج أوروبا. وذكرت أن أخلاقياتنا المتعلقة بالنزاهة الأكاديمية ستتغير، لأن الأفكار التي يتم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي ستكون أفكارًا أفضل.
وفي الختام تلا سلطان الربيعي الاستنتاجات والتوصيات، وعقب ذلك كرّم الدكتور محمد عبد الله العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز المشاركين وقدم لهم مجموعة من إصدارات المركز ودروعًا تذكارية.