بعد التشاور مع رئيس الدولة واعتماده.. محمد بن راشد يعلن تغييرات في حكومة الإمارات
احتمالات دعم القوات الأجنبية لقوات إيكواس غير مؤكدة
مؤشرات وصعوبات تنذر بتلافي الخيار العسكري في النيجر
تشهد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” حالة من الانقسام تجاه التعامل مع الانقلاب العسكري في النيجر، ولم تحسم موقفها حتى الآن بالتدخل العسكري لاستعادة ما أسمته بـ “الشرعية” وإعادة الرئيس المخلوع بازوم إلى السلطة مجدداً.
وتساءل مراقبون حول تفضيل مجموعة “إيكواس” التدخل العسكري في النيجر، على الرغم من أنه كان من المفترض منح مساحة للعمل الدبلوماسي والحوار مع قادة المجلس العسكري في نيامي، خاصة وأن الجماعة لم تلجأ إلى خيار التدخل العسكري لاستعادة الحكم الدستوري، في الحالات المشابهة التي حدثت خلال السنوات الثلاثة الأخيرة في مالي وبوركينافاسو وغينيا.
استنفاد الحلول الدبلوماسية
في تصريحات لـ 24 يقول الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الأفريقية السابق السفير أحمد حجاج: مجموعة إيكواس تريد أن تستنفد كل الوسائل الدبلوماسية والسياسية لتغيير الأوضاع فيما يخص الانقلاب العسكري في النيجر، وخاصة بعد إعلان قادة الانقلاب محاكمة الرئيس النيجري محمد بازوم بتهمة الخيانة العظمة واحتجازه ومنع الاتصالات عنه.
وأوضح حجاج أن “مجموعة إيكواس لها مصالح حيوية مع عدد من الدول المجاورة للنيجر مثل نيجيريا وليبيا والجزائر، وكل هذه الدول تهتم بإعادة الشرعية الدستورية إلى ما كانت عليه وإعادة الرئيس محمد بازوم لرئاسة الدولة مجدداً، وهو ما يجعل مجموعة إيكواس مترددة في اتخاذ قرار التدخل العسكري”، مشيراً إلى أن “هناك رغبات من دول العالم أيضاً لإعادة الشرعية في النيجر لحرصها على هذا الموضوع، وخشية لانتقال فكرة الانقلابات في الدول المجاورة».
كما أشار السفير حجاج إلى أن “دول إيكواس طلبت من قوات التدخل السريع التابعة لها والتابعة للاتحاد الإفريقي، أن تكون مستعدة للتدخل في أي وقت، والاتحاد الإفريقي يبحث الأمر بالتنسيق مع مجلس السلم والأمن الإفريقي لبحث ما يمكن اتخاذه من إجراءات أخرى».
وكان لـ”إيكواس” تجارب كثيرة في التدخل العسكري في دول الجماعة، من أشهرها التدخل في ليبيريا وسيراليون وغينيا بيساو خلال التسعينيات، وكذلك التدخل في العقدين الأخيرين في ساحل العاج وتوغو وغامبيا وغينيا ومالي.
التشدد مع انقلاب النيجر
في اتصال مع 24 قالت الدكتورة أميرة محمد عبد الحليم خبيرة الشئون الأفريقية - مركز الأهرام للدراسات السياسية: “قادة إيكواس كانوا أكثر تشدداً مع الانقلاب في النيجر، حيث نظر هؤلاء القادة إلى أن عدم التحرك السريع في مواجهة هذا الانقلاب، يضر بمبادئ العمل الجماعي الإفريقي، ويؤثر على قدرة إيكواس وهيبتها في استعادة الاستقرار في الساحل والغرب الإفريقي.وأضافت عبد الحليم “مع اتجاه إيكواس للتدخل العسكري في النيجر، تتجه الأنظار للتفكير في إمكانية دعم القوات الأجنبية المتواجدة على أراضي النيجر لهذا التدخل، حيث يتواجد ما يقرب من 1500 جندي فرنسي، كما تمتلك الولايات المتحدة قاعدتين عسكريتين ويتواجد 1100 جندي أمريكي على أراضي البلاد، هذا بالإضافة إلى قوات ألمانية ضمن بعثة للاتحاد الأوروبي، كما تمتلك إيطاليا قاعدة عسكرية في البلاد».وأشارت في مقالها إلى أن “احتمالات دعم القوات الأجنبية لقوات إيكواس التي يحتمل تدخلها لا تزال غير مؤكدة، فقد عبر بعض المسؤولين الأمريكيين عن استعداد بلادهم لسحب الجنود الأمريكيين من النيجر، في حالة تدخل قوات فاغنر بصورة كبيرة لدعم المجلس العسكري في النيجر، حيث رحب قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين بالانقلاب في النيجر».وقالت: “على الرغم من عدم التأكد من مشاركة قوات أجنبية قوات “إيكواس” في تدخلها في النيجر، إلا أن الرفض الغربي للانقلاب العسكري في النيجر، والذي تتزعمه فرنسا، يعطي زخماً كبيراً للتدخل العسكري من قبل إيكواس، ما يسمح بمطالبة الجماعة بمزيد من الدعم المالي والتسليحي من الدول الغربية، هذا بالإضافة إلى إمكانية تقديم القوات الأجنبية لمعلومات استخباراتية لقوات إيكواس، وربما تشارك في عمليات التخطيط للتدخل».
ولا يخلو تاريخ إيكواس من التدخلات العسكرية لاستعادة الاستقرار، فمنذ نشأتها في عام 1975 تدخلت في العديد من الصراعات في غرب إفريقيا، وكانت من المنظمات الإقليمية الفرعية الرائدة في هذا المجال.وعلى الرغم من أن هذه المجموعة نشأت لتحقيق أهداف اقتصادية، إلا أن التطورات السياسية والأمنية التي عصفت بالاستقرار في العديد من دولها دفعتها نحو تبنى اتجاهات سياسية وأمنية، ولعبت أدواراً حيوية خلال عقد التسعينيات وبداية الألفية لاستعادة الاستقرار، وفي يناير -كانون الثاني 1999 وقعت الدول الأعضاء في المنظمة على بروتوكول خاص للأمن الجماعي، أطلق عليه “آلية منع الصراع وإدارته وحله وحفظ السلم والأمن».
وشكلت الجماعة في يونيو -حزيران 2004 قوة عسكرية قوامها 6500 جندي، من بينها وحدة للتدخل السريع في حالة نشوب أي صراع.