رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات لتسوية النزاعات والتحديات في العالم عبر الحوار والحلول الدبلوماسية
ما هي رسالة غانتس إلى نتنياهو بالحديث عن ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران؟
أشارت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس، نهاية الشهر الماضي، عن نية إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية خلال عامين، متسائلة هل كان كلامه مُجرد تخمين، أم محاولات لإقناع رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتانياهو وحكومته باتخاذ إجراءات ضد طهران؟.
وكان غانتس قال في تصريحات إن ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية ممكنة في غضون عامين أو ثلاثة أعوام، وهو ما أثار اهتماماً كبيراً بين المراقبين والخبراء لأنه تصريح مباشر لوزير الدفاع آنذاك، على الرغم من أن فترة ولايته كانت على وشك الانتهاء. وهو تحدث عن جدول زمني لحرب مرتقبة، خلال تخريج مجموعة من الطيارين في سلاح الجو الإسرائيلي، حيث قال: “في غضون عامين أو ثلاثة، قد تعبرون السماء إلى الشرق للمشاركة في هجوم على منشآت نووية إيرانية».
وسجلت جيروزليم بوست ملاحظات عدة على كلام غانتس، الأولى هي أنه المعارض السياسي الأبرز لرئيس الوزراء الحالي، واشتبك الجانبان لفظياً كثيراً، ولهما رأيان متعارضان، وخصوصاً فيما يتعلق بالتعامل مع الملف النووي الإيراني.
النقطة الثانية تتعلق بموقف غانتس تجاه سيناريو الهجوم، حيث توقع أن يتصرف رئيس الوزراء الحالي بشكل أكثر توازناً مما فعله في سنواته السابقة، ويؤكد هذا أن غانتس لا يؤيد سيناريو الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، ويريد من نتانياهو التصرف بحذر شديد بشأن هذه القضية.
وتساءلت الصحيفة “هل يحاول غانتس إقناع نتانياهو بمهاجمة إيران؟” و”ما الدافع وراء تصريحاته حول جدول زمني محدد لانطلاق الطائرات الحربية الإسرائيلية تجاه إيران؟، و”هل هذا مجرد تخمين أم محاولة لإقناع نتانياهو وحكومته بالتحرك ضد إيران؟».
واستطردت “بشكل عام، يبدو أن غانتس قد خلص، في الأيام الأخيرة، إلى أن إيران كانت تتصرف مؤخرًا بجرأة مفرطة، بعد تعزيز علاقاتها مع روسيا وتفاقم الصراعات بين القوى الدولية الكبرى”، معتبرة أن زيادة ثقة إيران بالنفس ستؤثر على منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
ووفقاً للصحيفة، يدرك غانتس حجم التغيرات في السلوك الإيراني في المنطقة، وفي ظل هذا السلوك المتصاعد الذي يشكل تحدياً متزايداً لمصالح إسرائيل الأمنية والاستراتيجية، فمن غير المقبول المضي قدماً بحذر مفرط.
جانب آخر مهم في الموضوع هو أن غانتس يريد إبراز وتوثيق دوره في التحضير للمواجهة مع إيران، خلال فترة توليه منصب وزير الدفاع الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة: “لا يبدو الحديث عن جدول زمني للهجوم على إيران مفاجئاً، حيث قال غانتس نفسه قبل بضعة أسابيع إن إسرائيل أنفقت حوالي 7 مليارات شيكل للتحضير للمواجهة، وتواصل السعي لتحقيق التقدم والتنمية والاستعداد الكامل لأي سيناريو». ويكشف تحليل خطاب غانتس عن نقاطاً مهمة أخرى، بعضها سلبي، بما في ذلك أنه ألمح إلى أن إسرائيل كانت “تستعد لذلك”، أي أن إسرائيل ليست مستعدة تماماً لتنفيذ هجوم في هذا الوقت.
وهناك جانب آخر يتعلق بتصريحات غانتس، حيث يرى أن هجوماً إسرائيلياً على إيران سيؤدي إلى حرب إقليمية. ولفتت الصحيفة إلى إن مثل هذا التصريح يرقى إلى مستوى تحذير ضمني من قرار توجيه ضربة عسكرية، رغم أنه يؤكد أن “إسرائيل تعرف أفضل طريقة للتعامل مع عواقب مثل هذه الضربة العسكرية.