مراهقون وتقنيون.. أوروبا تخشى موجة إرهاب معقدة «لا يمكن صدّها»

مراهقون وتقنيون.. أوروبا تخشى موجة إرهاب معقدة «لا يمكن صدّها»


يكشف تقرير حديث عن أن مخاطر إرهابية متزايدة يصعب اكتشافها مبكراً تواجه أوروبا، مشيراً إلى أن أخطر ما في «الموجة الجديدة» أن الإرهابيين صغار السن، وممّن ولدوا في القارة ولا سوابق لهم.  وبحسب تقرير لصحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، استناداً إلى تقييم للأمم المتحدة، فإن تنظيمي داعش والقاعدة لا يزالان يمثّلان التهديد «الأكثر أهمية» في أوروبا.
ويشير التقرير إلى أن تنظيم داعش لا يزال يُشكل خطراً كبيراً على فرنسا وأوروبا؛ إذ يهدف إلى تنفيذ هجمات من خلال حشد المتطوعين عن بُعد، محذراً من أن مخاطر التسلل إلى أوروبا من ثم فرنسا «مرتفعة جداً».
ويستشهد التقرير بما ورد في صحيفة «النبأ» الأسبوعية التابعة لتنظيم داعش، والتي رحّبت بمجازر ارتُكبت بحق المسيحيين في الكونغو الديمقراطية وموزمبيق، ودعت «المجاهدين» للوصول إلى «شواطئ أوروبا».   واُعتُقل 100 متهم بالتخطيط لهجمات إرهابية، وأُحبط 24 هجوماً في الفترة الأخيرة، في وقت خلُص فيه اجتماع أوروبي استخباراتي في يوليو- تموز الماضي إلى أن التهديدات الإرهابي تمضي في «اتجاهات جديدة ومثيرة للقلق»، وفق «لو فيغارو». ويحذّر التقرير من أن عدد الإرهابيين لا يزال كبيراً، حيث سُجل 14,663 فرداً في قاعدة بيانات معالجة تقارير الوقاية من التطرف الإرهابي في بداية الصيف الحالي.
يؤكد تقرير «لو فيغارو» أن المقلق انخفاض أعمار المشتبه بهم بتنفيذ عمليات إرهابية؛ إذ يشير أحدث  تقرير لليوروبول  إلى أن ما يقرب من ثلث المشتبه بهم الذين أُلقي القبض عليهم في الاتحاد الأوروبي كانوا دون سن العشرين. وبحسب التحقيقات التي أجريت مع بعضهم، فإن كثيراً منهم يعانون من فشل أسري، وهشاشة نفسية وإدمان على العنف، لكن الأخطر أنهم يتميزون ببراعتهم الرقمية الفائقة.
كما كشفت التحقيقات أن هؤلاء المراهقين «منفتحون على السرديات والتأثيرات الجديدة التي تأتي عبر الإنترنت، ومنغمسون في ثقافة رقمية تتميز بشكل خاص بفيديوهات العنف المفرط، والتي غالباً ما تكون لا تُطاق وتُستهلك بجنون».
ويلفت التقرير إلى أن اكتشاف هؤلاء المراهقن قبل تنفيذهم للعمليات الإرهابية أكثر صعوبة من كشف من يكبرونهم سناً. ويضيف التقرير «ببضع نقرات فقط، يمكن للشباب الدردشة مع إرهابيين خطرين وتصفح محتوى عنيف ومتطرف. يستخدم الإرهابيون الذين يفهمون الثقافة الرقمية دعاية ذكية لقيادة الشباب نحو مسار خطير».
وتشير فيكي إيفانز، المنسقة الوطنية لشرطة مكافحة الإرهاب، إلى أنه «لم يكن أي من زملائي يعمل في مجال مكافحة الإرهاب وهو يظن أنه سيحقق مع أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عاما ويعتقلهم. لقد سرّع الإنترنت انتشار الأيديولوجيات الكراهية، وسمح لأي شخص على صلة بالإرهاب بالتدخل في حياة الأطفال في الجانب الآخر من العالم».
ومؤخراً، أكدت هيئة مكافحة الإرهاب الفرنسية أن العنف الإلكتروني المفرط يؤثر أيضاً على متدربي اليمين المتطرف من الشباب. وتعتبر الأجهزة أن اغتيال هشام ميراوي في بوجيه سور أرجين، في 31 مايو-أيار، هو بالفعل أول هجوم لهذه الحركة. كما تؤكد على ظهور خطر حقيقي، خوفاً من انتقال العدوى من الولايات المتحدة، حيث يواصل اليمين المتطرف صعوده إلى السلطة.
على الجانب اليساري المتطرف، رأت اللجنة الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب أن نشطاءها سيظلون نشطين بشكل خاص في حركات زعزعة الاستقرار الاجتماعي.