بالتعاون مع جمعية محمد بن خالد آل نهيان لأجيال المستقبل
مركز محمد بن خالد آل نهيان الثقافي ينظم محاضرة «الصحة النفسية في عصر الذكاء الاصطناعي.. فرص وتحديات»
في خطوة لتعزيز جودة الحياة والصحة المجتمعية، وبتوجيه الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، نظم مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي وبالتعاون مع جمعية محمد بن خالد آل نهيان لأجيال المستقبل، محاضرة تحت عنوان: "الصحة النفسية في عصر الذكاء الاصطناعي: فرص وتحديات".
جاءت المحاضرة، التي قدمها الدكتور محمد الأحبابي، تزامناً مع "اليوم العالمي للصحة النفسية"، ضمن أنشطة برنامج "معك، لصحة نفسية" وبرنامج الوعي الصحي والنفسي، وهما مبادرتان تهدفان إلى التوعية بالصحة النفسية واضطراباتها، ويتم تنفيذهما بالتعاون مع نخبة من أطباء الصحة النفسية المختصين والكوادر الوطنية والخبرات الإقليمية لدعم المحتوى المتنوع الذي يخدم جميع فئات المجتمع.
استهلت الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان المحاضرة بكلمة، أكدت فيها على أهمية مبادرة "معك لصحة نفسية" التي تم إطلاقها بتاريخ 10 أكتوبر 2023 تزامناً مع اليوم العالمي للصحة النفسية. وعبرت عن سعادتها بمشاركة الحضور هذا الاحتفاء العالمي، مستعينة بصورة قريبة من حياتنا اليومية لتوضيح مفهوم الصحة النفسية. قالت: "تخيّل أنك تسير في الشارع، في طريقك إلى موعد مهم، وفجأة تكتشف أن بطارية هاتفك وصلت إلى 1%… ولا يوجد شاحن قريب! ما الذي يطرق قلبك في تلك اللحظة؟ قلق، توتر، عجز، إحباط، وربما خوف. هذه بالضبط مشاعرنا عندما تصل طاقتنا النفسية إلى الحد الأدنى… إنها إشارة طوارئ تخبرنا أننا على وشك الانطفاء الداخلي، ومن هنا ندرك أن الصحة النفسية ليست رفاهية، بل ضرورة للحياة."
وأضافت: "الصحة النفسية ليست مجرد غياب للمرض، بل هي شحن دائم لبطاريتك الداخلية. أن تكون سليماً نفسياً يعني أن تكون واعياً بمستوى طاقتك، وتعرف جيداً كيف تشحن نفسك من جديد: بالراحة، بالمشي، بالتواصل مع الطبيعة، بلحظة صادقة مع من تحب." مشيرة إلى أن هذه الأمور "مفاتيح عميقة للتوازن والطمأنينة".
ودعت الشيخة د. شما إلى لحظة تأمل في حياة الأجداد الذين وجدوا في الطبيعة سكينة وانسجاماً، مؤكدة أن الأمر لا يتوقف عند الفرد، بل يمتد إلى المجتمع كله؛ فـ "حين يتمتع الأفراد بصحة نفسية جيدة، يصبحون أكثر قدرة على التواصل الإيجابي، وتقل السلوكيات العنيفة، ويزدهر التماسك الاجتماعي. وبهذا، تتحول الصحة النفسية من شأن فردي إلى ركيزة للأمن المجتمعي." واستشهدت بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله: "سيظل منهج سعادة المواطن ورعايته الأساس في كل خططنا نحو المستقبل"، مؤكدة أنها رؤية عميقة تؤكد أن سعادة الإنسان – بما فيها صحته النفسية – هي أساس التنمية والنهضة. واختتمت كلمتها بنصيحة بالغة الأهمية: "الاعتراف بالتعب النفسي، وطلب المساعدة عند الحاجة، ليس ضعفاً، بل هو قوة ووعي وشجاعة... اهتموا ببطارياتكم الداخلية، وامنحوها ما تحتاجه من عناية، فأنتم تستحقون حياة متوازنة، مليئة بالعطاء والسلام." من جانبه، تناول الدكتور محمد الأحبابي في محاور المحاضرة تفصيلاً معمقاً لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة النفسية، مستعرضاً أحدث التطورات والتحديثات التي يشهدها هذا القطاع. وناقش الدكتور الأحبابي التحديات والمخاطر المحتملة والأبعاد الأخلاقية والمستقبلية، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي يفرض "تحديات وفرصاً كبيرة للنهج العلاجي الرقمي، الأمر الذي يتطلب التقييم المستمر وتطوير خدمات الصحة النفسية المعتمدة عليه."