رئيس الدولة يبحث مع وزير الدفاع السعودي علاقات التعاون وتطورات الأوضاع في المنطقة
مصائب الهند لا تأتي فرادى..حريق هائل يقتل مرضى كورونا
لقي 16 مريضا مصابا بكوفيد-19 وممرضتان حتفهم صباح أمس السبت في حريق في مستشفى في ولاية غوجرات الهندية حسبما ذكرت وسائل الإعلام الهندية، في حادثة جديدة بعد حرائق شهدتها مراكز طبية أخرى في البلاد التي تشهد موجة لانتشار الوباء تفوق طاقة قطاعها الصحي.
كان نحو خمسين مريضا يعالجون في المستشفى الذي يتألف من أربعة طوابق في باروش في بولاية غوجرات الغربية، عندما اندلع الحريق في الساعة الواحدة ((07,30 ت غ). وقد تم إخماد النيران.
وقال المسؤول في الشرطة المحلية لوكالة فرانس برس إن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 18 شخصا هم "16 مريضا وممرضتان". ووكانت وكالة برس ترست الهندية نقلت عن مسؤول محلي في الشرطة حصيلة تتحدث عن 12 قتيلا جميعهم من المرضى.
وقال المسؤول في الشرطة المحلية لفرانس برس إن "العناصر الأولى من التحقيق كشفت أن الحريق اندلع بسبب ماس كهربائي في وحدة العناية المركزة بالمستشفى".
وكان حريق في إحدى ضواحي مدينة بومباي أدى في 23 نيسان/أبريل إلى مقتل 13 مريضا مصابين بفيروس كورونا.
وبعد أيام لقي 22 شخصا مصرعهم في حريق آخر في ولاية ماهاراشترا أيضا.
قبل ذلك توفي 22 مصابا بكورونا في مستشفى في الولاية نفسها بعدما قطعت إمدادات أجهزة التنفس بالأكسجين بسبب تسرب.
ويعاني نظام الرعاية الصحية في الهند من نقص في التمويل منذ فترة طويلة، بينما ادى انتشار وباء كوفيد-19 مؤخرا إلى نقص خطير في الأكسجين وألدوية وأسرة المستشفيات التي يموت أمامها مرضى في عدد من المناطق.
أعلنت وزارة الصحة الهندية أن أكثر من 400 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا سجّلت خلال الساعات الـ24 الماضية في البلاد، في رقم يشكل سابقة في العالم.
وقالت الوزارة إنه تم إحصاء 401 ألف و993 إصابة جديدة، مما يرفع العدد الإجمالي لهذه الحالات في الهند إلى أكثر من 19,1 مليونا. وبلغ عدد الوفيات 3523 خلال الساعات ال24 الماضية، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للذين أودى كوفيد-19 بحياتهم إلى 211 ألفا و853 شخصا.
التلقيح
فتحت الهند السبت حملة التلقيح أمام مجمل البالغين على أراضيها وعددهم حوالي 600 مليون شخص رغم النقص في مخزون الجرعات وفي خضمّ الطفرة الوبائية التي أدت إلى تسجيل عدداً قياسياً جديداً بلغ أكثر من 400 ألف إصابة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة.
وأحصت الهند وهي على خط مواجهة الوباء إلى جانب البرازيل، السبت 401 ألف و993 إصابة جديدة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، في سابقة عالمية، وفق ما أعلن وزير الصحة. وخلال شهر نيسان/أبريل، سجّلت الهند التي تضم 1,3 مليار نسمة، حوالى سبعة ملايين إصابة جديدة.
وسُجّلت السبت حوالى 3523 وفاة في يوم واحد، ما يرفع حصيلة الوفيات الإجمالية إلى 211 ألفا و843 وفاة. إلا أن عدداً من الخبراء يرى أن العدد الفعلي أكبر بكثير إذ إن عدد الفحوص ليس كافيًا وأسباب الوفاة لا تسجل بدقة.
حتى قبل إطلاقه، يبدو أن برنامج التلقيح الهندي على نطاق واسع مقوّض.
وحذّرت ولايات عدة من بينها ماهاراشترا ونيودلهي وهما من بين الأكثر تضرراً، من أنها لا تملك مخزونات كافية من اللقاحات وأن النشر الموسع للقاحات مهدّد بخلافات إدارية وارتباك حول الأسعار ومشاكل تقنية في منصّة اللقاحات الإلكترونية التابعة للحكومة.
طوابير هائلة
حتى الآن، أُعطيت حوالى 150 مليون جرعة، أي لنسبة 11,5% من السكان، وحصل 25 مليون منهم على الجرعة الثانية.
وقال جايانتي فازانت في مركز للتلقيح مكتظ في بومباي إن "طوابير الانتظار هنا هائلة للغاية" مضيفاً أن "الناس لا يكفون عن التقاتل".
وبدأت المساعدات الطبية الدولية التي أعلنت عنها أكثر من أربعين دولة، بالوصول هذا الأسبوع إلى الهند حيث تعاني المستشفيات من نقص كبير في الأسرّة والأكسيجين والأدوية.
وتوفي 16 مصاباً بكوفيد-19 وممرضتان السبت في حريق في مستشفى في بهاروش في ولاية غوجارات الغربية، في حادثة حريق جديدة في مستشفيات غارقة في الوباء.
وسيتمّ السبت تحميل طائرة بمعدات طبية من مطار رواسي الفرنسي. وسبق أن حطّت الجمعة طائرة عسكرية أميركية تحتوي على أكثر من 400 قارورة أكسيجين بالإضافة إلى معدّات استشفائية أخرى وقرابة مليون من معدات الفحص السريع لكشف الإصابة بكوفيد-19، في مطار نيودلهي الدولي. ويُرتقب وصول إمدادات من دول عدة في الأيام المقبلة.
ويغذي ارتفاع عدد الإصابات في هذا البلد انتشار الوباء في كافة أنحاء العالم، حيث أُصيب أكثر من 150 مليون شخص، بينهم قرابة ستة ملايين في أسبوع واحد، بحسب تعداد أعدّته وكالة فرانس برس الجمعة.
في المجمل، يتسبب الوباء بأكثر من 800 ألف إصابة جديدة في اليوم كمتوسط في العالم، وهو عدد ارتفع بأكثر من ضعفين منذ منتصف شباط/فبراير.
صلوات البابا
سجّلت البرازيل حيث لم تبدأ بعد حملة التلقيح، الجمعة 2595 وفاة جديدة جراء كوفيد-19، ما يرفع حصيلة الوفيات لشهر نيسان/أبريل إلى 82266، في حصيلة شهرية قياسية تسجّلها للشهر الثاني على التوالي منذ بدء تفشي الوباء، بحسب أعداد وزارة الصحة.
في المجمل، تسجّل البرازيل التي تعدّ 212 مليون نسمة 403 آلاف و781 وفاة، ما يجعلها ثاني دولة أكثر تضرراً في العالم من ناحية الأعداد بشكل مطلق، بعد الولايات المتحدة (أكثر من 575 ألف وفاة).
وسجّلت الإكوادور إحدى الدول الأكثر تضرراً في أميركا اللاتينية، خلال شهر نيسان/أبريل عدداً قياسياً من الإصابات مع أكثر من 53 ألف إصابة جديدة. وفي الأرجنتين، تم تمديد حظر التجوّل الليلي الجمعة لثلاثة أسابيع في بوينوس آيرس وفي ضاحيتها بسبب ارتفاع عدد الإصابات.
في وقت يبدأ البابا فرنسيس السبت سلسلة صلوات من أجل انتهاء الوباء، تأمل أوروبا والولايات المتحدة أن تتغلب عليه بحلول الصيف، في ظلّ تكثيف حملات التلقيح.
وتم تطعيم مئة مليون شخص بشكل كامل ضد كوفيد-19 في الولايات المتحدة، وفق ما أعلنت السلطات الصحية الأميركية الجمعة، مشيدةً بتخطي "مرحلة مهمة".
وأعادت مدينتا "ديزني" الترفيهيتان في كاليفورنيا فتح أبوابهما الجمعة وتعتزم مدينة نيويورك "إعادة فتح كامل" في الأول من تموز/يوليو.
وبدأت دول أوروبية عدة تخفيف قيودها أملاً بانعاش اقتصاداتها التي تضررت بشدة. فالتدابير الصحية تسببت بتراجع اجمالي الناتج الداخلي في الربع الاول بنسبة 1,7 في المئة في المانيا و0,4 في ايطاليا و0,5 في اسبانيا و3,3 في البرتغال التي تفتح حدودها مع إسبانيا السبت وتدخل في المرحلة الرابعة والأخيرة من تخفيف التدابير الصحية الذي بدأ في منتصف آذار/مارس.
وتبدأ بولندا أيضاً السبت بالسماح بالقيام ببعض الأنشطة الرياضية وبرفع تدريجي للقيود بحلول نهاية أيار/مايو. ويحصل الأمر نفسه في أوكرانيا، حيث تعيد المراكز التجارية والمطاعم وقاعات الرياضة فتح أبوابها، قبل إعادة فتح المدارس الأربعاء.
ترخيص الاستخدام الطارئ
في المقابل، أعلنت الرأس الأخضر الجمعة فرض قيود جديدة على الحانات والمطاعم والأنشطة الرياضية، للجم ارتفاع عدد الإصابات في هذا الأرخبيل الواقع في غرب إفريقيا والذي يعتمد اقتصاده على السياحة.
في روسيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عطلة تستمرّ عشرة أيام لمكافحة الوباء من الأول وحتى العاشر من أيار/مايو. وأعلنت وكالة الإحصاءات الجمعة أن 23715 شخصاً مصاباً بكوفيد-19 توفوا في البلاد بينهم 17457 جراء المرض مباشرة. إلا أن السلطات تتحدث عن انخفاض معدل الوفيات بكورونا.
ومنحت منظمة الصحة العالمية الجمعة لقاح موديرنا المضادّ لكوفيد-19 ترخيص الاستخدام الطارئ، ليرتفع بذلك إلى خمسة عدد اللّقاحات المضادّة لفيروس كورونا التي حصلت لغاية اليوم من المنظمة الأممية على هذه الإجازة.
ويساعد هذا الأمر الدول التي ليس لديها امكانات تقييم فعالية اللّقاحات بنفسها، في أن تعتمد على تقييم المنظّمة الأممية، كما أنّها تسمح بضمّ هذا اللّقاح إلى سلّة اللقاحات التي يوفّرها برنامج "كوفاكس" للدول الفقيرة.