معرض الصيد والفروسية.. صقارو العالم مُمتنون للشيخ زايد لعطائه الكبير لهذه الرياضة
حملت السنوات الماضية من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية ذكريات جميلة لكافة الأجيال، استطاع خلالها نادي صقّاري الإمارات تقديم رسالة طيّبة عن قيمة التراث والبيئة في الإمارات، وأصبح الحدث الذي تشرّف في دورته الأولى العام 2003 بزيارة الشيخ زايد له، مُلتقى عالمياً لعرض روائع الثقافة الإنسانية وصار صداه يتردد في كل مكان كأضخم حدث من نوعه في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وما زال الصقارون في مختلف أنحاء العالم مُتمسّكين بالحب والوفاء للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ولعطائه الكبير لهذه الرياضة التي ارتقى بها إلى فنّ تراثي أصيل أحبّه وأتقنه وتفرّد فيه وأضفى عليه الكثير من أياديه البيضاء وروحه المحبة للطبيعة والحياة البرية وكان أوّل من أطلق مفهوم "الصيد المُستدام" لينتشر عالمياً بفضله، طيّب الله ثراه. وبدا المغفور له الشيخ زايدفي سنّ مبكرة جداً وكأنّه قادر على فهم لغة الطبيعة والحياة الأم، وقد رفض استخدام البندقية للصيد منذ عام 1930 وهذا ما حاز تقدير مُجتمعه البدوي ودُعاة المحافظة على البيئة في العالم كافة. ومن أهم مبادراته في مجال المحافظة على رياضة الصيد بالصقور تنظيم المؤتمر العالمي الأول للصقارة في مدينة أبوظبي في أواخر عام 1976 وبحلول عام 1995 عمل الشيخ زايد على التحوّل من استخدام الصقور البرية إلى الصقور المُكاثرة في الأسر وفي ذات العام تمّ الإعلان عن برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور فكان الشيخ زايد - رحمه الله - يتبرع سنوياً بصقوره للبرنامج في نهاية موسم الصيد السنوي وكان يحثّ صقاري المنطقة على التبرّع بصقورهم أيضاً.
أما برامج إكثار الحبارى فقد قام الشيخ زايد بإطلاقها قبل نحو 46 عاماً ليبقى هذا الطائر في البرية للأجيال الجديدة ركيزة لتراثهم الأصيل وهي قصة تميّز ونجاح إماراتية سجّلها التاريخ بأحرف من ذهب.
وفي مجال جهود المحافظة على الصقور وصونها من الانقراض قامت دولة الإمارات بالتوقيع على الاتفاقيات الدولية ذات الصلة في مجال حماية البيئة والحياة البرية وصون الأنواع وقبل ذلك كانت مشاريع إكثار الصقور وبرامج إطلاقها قد باشرت أبحاثها وأعمالها في وقت مبكر.
وجسّد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بلا مُنازع الصورة المثالية للصقار العربي وذلك لصدق حدسه ومعرفته الواسعة بالطبيعة، ما مكّنه من الفوز بإعجاب وحُبّ أفراد مجتمعه البدوي، وقد حظي في حياته وحتى بعد وفاته بتقدير وثناء العالم بأسره لعبقرية قيادته وعظم إنجازاته في بناء مجتمع متطور ومتجانس ومتسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة.
اتسمت شخصية الشيخ زايد بالبداوة الأصيلة التي ورثها، وبحكمة وفصاحة رجل الدولة المتمرس، وكان للحياة البرية أثرها الواضح في صقل شخصيته وطباعه المتميزة بكونه فارساً مهيباً وقناصاً ماهراً، وكان من أحب هواياته القنص وقد أصدر في إطار اهتمامه بالصيد بالصقور كتاب "رياضة الصيد بالصقور" باللغتين العربية والإنجليزية.