رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان جهود تعزيز التنمية الوطنية والازدهار الذي يحققه الاقتصاد الوطني
مكتبات الشارقة تحتفي بالمخطوطات القديمة
نظّمت مكتبات الشارقة العامة فعالية ثقافية، احتفاءً بمرور مئة عام على تأسيسها، بعنوان "إحياء الصفحات المنسية" في متحف الشارقة للآثار، بالتعاون مع هيئة الشارقة للمتاحف ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، استعرضت خلالها جوانب من تاريخ الكتاب والمخطوط وأساليب صيانته وقيمته المعرفية في مسيرة الحضارة. وتوزّع برنامج الفعالية على ثلاث محطات رئيسية شملت، محاضرة علمية حول "ترميم وحفظ المخطوطات التاريخية"، وورشاً تفاعلية بعنوان "عيادة الكتب" قدّمت عروضاً حية حول تنظيف الكتب وتجليدها إلى جانب ورشة للأطفال لمحاكاة الكتابة القديمة بخط المسند الجنوبي أحد أقدم الخطوط في الجزيرة العربية. وشهدت حضوراً من المهتمين بالثقافة والكتاب من أكاديميين وطلاب وموظفين وجمهور عام، عبّروا عن تقديرهم لقيمة الفعالية ودورها في إحياء صلة المجتمع بالإرث المكتوب وتقاليد العناية به.
واستهلّت فعالية "إحياء الصفحات المنسية" بجلسة للدكتور بسام داغستاني رئيس قسم الحفظ والمعالجة والترميم بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث تناول خلالها أهمية المخطوطات بوصفها إرثاً إنسانياً مشتركاً بين شعوب العالم، مشيرا إلى أن دولة الإمارات أصبحت منارة في مجال صيانة المخطوطات وحفظها، وسلّط الضوء على التحديات البيئية التي تواجه هذا الإرث نتيجة تعرضه للحرارة والرطوبة والضوء، مستعرضا المراحل الدقيقة للترميم من الفحص والتعقيم باستخدام غاز الهيدروجين إلى التنظيف الجاف فالمعالجة الكيميائية لخفض حموضة الورق وصولاً إلى الترميم اليدوي الذي يعتمد على مطابقة الخامات بدقة.
وأشار إلى أن الترميم الآلي أحدث نقلة نوعية في تقنيات الصيانة، واختتم بتفصيل "ثلاثية الحفظ" بعد الترميم: التصوير والتجليد والتخزين في بيئة منضبطة بمعايير علمية صارمة.
كما نظّمت ضمن ركنها التفاعلي "عيادة الكتب"، ورشتين متخصصتين بالتعاون مع مركز جمعة الماجد قدّمتا تجارب عملية أمام الجمهور لطرق ترميم وتجليد الكتب القديمة.
وعرضت الورشة الأولى، خطوات معالجة الورق التألف باستخدام أدوات الترميم اليدوي، والورشة الثانية تجربة عملية لتجليد الكتب يدوياً باستخدام مواد تقليدية مع شرح خطوات تغليف الكتاب وتسوية حوافه بما يحافظ على بنيته وشكله. واختُتمت الفعالية، بورشة تفاعلية للأطفال أتيحت لهم فيها تجربة محاكاة النقوش القديمة باستخدام ألواح الطين مستلهمين رموزهم من كتابات ما قبل التاريخ التي يحتضنها متحف الشارقة للآثار.