مكتبة محمد بن راشد تحتفي بتناغم الإبداع الإنساني في اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري
احتفلت مكتبة محمد بن راشد باليوم العالمي للتراث السمعي والبصري من خلال برنامج فني وثقافي متكامل جمع بين الموسيقى والرقص والفن التجريدي، في أمسية جسدت تناغم الفنون بوصفها لغةً إنسانيةً تتجاوز الحدود والثقافات.
بدأت الفعاليات بفقرة موسيقية قدّمتها العازفة تيمار البني على آلة الأكورديون، حيث أبهرت الحضور بأداءٍ مفعمٍ بالإحساس والانسجام، جمعت فيه بين المقطوعات الكلاسيكية والتعبيرات الحرة المستوحاة من التراث، لتقدّم تجربة موسيقية جمعت بين الأصالة والتجديد، وأضفت على الأجواء لمسة إنسانية تنبض بالمشاعر والتنوع الثقافي.
تبع ذلك عرض راقص من التراث الهندي بالتعاون مع معهد ثيركان للفلكلور والرقص، حمل الجمهور في رحلةٍ بصرية نابضة بالألوان والإيقاعات، في لوحاتٍ فنية تنقلت بين مدارس الرقص الشعبي وشبه الكلاسيكي، في مشهدٍ بصريٍ غنيّ بالألوان والأزياء والإيقاعات، حيث عبّرت الفرقة الراقصة من خلال الأداء عن الفرح والانتظار والاحتفاء بالحياة، واستلهمت من عمق التراث الهندي جماليات التعبير الجسدي والاحتفال بالإنسان والطبيعة والإيمان، في تمازجٍ بديعٍ بين الرشاقة والإيقاع والعاطفة.
واختتم البرنامج بأمسية "ألوان وتناغم: حوار الفنون" التي قدّمها الباحث والمؤلف الموسيقي بيتر نعمة، ودمج خلالها بين العزف الحيّ والعرض التشكيلي في تجربةٍ حسيةٍ تفاعلية بحثت العلاقة بين الموسيقى والفن التجريدي، وفتحت أمام الجمهور رحلة تأملية تجاوزت الإدراك التقليدي ولامست جوهر الجمال في الفن والإنسان.
وشهدت الفعاليات تفاعلاً واسعاً من الحضور الذين عبّروا عن إعجابهم بجمال العروض وتكاملها، مؤكدين أنهم عاشوا تجربةً من أجمل التجارب التي جمعت بين السمع والبصر في توليفةٍ فنيةٍ واحدة. وأشادوا بالجو الإنساني والروح الاحتفالية التي سادت المكان، وبقدرة المكتبة على تحويل التراث إلى مساحةٍ حيةٍ للتواصل الثقافي والإبداعي.
يأتي هذا الاحتفاء ضمن برنامج الفنون التشكيلية والموسيقى في مكتبة محمد بن راشد، الذي يهدف إلى إبراز الفنون كجسرٍ للحوار الإنساني، وتعزيز مكانة المكتبة كمركزٍ رائدٍ للاحتفاء بالتراث الإبداعي العالمي.