منصور بن زايد يفتتح أول وأكبر محطة لتحلية مياه البحر بتقنية التناضح ‏العكسي في شمال الدولة

• المحطة تنتج 150 مليون جالون يوميا وتعمل في إمارة أم القيوين وفق ‏نظام المنتج المستقل
• محطة (نقاء) واحد من أضخم مشاريع تحلية مياه البحر بنظام التناضح ‏العكسي في العالم

افتتح سُمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس ‏مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رسمياً، محطة تحلية مياه البحر "نقاء"، ‏التي تمّ إنشاؤها في إمارة أم القيوين، والتي تعد واحدا من أضخم مشاريع ‏تحلية مياه البحر بنظامِ التناضُح العكسي في العالم.‏ وتبلغ قدرة المحطة 150 مليون جالون مياه محلاة يومياً وتعمل وفق نظام ‏المنتج المستقل.‏ حضر الافتتاح، معالي سهيل محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتيَّة، ‏رئيس مجلس إدارة شركة "الاتحاد للماء والكهرباء"، والمهندس يوسف أحمد آل ‏علي، الرئيس التنفيذي للشركة، وإيمان الخاطري، مديرة التشغيل، وعدد من ‏كبارِ المسؤولين. واستمع سموه إلى شرح مفصل من الرئيس التنفيذي للشركة ‏وفريق العمل القائم على المشروع، عن آليَّة عمل المحطة ومراحل تنفيذها، إذ ‏أنجزت المرحلة الأولى وافتتحت المحطة تجريبياً بسعة إنتاج يوميَّة بلغت 50 ‏مليون جالون خلال النصف الثاني من 2021، في حين أُنجِزَت المرحلة ‏الثانية وبدأت المحطة العمل بكامل سعتها الإنتاجيَّة والبالغة 150 مليون ‏جالون يومياً أواخر عام 2022.ونفذ هذا المشروع الضخم بالشراكة بين كل ‏من شركة "الاتحاد للماء والكهرباء"، وشركة "مبادلة للاستثمار"، وشركة "أكوا ‏باور" من المملكة العربية السعودية الشقيقة.‏
وقال سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان: "نحن فخورون بإنجاز مشروع ‏محطة "نقاء" التي تعد تجسيدا لنهج دولة الإمارات ورؤية قيادتها في ضمان ‏موارد مائية مستدامة للأجيال المقبلة"، موضحاً أن المشروع يمثل خطوة مهمة ‏نحو تعزيز قدرة الدولة على مواجهة التحديات المستقبلية في قطاع المياه، ‏ويعزز نهج الإمارات الاستباقي في التخطيطِ لمُستقبلِ مُستدام.
 وأضاف سموه، ‏أنه في ظل اهتمام قيادة دولة الإمارات بملف الأمن المائي وجهودها الحثيثة ‏في القضايا الملحة بشأن قطاع المياه جاءت "مبادرة محمد بن زايد للماء" التي ‏أعلنها مؤخراً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ‏حفظه الله، لمواجهة نُدرة المياه، مشيراً سموه إلى أن تدشين محطة "نقاء" يؤكد ‏التزام دولة الإمارات الراسخ بإنجازِ خُطوات حقيقية على الأرضِ تدعم تلك ‏التوجهات، كما يعبر عن التزام القيادة بتحقيق الاستدامة والرفاه لشعبنا.‏

وأشاد سموه خلال افتتاح المحطة بالكفاءات الوطنية من أبناء وبنات ‏الإمارات، مشدداً على أهمية الاستمرار في تطوير القدرات الوطنية في جميع ‏القطاعات الحيويَّة وفي مقدمتها قطاع المياه، مع ضرورة دعم جهود البحث ‏والتطوير والابتكار في هذا المجال. ‏ من جهته، أعرب معالي سُهيل المزروعي عن تقديره العميق للقيادةِ الرشيدة، ‏التي وفَّرت دعماً لا محدودًا لمشروعاتِ تطوير البنية التحتيَّة لقطاع المياه، ‏وبالتالي المُقومات اللازمة لتحقيقِ إنجازات مُهمة في هذا القطاع، تُسهم في ‏تعزيزِ مكانة دولة الإمارات وتحقيق رفاهية مُواطنيها. 

وأضاف معاليه: "أن ‏محطة نقاء بقُدرتها الإنتاجيَّة الضخمة التي تصل إلى نحوِ 50 مليار جالون ‏سنوياً، تُمثل إضافة قويَّة للبنية التحتيَّة لقطاع المياه في الإمارات، وتعد بمثابةِ ‏رافد رئيسي في هذا القطاع يُكفي لتلبيةِ حاجةِ نحو 2 مليون ساكن في نطاقِ ‏المناطق الشماليَّة من البلادِ"، مُؤكدًا أن المحطة الجديدة لا تعزز فقط الأمن ‏المائي للإمارات، بل تدعم أيضًا تحقيق الاستراتيجيَّات الوطنيَّة نحو تحقيق ‏الاستدامة بمفهومها الشامل. وأشاد معالي وزير الطَّاقة والبنية التحتيَّة بالجهودِ ‏المُتواصلة لشركةِ "الاتحاد للماء والكهرباء" في دعمِ تحقيق المُستهدفات ‏الوطنيَّة في قطاع المياه من جهة، وتخفيض البصمة الكربونيَّة وتعزيز الجُهود ‏الوطنية لمُكافحة التغيُّر المناخي من جهةٍ أخرى، من خلالِ التزامها الراسخ ‏بتطبيقِ أحدث التقنيات الصديقة للبيئة في تصميمِ وتنفيذ مشاريعها، ومن ‏أمثلتها محطة "نقاء" التي تعتمد على تقنياتٍ مُتطورة تُعد مثالاً يُحتذى في ‏التوجه الوطني نحو الابتكار والكفاءة.‏

من جانبه أوضح المهندس يوسف أحمد آل علي، الرئيس التنفيذي لشركة ‏الاتحاد للماء والكهرباء أن محطة "نقاء"، واحدة من أهم المشاريع الإستراتيجية ‏التي تفخر شركة "الاتحاد للماء والكهرباء" بإنجازها وإدخالها إلى الخدمة ‏بكامل طاقتها الإنتاجيَّة مؤخراً. وأضاف أن الشركة عملت على مدى زمني ‏يصل إلى نحو 13 عاماً، ضمن خطة منهجية طويلة المدى، تشتمل على ‏مُستهدفاتٍ طموحة للتخلي التدريجي عن التقنياتِ الحراريَّة الأدنى كفاءة، ‏وتقليل البصمة الكربونيَّة بواقعِ 75%، مع تحقيق توازن مقبول بين معايير ‏الكفاءة والتكلفة والحفاظ على البيئة، ونفذت ضمن هذه الخطة عددًا من ‏المحطاتِ عالية الكفاءة مثل محطتي الزوراء في عجمان وغليلة في رأسِ ‏الخيمة، ومع دخول محطة "نقاء" إلى الخدمة، تم إنجاز عمليَّة التحول التام ‏إلى تقنية التناضُح العكسي عالية الكفاءة. وأكد آل علي أن محطة "نقاء" ‏ستؤدي دوراً كبيراً في ترجمة رؤية القيادة الرشيدة بشأن الأمن المائي في ‏الإمارات وتحقيق المستهدفات العُليا لإستراتيجيتها في هذا المجال 2036، ‏مُعرباً عن اعتزازه بالدورِ الذي تلعبه شركة "الاتحاد للماء والكهرباء" في هذا ‏القطاع، من خلالِ الشراكة الإستراتيجيَّة التي تجمعها بالعديدِ من الأطرافِ ‏المعنية بتحقيقِ تلك الرؤية الوطنيَّة الطموحة، وعلى رأسها وزارة الطاقة والبنية ‏التحتيَّة.‏

‏- نقاء
 مشروع أمن مائي استراتيجي جرى إطلاق "نقاء" بعد إعلان ‏الإستراتيجية الوطنية للأمنِ المائي في عام 2017، وتمثل المحطة واحداً من ‏أهم المشاريع الإستراتيجيَّة التي تُترجم رؤية القيادة بشأنِ تحقيق الأمن المائي ‏في الإمارات، وذلك بالنظرِ إلى دورها في استدامة إمدادات المياه العذبة ‏وخفض مُؤشر نُدرة المياه، وكانت أهم الأهداف المُعلنة من إنشاءِ المحطة هي ‏تلبيَّة الطلب المُتنامي على إمداداتِ المياه بالمناطقِ الشماليَّة من البلاد حيث ‏تقدم شركة "الاتحاد للماء والكهرباء" خدماتها، دعماً لمُختلفِ القطاعات ‏الاستهلاكيَّة في تلك المناطق ودفعاً لعجلةِ النمو الاقتصادي فيها.

- تقنيات ‏إنتاج وتشغيل مبتكرة 
تعتمد محطة "نقاء" على تقنياتٍ بديلة ومُبتكرة تهدف إلى ‏خفضِ نسب الطاقة المُستهلكة في التشغيل، من أبرزها مُحولات التردد المُتغيِّر ‏‏(‏VFD‏)، التي تُتيح التحكُّم في المُحركات تبعاً لحاجةِ عمليَّات التشغيل، ‏وتقنيةِ مُبادل الضغط (‏PX‏) التي يتم من خلالها تحويل الطاقة من المياهِ ‏المُرتجعة (المالحة) إلى المياهِ المُغذية للأغشية، وهي تقنيات خفَّضت من ‏مُعدلاتِ الطاقة الكهربائيَّة المُستهلكة في تشغيلِ المحطة بنسبةٍ تصل إلى ‏‏60%.

- حزمة من مشاريع الدعم والاستيعاب
 وتزامن إنشاء وتنفيذ محطة ‏‏"نقاء" مع تنفيذ حزمة من المشاريع الخاصة بقطاعِ المياه لدعم مُخرجاتها ‏واستيعاب إنتاجها، شملت مشاريع لرفع السعة التخزينيَّة للمياه أهمها مركز ‏تخزين وتوزيع الخريجة بسعة تخزينيَّة تصل إلى 180 مليون جالون، فضلاً ‏عن محطاتٍ للضخ، وعدد من شبكاتِ النقل والتوزيع.

- منظومة شاملة لإدارة ‏الإنتاج
 وتتم إدارة المياه المُنتجة من المحطةِ من خلالِ منظومة مُتكاملة ‏للتحكُّم في التدفقاتِ والضغوط، تبدأ من محطاتِ الضخ الرئيسيَّة، مُروراً ‏بخطوط النقل، إلى مراكزِ التخزين الإستراتيجيَّة، ومنها إلى شبكات التوزيع، ‏وُصولاً إلى المُستهلك النهائي.‏
ويخضــــــع إنتـــــــاج المحطة لبرنامج توزيع شامل يضم جميع المناطق التي تقدم ‏شركة "الاتحاد للماء والكهرباء" خدماتها فيها، وتعتمد آليَّة التوزيع وفق هذا ‏البرنامج على عددٍ من العواملِ التي يتم من خلالها تحديد الكمية المُخصَّصة ‏لكلِ منطقة، مثل حجم الطلب، ونتائج دراسات وتحليل توقعاته المستقبليَّة.

- ‏إجراءات صارمة لضمان الجودة 
وتحرص شركة الاتحاد للماء والكهرباء على ‏تطبيقِ إجراءات قياسيَّة صارمة لضمانِ جودة المياه المُنتجة من المحطة ‏والمَوزعة على المستهلكين، بما يتوافق مع الاشتراطات الوطنية من جهة، ومن ‏جهة أخرى مُواصفات ومعايير المياه الصالحة للشربِ والصادرة من قبلِ ‏مُنظمة الصحة العالمية (‏WHO‏)، مثل التعقيم الدوري للخطوطِ والخزانات، ‏واختبارات القياس الدوريَّة والعشوائيَّة.‏