رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات لتسوية النزاعات والتحديات في العالم عبر الحوار والحلول الدبلوماسية
من واشنطن إلى برازيليا...بين 8 يناير بولسونارو و6 يناير ترامب
تكشف مشاهد الشغب الذي استهدف مؤسسات سياسية في البرازيل، أكثر من وجه شبه واختلاف أيضاً مع تلك التي حدثت في 6 يناير -كانون الثاني في الكابيتول، بالولايات المتحدة.
واقتحم أنصار الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو الكونغرس، والقصر الرئاسي، والمحكمة العليا في برازيليا، زاعمين أن الانتخابات الأخيرة التي خسرها بولسونارو، كانت مزورة.
وغرد السناتور الديمقراطي بوب مينينديز الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، قائلاً: “عامان على 6 يناير وإرث ترامب لا يزال يسمم النصف الغربي من الكرة الأرضية».
ولكن الكاتب أليكس فيليبس يلفت في “نيوزويك” الأمريكية، إلى أنه رغم الشبه الواضح بين الحدثين، إلا أنهما يختلفان في بعض المسائل الأساسية، إذ بينما حاول مثيرو الشغب في الكونغرس الأمريكي منع تثبيت نتائج الإنتخابات الرئاسية في 2020 قبل تنصيب جو بايدن، فإن الانتفاضة في البرازيل اندلعت بعد أسبوع كامل من تنصيب الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في 1 يناير -كانون الثاني.
ولم ترد تقارير عن وفيات في أعمال الشغب بالبرازيل. أما في أحداث 2021 فمات 5، وجُرح 140 آخرون.
وعلى نحوٍ مشابهٍ لأحداث الكابيتول، كان الحافز للتظاهرات، اتهامات بتزوير الانتخابات البرازيلية التي في أكتوبر -تشرين الأول 2022، التي فاز بها لولا بفارق ضئيل في جولة الإعادة، بعدما حكم البرازيل لولايتين.
وزرع بولسونارو، على خطى ترامب من قبله، بين مؤيديه المتشددين، في احتمال تزوير نظام الإقتراع الإلكتروني، الذي بدأ العمل به في 1996.
ووضع المحتجون الذين اقتحموا الكونغرس البرازيلي لافتة على سطح المبنى تطالب بأجهزة الكومبيوتر المستخدمة في الاقتراع، دون دليل على تزويرها.
وعلى غرار ترامب، لم يعترف بولسونارو بالهزيمة، وتغيب عن حفل تنصيب لولا.
لكن رغم مزاعمه عن تزوير، بقي بولسونارو صامتاً عقب الانتخابات، وسافر إلى فلوريدا قبل التنصيب، عوض البقاء في عين العاصفة كما فعل ترامب الذي بقي في البيت الأبيض.
ومثل ترامب، صمت بولسونارو ساعات عدة قبل أن يندد بالشغب، قائلاً في تغريدة: “نهب وإقتحام المباني الرسمية مخالف لقواعد” التظاهر السلمي. وجاء تعليقه، بعد أن قال لولا عن المحتجين إنهم “فاشيون متعصبون” وألقى باللوم على “الانتحاري” بولسونارو “لتحريضه على عبر وسائل التواصل الاجتماعي من ميامي”، وهي اتهامات نفاها الرئيس السابق.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة برازيليا باولو كالمون لأسوشيتدبرس، إن “بولسونارو يقلد استراتيجيات ترامب نفسها. إن 8 يناير بلا سابقة في السياسات البرازيلية. والواضح أنها نسخة من 6 يناير الكابيتول».
وبعد أن وصف بولسونارو بـ “ترامب أمريكا اللاتنية”، أضاف كالمون أن “المشاهد الحزينة تشكل محاولة أخرى لزعزعة استقرار الديمقراطية، وتثبت أن الاستبداد والشعبوية الراديكالية لليمين البرازيلي المتطرف، لا تزال ناشطة تحت السطح».
وبينما بقيت شرطة الكابيتول وحدها في 6 يناير-كانون الثاني ساعات عدة وتفوقت عليها أعداد مثيري الشغب، فإن الحكومة البرازيلية كانت تتوقع الانتفاضة. وأجاز وزير العدل البرازيلي استخدام قوة الأمن الوطني، الموازية للحرس الوطني في الولايات المتحدة، في العاصمة من السبت حتى الاثنين “في مواجهة التهديدات التي تتعرض لها الديموقراطية».
ولا تزال هناك بعض الأسئلة عن كيفية التغلب على قوى الأمن البرازيلية رغم وجود التعزيزات مسبقاً. وقال لولا إنه “عجز أو نية سيئة “ في صفوف ضباط الشرطة، متعهداً بمحاسبة بعضهم.