لا يبدو أن الوقت قد مرّ طويلًا منذ احتفال الجماهير بفوز الفرنسي عثمان ديمبيلي، نجم باريس سان جيرمان، بجائزة الكرة الذهبية لعام 2025، لكن كرة القدم تتحرك بشكل سريع للغاية، لذا تحوّل التركيز بالفعل إلى المرشحين المحتملين للفوز بالكرة الذهبية العام المقبل، والممنوحة لأفضل لاعب في العالم خلال موسم 2025-26.
والسؤال الذي يطرح حاليا، هل يعود ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو بشكل مفاجئ إلى قمة كرة القدم؟ في عام يشهد إقامة كأس العالم؛ كل شيء يبدو ممكنا، لكن من الأكثر أمانا أن تُوجَّه الترشيحات نحو نجوم المنتخبات المرشحة للفوز بالجائزة الكبرى العام المقبل. 
وفي الوقت نفسه، فإن أندية مثل ريال مدريد وليفربول وباريس سان جيرمان، التي بدأت الموسم بشكل مبهر، تمتلك لاعبين مرشحين بقوة للمنافسة على الكرة الذهبية؛ إذ اعتاد الفائزون بالدوري ودوري أبطال أوروبا التأثير بشكل واضح في نتائج الحفل.
في السابق، كانت الجائزة الفردية المرموقة تعتمد على أداء اللاعبين خلال عام ميلادي كامل، لكن هذا العام، وللمرة الرابعة في تاريخ الجائزة، ستُمنح بناءً على نتائج الموسم الكروي.
وأعد موقع "givemesport" قائمة مكوّنة من 20 لاعبا، مُرتّبين وفقا لحظوظ فرقهم في تحقيق النجاحات هذا الموسم، إضافةً إلى مستوياتهم الحالية، ليكونوا الأكثر جاهزية للفوز بالكرة الذهبية 2026. 
واعتمد الموقع في ترتيب القائمة على المعايير التالية: عدد الأهداف المسجّلة، عدد التمريرات الحاسمة، الشباك النظيفة "بالنسبة للاعبين أصحاب الأدوار الدفاعية"، البطولات المحققة أو التي ينافس اللاعب على تحقيقها "وفق التوقعات"، اللحظات الحاسمة في موسم 2025-26، والمستوى العام للاعب.

1- كيليان مبابي «ريال مدريد - فرنسا»
يبدو الأمر حتميا أن كيليان مبابي سيصعد يوما ما إلى منصة التتويج وهو يرفع الكرة الذهبية الشهيرة. فقد جرى النظر إلى المهاجم الفرنسي منذ سنوات باعتباره الخليفة الطبيعي لميسي ورونالدو، والآن، ومع وصوله إلى منتصف العشرينيات، أصبح أقرب من أي وقت مضى لترسيخ مكانته كأفضل لاعب في العالم، بفضل الكم الهائل من الأهداف التي يسجلها موسما بعد موسم.
سجّل مبابي 256 هدفا مع باريس سان جيرمان في 305 مباريات، واستغرق بضعة أشهر فقط للتأقلم مع ريال مدريد بعد انضمامه الصيف الماضي. لكنه، وبعد فوزه بالحذاء الذهبي الأوروبي الموسم الماضي بتسجيله 31 هدفا في 34 مباراة بالدوري الإسباني، وبلوغه بالفعل 23 هدفا في 19 مباراة هذا الموسم في مختلف المسابقات، يشقّ طريقه بسرعة هائلة نحو القمة.
ومع منتخب فرنسا وريال مدريد، يمتلك مبابي كل الأسباب ليعتقد أنه قادر على الفوز بكل شيء في عام 2026.

2- هاري كين «بايرن ميونخ - إنجلترا»
هاري كين يقدم أداء رائعا مع بايرن ميونخ، فهو قادر تماما على تسجيل 20 هدفا في كل موسم، لكنه أيضا يصل إلى أرقام مزدوجة في صناعة الأهداف، ويقضي نحو 30% من وقته وهو يلعب تقريبا كمتوسط ميدان متراجع بحثا عن المساحات التي تسمح له بصنع الفارق بلمساته.
وأصبح قائد منتخب إنجلترا الهدّاف التاريخي لبلاده في عام 2023، كما صعد إلى المركز الثاني في قائمة هدّافي الدوري الإنجليزي الممتاز عبر التاريخ، بعد تسجيله 213 هدفا لصالح توتنهام، في رقم مذهل يعكس استمراريته وقدرته التهديفية الاستثنائية.
كانت خطوة انتقاله إلى بايرن ميونخ نجاحا مدوّيا حتى الآن؛ إذ حقق أول لقب في مسيرته عبر الفوز بالدوري الألماني. وبعد مرور 20 مباراة من موسم 2025-26، كان سجل بالفعل 24 هدفا وقدم ثلاث تمريرات حاسمة لزملائه.
وإذا أضاف إلى ذلك تتويجا بكأس العالم و-أو دوري أبطال أوروبا، فقد يصبح أول لاعب إنجليزي يحرز الكرة الذهبية منذ فوز مايكل أوين بالجائزة في عام 2001.

3- إرلينغ هالاند «مانشستر سيتي - النرويج»
أصبح هالاند مهاجم مانشستر سيتي أسرع لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي يسجل 100 هدف متفوقا على الجميع.
وسجل هالاند هدفا في فوز فريقه على فولهام 5-4 في الجولة 14 من الدوري الإنجليزي، ليصل إلى الهدف رقم 100 له في 111 مباراة فقط.
وتفوق هالاند في هذا الرقم على آلان شيرر مهاجم نيوكاسل السابق الذي سجل 100 هدف في 124 مباراة، ثم هاري كين في المركز الثالث الذي سجل 100 هدف في 141 مباراة.
ووصل هالاند لهدفه رقم 15 في الدوري الإنجليزي هذا الموسم ولا يزال متصدرا لترتيب الهدافين بفارق 4 أهداف عن إيجور تياغو مهاجم برينتفورد.
ويخوض المهاجم النرويجي موسمه الرابع على التوالي مع مانشستر سيتي الذي انضم له من بروسيا دورتموند الألماني في عام 2022.

4- لامين يامال «برشلونة - إسبانيا»
لم يسبق في التاريخ أن فاز لاعب شاب بالكرة الذهبية، والمذهل أن لامين يامال لا يزال يملك عامين إضافيين لتحقيق هذا الإنجاز، وإذا واصل هذا المسار التصاعدي المذهل، فكل الاحتمالات تبقى قائمة بشأن قدرته على تحقيق ذلك.
مستواه الحالي، إلى جانب مكانته المتصاعدة كنجم عالمي، يجعله مرشحا شبه مضمون في السنوات المقبلة، لكن هل يمكنه فعلها في عام 2026؟
وبعد أن حمل واحدا من أكبر أندية أوروبا على كتفيه منذ أن كان في الخامسة عشرة، وساهم في قيادة منتخب بلاده للتتويج ببطولة أوروبا وهو في السادسة عشرة، يتضح أن لامين يامال لاعب لا يعرف الخوف ويجسّد تماما مقولة: "إذا كنت جيدا بما يكفي، فأنت كبير بما يكفي".

5- بيدري «برشلونة - إسبانيا»
لقد بحث برشلونة لسنوات طويلة، لكن يبدو أنه أخيرا وجد خليفة أندريس إنييستا على المدى البعيد. فبعد أن تعاقد معه لاس بالماس عام 2019، برز بيدري كإحدى أبرز المواهب في إسبانيا، وعند مشاهدة تأثيره الكبير على أداء فريقه في هذه السن المبكرة، يصبح من السهل فهم سبب كل هذا الزخم حوله.
وقد صرّح المدرب هانزي فليك مؤخرا أنه لا يمكن مقارنة بيدري بأي لاعب آخر في مركزه في الوقت الحالي.
ويُنظر إلى بيدري على نطاق واسع كأحد أفضل لاعبي الوسط في العالم حاليا، ومع جودته المذهلة في وسط الملعب، فإن مستواه مرشّح للتطور أكثر وأكثر، فهو لا يزال في الثالثة والعشرين فقط.

6- ديكلان رايس «آرسنال - إنجلترا»
هل يوجد حاليا لاعب وسط شامل أو متخصص في الكرات الثابتة أفضل منه في عالم كرة القدم؟ ربما يقترب مويسيس كايسيدو لاعب تشيلسي من ديكلان رايس، لكن نجم آرسنال وإنجلترا قدّم مستويات مذهلة في الأشهر الأولى من موسم 2025-26، ولم يعد أحد يشكك في قيمة انتقاله البالغة 100 مليون جنيه إسترليني، بعد عامين من صفقة انتقاله المثيرة للجدل من وست هام.
وإذا نجح رايس في قيادة آرسنال للتتويج بأول لقب دوري لهم منذ 2004، وساعد إنجلترا على الذهاب بعيدا في كأس العالم 2026، فلا يُستبعد أن نجده واقفا على منصة الكرة الذهبية في 2026. الطريق لا يزال طويلًا بالطبع، لكنّه الآن يلعب بروح مقاتل لا يمكن إيقافه.

7- ليونيل ميسي «إنتر ميامي - الأرجنتين»
هل يمكن أن يفوز ليونيل ميسي فعلًا بالكرة الذهبية التاسعة في 2026، في رقم قياسي غير مسبوق؟ إذا نجح المنتخب الأرجنتيني في الحفاظ على لقب كأس العالم الصيف المقبل، فهناك احتمال كبير بأن يحدث ذلك بالفعل.
فرغم بلوغه 38 عاما، ما زال ميسي عبقريا قادرا على صنع لحظات لا يستطيع أي لاعب آخر في العالم تقديمها. صحيح أنه فقد شيئًا من سرعته وحدة أدائه في السنوات الأخيرة، لكن مستوياته مع إنتر ميامي ومنتخب الأرجنتين لا تزال مذهلة إلى حد لا يُصدّق.

8- لويس دياز «بايرن ميونخ - كولومبيا»
خسارة ليفربول للويس دياز وتركه يرحل تحوّلت إلى مكسب لبايرن ميونخ، ففي أول 19 مباراة له هذا الموسم، قدّم دياز بالفعل 12 هدفا، من بينها هدفان ضد باريس سان جيرمان في ملعب حديقة الأمراء، إضافة إلى ست تمريرات حاسمة، ويُعد بايرن أحد أبرز المرشحين هذا الموسم للفوز بالبوندسليغا ودوري أبطال أوروبا.
العامل الوحيد الذي قد يؤثر سلبا على حظوظه في سباق الكرة الذهبية هو أن منتخب كولومبيا غير مرشح عمليا للفوز بكأس العالم الصيف المقبل.

9-كريستيانو رونالدو «النصر - البرتغال»
سيعشق كريستيانو رونالدو دون شك أن يصبح أكبر لاعب في التاريخ يفوز بالكرة الذهبية. وسيكون قد بلغ 41 عاما عند موعد تسليم جائزة الكرة الذهبية لعام 2026، وقد يصبح المرشح الأبرز إذا نجح منتخب البرتغال في الفوز بأول كأس عالم في تاريخه الصيف المقبل.
لا يزال رونالدو أحد أفضل الهدافين في العالم، كما أن عقليته التنافسية تُعد بلا جدال من الأفضل في تاريخ اللعبة، وما دام قادرا على تسجيل أهداف مذهلة بضربات مقصية وهو في سن الأربعين، يشعر الكثيرون أن كريستيانو قادر على اللعب خمس سنوات أخرى.
وفي النهاية، هو وحده من سيقرر متى ستنتهي مسيرته المذهلة.

10- فيتينيا «باريس سان جيرمان - البرتغال»
قال توماس فرانك بعد خسارة توتنهام أمام باريس سان جيرمان بنتيجة 5-3 في 26 نوفمبر: "فيتينيا، أفضل لاعب وسط في العالم، سيكون الفائز القادم بالكرة الذهبية بالنسبة لي".
وجاء هذا التصريح عقب تألق لاعب الوسط البرتغالي وتسجيله "هاتريك" في مواجهة دوري أبطال أوروبا؛ ما عزز مكانته كأحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم في الوقت الحالي.
أنهى اللاعب البالغ من العمر 25 عاما سباق التصويت على جائزة الكرة الذهبية لعام 2025 في المركز الثالث، بعد فوزه بدوري أبطال أوروبا ودوري الأمم الأوروبية مطلع هذا العام. لكن تمكّنه من اعتلاء المركز الأول في نسخة 2026 سيعتمد كليا على أداء منتخب البرتغال في كأس العالم الصيف المقبل.