ناشيونال إنترست: التصعيد الروسي ضد أوكرانيا...إلى أين؟

ناشيونال إنترست: التصعيد الروسي ضد أوكرانيا...إلى أين؟


تناول جاكوب هيلبروم في مقال نشره موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي دوافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتصعيد موقفه ضد أوكرانيا، قائلاً إن بوتين حشد في أبريل ( نيسان) الماضي أكثر من مئة ألف جندي قرب الحدود مع أوكرانيا، مما أدى إلى تصعيد التوترات بين البلدين وإثارة تكهنات على نطاق واسع حول نياته قبل أن يسحب بعضاً من هذه القوات لاحقاً.
وفي يونيو (حزيران)، وبعد مواجهة مع مدمرة بريطانية كانت تبحر على مسافة 12 ميلاً بحرياً من القرم، هددت روسيا باستهداف مثل هذه السفن في المستقبل. وفي الوقت الحاضر، وفي مقال مسهب نشر على موقع روسي الإثنين، ومع اقتراب انتخابات مجلس الدوما في سبتمبر(أيلول)، يفصح بوتين عن آرائه في ما يتعلق بالعلاقة بين أوكرانيا وروسيا.

مرحلة جديدة من التنافس
وانسجاماً مع مقالات سابقة، يتعمق بوتين في التاريخ الروسي، ويقدم ما يمكن تسميته بوصف غير قابل للمساومة للعلاقات بين روسيا وأوكرانيا. لكن بلغة عنيفة، بدا بوتين جريئاً في تدشين مرحلة جديدة من التنافس بين الشرق والغرب.
وفي المقال، يرفض بوتين فكرة أن روسيا واوكرانيا لديهما مصيران منفصلان. ويقول :”أنا مقتنع بأن السيادة الحقيقية لأوكرانيا ممكنة فقط عبر الشراكة مع روسيا”. وكتب أن “علاقاتنا الروحية والإنسانية والحضارية قد تشكلت على مدى عقود وهي متجذرة في المصادر نفسها، وقد تصلبت من خلال المرور بالتجارب المشتركة والإنجازات والإنتصارات».

ضم الدونباس
هل يفكر بوتين جدياً في ضم منطقة الدونباس الأوكرانية أو بغزو جديد لأوكرانيا؟ أم أنه يقوم بمجرد عرض عضلات قبيل انتخابات سبتمبر (أيلول)؟ إن التصعيد ضد أوكرانيا يأتي متسقاً مع مقاربة بوتين للسياسة الخارجية حيث حقق نجاحاته الأكبر. وحتى في الوقت الذي يترنح فيه الإقتصاد الروسي، فإن بوتين تمكن من ممارسة سياسة خارجية تفوق وزن روسيا. وقد افتتح مسيرة العودة إلى وضع القوة العظمى بسحق جورجيا في أغسطس (آب) عام 2008. وضم القرم في مارس (آذار) 2014. وعاد إلى الشرق الأوسط، معززاً نفوذه في سوريا وإيران.
وفي المقابل، كانت الحرب في أوكرانيا، مزيجاً من الأشياء في حقيبة واحدة. وطبيعتها غير الحاسمة كانت تعني أن بوتين قادر على الضغط على أوكرانيا متى شاء. لكنها كانت تعني أيضاً نوعاً من المستنقع، الذي لم يتشكل على نحوٍ واضح وحاسم وفق الشروط الروسية.كما أن الوضع الحالي هو أن الأوكرانيين لا يرفضون تصريحات بوتين. ومما لا شك فيه أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي قد سعى إلى التقليل منها عبر قوله: “من الجيد أن يعرف المرء الأوكرانيين».

بوتين أقوى
لكن أرسنتي ياتسينوك رئيس الوزراء الأوكراني السابق ومؤسس “معهد أوكرانيا المفتوح”، بدا أن لديه وجهة نظر أكثر وضوحاً. وقال إنه إذا كان هناك شيء، فإن بوتين “بات أقوى في الأعوام الخمسة الأخيرة”. وأضاف أن بايدن اجتاز اختبار بوتين بعدم تردده حيال الحشد الروسي الأخير. لكن ياتسينوك، المؤيد لإنضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، يعتقد أن بوتين لا يزال يحتفظ بخيارات عدة، بعضها ناعم والاخر خشن، في مسعاه لإعادة أوكرانيا قدر الإمكان إلى المدار الروسي. وأكد إن “طموح بوتين” هو “استعادة عظمة الإمبراطورية الروسية».