نيوزويك: زيلينسكي تخلى عن شرط للتفاوض ولكن

نيوزويك: زيلينسكي تخلى عن شرط للتفاوض ولكن


تحدثت روسيا وأوكرانيا في الأيام الأخيرة عن مفاوضات سلام بعد عشرة أشهر من الحرب. وأبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أولاً الأحد استعداده للتفاوض على حلول مقبولة بمشاركة جميع المعنيين بهذه العملية”، قائلاً: “ليس نحن من يرفض المفاوضات، بل هم». والإثنين، أعرب وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا في مقابلة مع وكالة “أسوشيتدبرس”، عن أمله في عقد “قمة دولية” في فبراير -شباط، بهدف وضع حد للهجمات الروسية المستمرة على بلاده. وأضاف أن “كل الحروب تنتهي بطريقة ديبلوماسية.. وكل الحروب تنتهي نتيجة الأعمال في الميدان وعلى طاولة المفاوضات».

غير مرجحة
ومع ذلك، كتب جون جاكسون في مجلة “نيوزويك” الأمريكية، إذا أخذنا في الاعتبار موقفي بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حول الشروط الضرورية للقبول بإتفاق سلام، تصير احتمالات انهاء الحرب في وقت قريب، غير مرجحة. وفيما بدا الكرملين يفتح الباب للمفاوضات، فإن الهجمات على أوكرانيا لم تتراجع. وبينما كان بوتين يدلي بمقابلته الأحد، كانت قواته تشن هجومين على مدينتي كراماتورسك وأفدييفكا، ودوت صفارات الإنذار مرتين في أوكرانيا محذرة من غارات جوية. والثلاثاء، ذهب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تفصيل الشروط الروسية الضرورية للسلام، معتبراً أن أوكرانيا يجب أن تستسلم وإلا ستستمر الحرب.

الشرط الأساسي
وقد يكون الشرط الأساسي للسلام من روسيا هو احتفاظها بالمناطق الأربع، التي أعلن بوتين رسمياً ضمها في سبتمبر -أيلول وهي خيرسون وزابوريجيا ودونيتسك ولوغانسك. وجاء الضم على رغم أن روسيا لا تسيطر بالكامل على أراضي هذه المناطق، وخسر الجيش الروسي السيطرة على بعض الأجزاء منها، مذذاك. وعندما تحدث كوليبا عن قمة السلام المحتملة، افترض أن الأمين العام للأمم المتحدة يمكنه القيام بدور الوسيط. لكنه أضاف أن روسيا ستدعى فقط في حال كانت تواجه مقاضاة في محكمة العدل الدولية عن جرائم حرب، وهو أمر إذا حدث فعلاً، سيجعل الكرملين لا يشارك في مثل هذه القمة.
وكشرط أساسي للسلام، دعا زيلينسكي بوتين إلى سحب قواته من أوكرانيا. وقال أمام قادة من مجموعة السبع في وقت سابق من الشهر الجاري، إن السلام يبدأ عندما يسحب بوتين قواته من أوكرانيا. ورد الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف على ذلك قائلاً إن شروط زيلينسكي سينجم عنها فقط “استمرار الأعمال العدائية». وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة نيوهامبشير لورنس ريردون لنيوزويك، إن زيلينسكي يتخذ خطوات للحصول على دعم لمطالبته بالإنسحاب الروسي. وأضاف أن “زيلينسكي سعى إلى تعزيز الدعم المادي والمعنوي من حلف شمال الأطلسي لتحقيق هدفه في طرد المحتلين الروس من الأراضي الأوكرانية».

مزيد من العقوبات
ودعا الرئيس الأوكراني مراراً إلى فرض نوع من العقاب على روسيا لشنها الحرب، من طريق المزيد من العقوبات ومن طريق تجريد روسيا من دورها القوي كعضو دائم في مجلس الأمن. كما أن زيلينسكي يتحدث أيضاً عن الضمانات الأمنية لأوكرانيا كشرط للسلام، وكذلك على جعل العالم يتوحد لمنع روسيا من شن هجمات مستقبلية. وستشكل مطالبة زيلينسكي باستعادة وحدة الأراضي الأوكرانية النقطة الأكثر صعوبة في أي مفاوضات. ويريد بوتين الاحتفاظ بالأراضي التي ضمها، لكن الرئيس الروسي يصر على أن هذه الأراضي يجب أن تبقى جزءاً من أوكرانيا. والأسبوع الماضي، زار زيلينسكي الولايات المتحدة حيث اجتمع مع الرئيس جو بايدن. وخلال الزيارة، تحدث عن “السلام العادل”، الذي لا يتضمن “مساومات على وحدة وسيادة وحرية أراضي بلادي... ودفع تعويضات روسية عن كل الدمار الذي تسبب به العدوان الروسي». ورأى ريردون أن “ما من شك في أن الرئيس بايدن سيواصل حشد الأطلسي لدعم الجهد الأوكراني في الحرب”، الأمر الذي سيتيح لزيلينسكي مزيداً من الوقت للقتال واكتساب رافعة للمفاوضات. ويبدو أن زيلينسكي أسقط شرطاً واحداً للتفاوض، ألا وهو المطالبة بتنحي بوتين عن الرئاسة.