رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات لتسوية النزاعات والتحديات في العالم عبر الحوار والحلول الدبلوماسية
نيوزويك: سيناريو حرب أوكرانيا في ثلوج الشتاء
قال وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنكوف منذ أسبوع، إن “القوات المسلحة الأوكرانية لا تفكر في وقف” عملياتها في أوكرانيا، فيما كان يتحدث عن احتمال هدنة مؤقتة، على طول خطوط الجبهة المتجمدة في جنوب البلاد وشرقها.
وبعد خريف شهد نجاحاً في الهجمات المضادة، واندفاعاً مفاجئاً ورشيقاً في منطقة خاركيف، تبعه تحرير تدريجي طال انتظاره للأراضي غرب نهر دنيبر، بما فيها مدينة خيرسون، انتقلت الأمور إلى حرب خنادق ثابتة نسبياً على معظم خطوط الجبهة.
وتستمر الهجمات المحلية، ونشاط القوات الخاصة، وعمليات الاستكشاف بعد قصف مدفعي متواصل. في منطقة دونيتسك، يبدو أن الجانبين غرقا في نزيف دموي حول مدينة باخموت رغم قيمتها الاستراتيجية الضئيلة.
ثلوج
وعلى وجه العموم، فإن قادة الجانبين ينتظرون ثلوج الشتاء، لفتح نافذة جديدة في العمليات الهجومية. وقال ريزنكوف: “إذا انتهزنا لحظة ثبات الأرض، فإني مقتنع أننا سنعاود هجماتنا المعاكسة وحملة تحرير أرضنا».
ولفت الكاتبان ديفيد برينان ويفغيني كوكليتشيف في “نيوزويك” إلى أن القادة الأوكرانيين مقتنعون بالنجاح في نهاية المطاف، رغم التحديات التي يواجهونها.
ومن خلال العمل على أراضيهم وبمساعدة أسلحة حلف شمال الأطلسي، والدعم الاستخباراتي، فإن قوات كييف المجهزة بعتاد أفضل، أظهرت براعة تكتيكية وتفوقاً استراتيجياً على الغزاة الروس.
ومن شأن الثلج السميك في منتصف يناير(كانون الثاني)، أن يجعل الطرق والممرات المائية متاحة أكثر، وسيشكل فرصة ذهبية للوحدات الآلية للاندفاع عميقاً خلف الخطوط الروسية، وتكبيدها انهياراً عسكرياً آخر.
واستناداً إلى جندي أوكراني تحدث إلى الإذاعة الوطنية الأمريكية، فإن القوات الروسية التي تتحصن تحت الأرض الجليدية “لن يكون لديها شيء لتخفيه».
وتستعد المدفعية الأوكرانية والقوات الخاصة لهجوم بري جديد، لاستهداف مراكز القيادة الروسية، ومستودعات الإمداد، والطرق اللوجيستية.
ولا يعرف أين ستبدأ الضربة، في الوقت الذي تحافظ فيه القوات المسلحة الأوكرانية على السرية والمفاجأة في استراتيجيتها.
وقال مسؤول عسكري أمريكي للصحافيين في الأسبوع الماضي: “هذا الهجوم بدأ في فبراير...أي في أواسط الشتاء. وهكذا، فإننا نعلم أن الأوكرانيين يمكنهم القتال في ظل هذه الظروف».
وصرح رومان كوستينكو أحد الجنود الأوكرانيين المشهورين الذين دافعوا عن مطار دونيتسك في 2014، والذي قاتل سنوات ضد القوات المدعومة من روسيا في دونباس وهو الآن عضو في البرلمان الأوكراني، إن الطقس سيجعل العمل الهجومي صعباً على الجانبين، قائلاً: “إذا كانت هناك موجة باردة، فإن الأمر النموذجي هو أن تلتزم الجانب الدفاعي، وألا تحاول اكتساب أراضٍ جديدة.وإذا قرر الروس الاندفاع إلى الأمام، رغم الظروف الباردة والموحلة، فإنهم سيعانون».
وأشار إلى “مشكلة أخرى في الاستطلاع، وفي استخدام المسيرات وعمليات البحث. هذه العوامل بالكاد تحسن موقعهم. وما سيقدمون عليه في أفضل الحالات هو استغلال ميزة تفوقهم العددي، ليحاولوا التقدم بأعداد كبيرة، بصرف النظر عن الطقس والظروف. لكن هذا سيصعب عليهم المهمة».
إن أكثر ما يحتاجه الروس الآن، هو وقف العمليات في أشهر الشتاء، ما يتيح لموسكو تعزيز قواتها بجنود الاحتياط، وتحصين مواقع دفاعية في الأراضي التي لا تزال تحتلها.
ولاحظ مارك فويغر، المستشار الخاص السابق لشؤون روسيا وأوراسيا في قيادة الجيش الأمريكي في أوروبا، أن القوات الروسية “في وضع أسوأ مما كانت عليه العام الماضي، رغم عشرة أشهر من القتال”، موضحاً أن “هناك فوضى في صفوف الروس” بينما لا يملك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “الكثير من الخيارات العسكرية الجيدة على الطاولة».
وأضاف أن الصورة كئيبة للجنود الروس على الجبهة و”هي تحت الصفر، وبعضهم يعمل في البلدات والقرى المحتلة، في حين أن البعض الآخر في الحقول”. ولفت إلى أن “الأرض تجمدت فعلاً، وأتوقع هجمات أوكرانية جديدة من الفرق المدرعة، التي ستزيد الضغط.وهذا القضم المتواصل يدمر معنويات القوات الروسية، ناهيك عن الإرهاق الجسدي، والتوتر، وصعوبات أخرى».
وتواجه أوكرانيا تحديات أيضاً، وقادتها يشددون على الحاجة الملحة إلى أسلحة جديدة، خاصة ذخائر المدفعية، وعربات، وثياب مناسبة للشتاء. أما روسيا فإن تحدياتها أكبر على الصعيد البشري.
وقال المحلل للشؤون الروسية لدى مجموعة الأزمات الدولية أوليغ إيغناتوف، إن “مشاكل الروس مختلفة لأن معنوياتهم لا تزال متدنية. ولا تزال لديهم مشكلة في الاستراتيجية. الناس من الجانبين الذين يدعمون هذه الحرب، والذين يعارضونها، يقولون إن الجنود الروس لا يفهمون أهداف العملية العسكرية ولا حتى ضباطهم يعرفون ذلك. الروس في هذه المرحلة، يعتمدون فقط، على ما كان يسمى في الحقبة السوفياتية إبان القتال ضد الألمان، دفن العدو بالجثث».