رئيس الدولة يستقبل وفد مكتب شؤون حجاج الإمارات ويشيد بجهودهم
هآرتس: تطبيع سوريا وإسرائيل ليس سهلاً كما يظن ترامب
قالت صحيفة «هآرتس» العبرية إن إبرام اتفاق تطبيع بين إسرائيل وسوريا «ليس بالسهولة» التي يتوقعها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي يُلقي بثقله نحو تحقيق هذا الهدف قبل نهاية العام الجاري. واعتبرت الصحيفة أن «إسرائيل المتشددة بعد هجمات 7 أكتوبر»، مقابل الزعيم السوري الجديد أحمد الشرع ذي القاعدة الشعبية المتشككة، يجعلان الاتفاق «أبعد ما يكون عن السهولة».
وتزايدت الإشارات إلى احتمال التطبيع بين سوريا وإسرائيل، مع سعي كبار المسؤولين الأمريكيين إلى ترسيخ روايتهم عن «النصر» بعد انخراط واشنطن في الحرب الإسرائيلية الإيرانية؛ إذ قال المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف «نأمل في تطبيع العلاقات مع مجموعة من الدول التي لم يكن أحد ليتخيل انضمامها إلينا». وأضاف ويتكوف لشبكة «سي إن بي سي» «سيكون ذلك أيضاً عامل استقرار في الشرق الأوسط»، ملمحا إلى «إعلانات مهمة» قادمة.
كما أكد مبعوث ترامب إلى سوريا، توم باراك، على تصريحات ترامب وويتكوف، حيث صرّح لوكالة الأناضول التركية الرسمية: «آمل أن تتوصل سوريا وإسرائيل إلى اتفاق في وقت ما».
ورأى باراك أن الشرع يرغب في السلام على الحدود، وأن «إسرائيل تريد الشيء نفسه»، مشيراً إلى بداية حوار سري حول قضايا حدودية أبسط يمكنهما الاتفاق عليها، وفي نهاية المطاف حوار لفض النزاع. لكن على الرغم من التفاؤل المعلن، لا يزال أمام إدارة ترامب عدة عقبات كبيرة يجب تجاوزها قبل إدراج تطبيع العلاقات بين إسرائيل وسوريا ضمن قائمة إنجازاتها، وفق «هآرتس».
وأول خلاف جوهري بين إسرائيل وسوريا، سيكون حول مستقبل مرتفعات الجولان، وقد سبق أن اعترف ترامب بضم إسرائيل للمنطقة خلال ولايته الأولى، واشتهر بتباهيه بهذه الخطوة كدليل على حسن نيته المؤيدة لإسرائيل خلال حملته الرئاسية لعام 2024.
وثانياً هناك التوغلات الإسرائيلية البرية في جنوب غرب سوريا خلال الأشهر التي تلت سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، وبينما تشهد تل أبيب ودمشق انقساماً حاداً حول مستقبل المنطقة الحدودية، ستُجبر إدارة ترامب على الدفع نحو حل حقيقي، بدلاً من مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار في المنطقة المجاورة.
في أعقاب حرب إسرائيل مع إيران، أصبح كبار المسؤولين الأمريكيين يدركون أكثر من أي وقت مضى أن استراتيجية إسرائيل تجاه جيرانها قد تغيرت جذرياً في بيئة ما بعد 7 أكتوبر.
كما أكدت إسرائيل بوضوح، عقب ضرباتها التي غيّرت المفاهيم على طهران ووكلائها في لبنان وسوريا، أنها ستعطي الأولوية لأمنها القومي على مبادرات ترامب الدبلوماسية، وهذا هو العائق الثالث بحسب «هآرتس».
واعتبرت الصحيفة العبرية أن سعي ترامب نحو جائزة نوبل للسلام، لن يحفز إسرائيل، على الالتزام بأي نوع من اتفاقيات «عدم الاعتداء» التي قد تبرمها مع سوريا.
مع ذلك، تواصل إسرائيل وسوريا المفاوضات بوتيرة هادئة، رغم الغضب الإقليمي إزاء غزة وإيران، فضلاً عن الاضطرابات الداخلية في دمشق بسبب توغلات الجيش الإسرائيلي على الحدود.
ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالتفاؤل إزاء احتمال امتلاك كلا الجانبين حوافز كافية للتوصل إلى اتفاق يحجب ضجيج التوترات الإقليمية المحيطة، إلا أن هناك خطراً كبيراً يتمثل في إمكانية أن تُبالغ إسرائيل في استخدام نفوذها في سوريا، مما يُثير استياء الشرع لدرجة أنه لا يستطيع إقناع قاعدته الشعبية الغاضبة بعقد صفقة.
كما قد يُنفّر هذا الأسلوب الإسرائيلي تجاه دمشق، ترامب القلق أصلاً، والذي تراوحت مواقفه العلنية تجاه تل أبيب بين الدعم العسكري غير المسبوق والتصريحات التهديدية بشأن محاكمات بنيامين نتنياهو الجنائية، بحسب «هآرتس».