رئيس الدولة والرئيس المصري يبحثان العلاقات الأخوية والتطورات الإقليمية
يهدف للضغط على الحلفاء لزيادة إنفاقهم العسكري
هجمات ترامب على الناتو تكتيك هدفه محدد
عندما كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يستعد للتحدث علناً أمام قمة الناتو عام 2018، لم يعرف مستشاروه الخاصون ما إذا كان سيفجر الحلف، الذي كان حجر الزاوية في السياسة الخارجية الأمريكية منذ عام 1949.
ووفق تقرير في صحيفة «واشنطن بوست»، فإنه قبل دقائق من الخطاب في مقر الحلف في بروكسل، جلس ترامب حول طاولة على شكل حدوة حصان مع وزير خارجيته مايك بومبيو ومسشاره للأمن القومي جون بولتون، اللذين توسلا إليه عدم الانسحاب من الحلف، وفق ما يذكر بولتون. لم يفعلها يومذاك. لكن بولتون، الذي تحول إلى منتقدٍ لسياسات ترامب، قال في مقابلة إن الرئيس السابق سيسعى إلى طريقةٍ يقتل بها الحلف في حال إعادة انتخابه، ذلك أنه «لم يفقد شهيته للخروج» من الحلف.
ويشغل احتمال أن يدير ترامب، الذي يتقدم سباق الجمهوريين للفوز بترشيح للحزب لانتخابات 2024، ظهره لأقرب الشركاء العسكريين والدبلوماسيين والاقتصاديين والثقافيين، العناوين على ضفتي الأطلسي، منذ قال إنه سيشجع روسيا «على فعل ما تريده» ضد دول أعضاء في الناتو لا تلبي عتبة الإنفاق العسكري المتفق عليها. ورد الرئيس جو بايدن على ذلك الثلاثاء واصفاً إياه بـ»الحمق والمعيب والخطير، وغير الأمريكي». ونشرت حملته إعلاناً الجمعة يندد بموقف ترامب.
موقف غير مسبوق
ويعتبر استفزاز ترامب أمام حشد يهتف له في كونوي بولاية ساوث كارولاينا، موقفاً غير مسبوق مناهضاً للناتو، لم يصدر مثله ربما منذ الثمانينات. واتبع ذلك، بعدد من التغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي تطالب الحلفاء بـ»الدفع»، مفترضاً أنه لوح بالانسحاب الأمريكي بهدف الضغط عليهم لتعزيز نفقاتهم الدفاعية.
واستناداً إلى سفير أوروبي لدى واشنطن، فإن تهديدات ترامب بالانسحاب من الناتو هزت المسؤولين الأوروبيين وآخرين عندما كان الأخير في منصبه. لكن وقتذاك كان مساعدون في البيت الأبيض يطمئنون الحلفاء سراً، بأن الرئيس لن ينفذ تهديداته.
أما الآن، فإن السفراء والدبلوماسيين، الذين يراقبون عن كثب الرأي العام الأمركي بتوتر ويستعدون لاحتمال عودة ترامب، يحاولون التفكير في الطريقة التي يمكنه بها إعادة تشكيل الحلف إذا ما أعيد انتخابه مرة ثانية. وهم يحاولون التعرف على المؤثرين والمحاورين الرئيسيين لترامب، خوفاً من أن يستبدل أشخاصاً مثل بومبيو وبولتون في ولايته الثانية، بآخرين لن يقيدوا حركته. ودعت حملة ترامب «إلى إعادة تقويم لهدف الناتو ومهمته» في الولاية الثانية. واقترح مساعدون سابقون لترامب في الأشهر الأخيرة معاقبة الدول التي لا تفي بتعهداتها من النفقات العسكرية، من طريق سحب الضمانات الأمنية أو فرض تعرفات تجارية عليها. واقترح حلفاء ترامب الذين يعملون مع مشروع مؤسسة هيريتج 2025 التي تضع الخطط لإدارة جمهورية أخرى، خفض عدد القوات الأمريكية المنتشرة في أوروبا.
التدخلات الخارجية
ويخشى بعض المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين من أن يـــــؤدي انســــــــحاب أمريكي من الناتو إلى تعزيــــــــز روســـــــيا والصين. وهناك قاعدة متســــــعة في صفوف يمين الوسـط ترفض التدخلات الخارجيــــــــة التي ميــزت رئاسات رونالد ريغن وجورج بوش الأب وجورج بوش الابن، وتشيد بدوافع ترامب لمطالبة أوروبا بمزيد من التحرك-حتى ولو لم يتفق الجميع مع طريقته المشاكسة في التعامل مع هذه القضية.
وفي أواخر العام الماضي، صادق الكونغرس بموافقة الحزبين، على قانون جديد، يحظر على الرؤساء الانسحاب أحادياً من الناتو، ويشترط موافقة ثلثي مجلس الشيوخ من أجل وقف مشاركة الولايات المتحدة في معاهدة حلف شمال الأطلسي.
وكان المسؤولون الأوروبيون يستعدون من أجل عودة محتملة لترامب ويراقبون تأثيره في تراجع الدعم الجمهوري لتقديم المساعدات لأوكرانيا- وهي قضية يعتبرونها متصلة بقوة بأمنهم. وهم يضعون الاستراتيجيات حول كيفية تحمل مزيد من الأعباء في دعم أوكرانيا، ويتحدثون بهدوء عما يمكن أن يفعلوه في حال عاد ترامب وقرر طي المظلة العسكرية الأمريكية التي كانت تحمي أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
تكتيك
وكردٍّ على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، اتفقت الدول الأعضاء في الناتو عام 2014 على إنفاق نسبة 2% من إجمالي ناتجها القومي على الدفاع. وبحلول 2023، أوفت معظم الدول القريبة جغرافياً من روسيا، مثل بولندا وفنلندا بهذه المعايير، إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا. بينما أنفقت فرنسا 1.9% وألمانيا 1.65%.
ويصف معظم مستشاري ترامب ومسؤولي إدارته السابقين، هجومه على الناتو، كتكتيك يهدف إلى الضغط على الحلفاء من أجل زيادة إنفاقهم العسكري، من غير أن يؤدي على الأرجح إلى الانسحاب فعلياً من التحالف.