رئيس الدولة ورئيس الوزراء البريطاني يبحثان هاتفياً التطورات الإقليمية
حالة تأهب قصوى في تايوان:
هكذا تصعّد الصين حربها النفسية...!
-- رسالة الصين لبايدن أن استسلام الجزيرة أمر لا مناص منه
-- ميزان القوى غير متكافئ بشكل متزايد بين ضفتي المضيق
-- تايبيه: ستكون الصين قادرة على غزو الجزيرة بحلول عام 2025
-- أرسلت بكين 150 طائرة عسكرية في الأيام الأخيرة قرب تايوان
لم يسبق أن أثارت السلطات التايوانية، التي تعرضت لمضايقات في الأيام الأخيرة من قبل عدد قياسي من الطائرات العسكرية الصينية، احتمال نشوب حرب. في تايبيه، اعتبر وزير الدفاع، تشيو كو تشينغ الأربعاء الماضي أن الصين ستكون جاهزة “بالكامل” على غزو الجزيرة -التي تعتبرها بكين مقاطعة منشقة -بحلول عام 2025. بلغت التوترات بين ضفتي مضيق تايوان ذروتها، ففي أربعة أيام، بين 1 و4 أكتوبر، عبرت ما يقرب من 150 طائرة عسكرية صينية (منها طائرات مقاتلة وقاذفات) منطقة تعريف الدفاع الجوي للجزيرة... مضايقات ذات كثافة غير مسبوقة.
وبمثل هذه الحركات، تمارس بكين ضغوطًا كبيرة على الطيارين التايوانيين الذين يقلعون في حالة الطوارئ للقيام بعمليات المراقبة، وفي نفس الوقت اختبار القدرات الدفاعية لفورموزا السابقة.
الوعي بحقيقة الخطر
اعتبرت الرئيسة التايوانية تساي إنغ ون، الوضع خطيرًا بما يكفي لتوجيه نداء الى المجتمع الدولي. “إذا سقطت تايوان، فإن العواقب ستكون كارثية على السلام في المنطقة وعلى نظام التحالف الديمقراطي”، أكدت في منبر نشرته مجلة فورين أفيرز يوم الثلاثاء.
وبهذه التصريحات، تحاول الحكومة التايوانية أيضًا توعية سكانها بواقع الخطر -يتم التقليل من شأنه أحيانًا، وفقًا لبعض الخبراء. “تايوان تفعل المزيد لتعزيز دفاعاتها، لكن الوتيرة بطيئة، وهناك حاجة إلى شعور أكبر بالاستعجال”، ترى بوني غلاسر، مديرة برنامج آسيا في صندوق مارشال الألماني بالولايات المتحدة، وهو مركز أبحاث.
وأكدت تساي إنغ ون، أن “تايوان ستبذل قصارى جهدها للدفاع عن نفسها”. وفي مواجهة وضع “في غاية الخطورة”، وعد وزير الدفاع بتعزيز قدرات الجزيرة “بسرعة”. واقترحت تايبيه للتو ميزانية إضافية خاصة تبلغ 8.6 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة للحصول على صواريخ مضادة للسفن وسفن حربية.
ان ميزان القوى غير متكافئ بشكل متزايد بين ضفتي المضيق. في نهاية عام 2019، تملك الصين 1500 طائرة مقاتلة و450 قاذفة، وفقًا لتقرير البنتاغون، بينما لدى تايوان 400 طائرة مقاتلة فقط ولا قاذفات قنابل... والفارق غير متناسب أكثر في البحر. ورغم مظاهر القوة الأخيرة، فإن خطر الهجوم ليس وشيكًا، وفقًا لمعظم الخبراء. “هدف بكين هو إرسال رسالة سياسية عن تصميمها على القتال من أجل مطالبها في تايوان. هذه الرسالة موجهة إلى تايبيه، ولكن أيضًا إلى إدارة جو بايدن”، يلاحظ آدم ني، المدير المشارك لـ “شاينا نيكان”، نشرة إخبارية متخصصة. والرئيس الصيني، الذي من المقرر إعادة تعيينه لولاية ثالثة في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي في الخريف المقبل، جعل من إعادة توحيد تايوان مع الصين على رأس أولويات سياسته الخارجية.
«تسعى السلطات الصينية إلى تكثيف الحرب النفسية، إنهم يريدون فرض سرديّة جديدة حول الجانب الحتمي لإعادة التوحيد: بإخافة التايوانيين حتى يفهموا أنه لا يوجد حل آخر غير إعادة التوحيد هذه إذا كانوا يريدون البقاء في سلام، ومن خلال إشعار الولايات المتحدة بأن تكلفة المواجهة العسكرية مع الصين للدفاع عن تايوان ستكون باهظة”، يضيف جان بيير كابيستان، مدير الأبحاث في المركز القومي للبحث العلمي ومؤلف كتاب “غدا الصين: حرب أم سلام” (غاليمارد). ومن وجهة النظر الصينية، فإن الأمثل، هو أن تشجع الإدارة الأمريكية تايبيه -التي تنتهج سياسة مستقلة -على الاستماع إلى العقل.
«التزام أمريكا الثابت»
الفترة المختارة لا تدين بأي شيء للصدفة... احتفلت بكين في الأول من أكتوبر بالذكرى السنوية لتأسيس الصين الشعبية (1949) وتخطط لتعطيل اليوم الوطني لتايوان، الذي يصادف يوم 10 أكتوبر، وبالتالي، تثني تساي إنغ ون عن أي خطابات استفزازية في ذلك اليوم.
إن الحكومة التايوانية ليست وحدها من يدق ناقوس الخطر: مسجّلا صعود الجيش الصيني، قدّر الأدميرال ديفيدسون، الذي كان يقود القوات الأمريكية آنذاك في المحيطين الهندي والهادي، العام الماضي، أن الصين يمكن أن تهاجم الجزيرة “في غضون السنوات الست المقبلة». هل ستسمح أمريكا بذلك؟ أعاد البيت الأبيض التأكيد على “التزامه الثابت” ووقوفه إلى جانب فورموزا السابقة. وإذا رفضت واشنطن التدخل في حال وقوع هجوم، فلن تصمد تايوان طويلاً، وستكون العواقب وخيمة، كما تذكّر تساي إنغ وين. فعلى المستوى الجيوسياسي، سيكون الوجود الأمريكي في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وهو وجود استراتيجي منذ الحرب العالمية الثانية، موضع سؤال شديد. كما أن غزوا ناجحا للصين، من شأنه أن يمثل نقطة تحول ستغيّر وجه الكوكب.
-- ميزان القوى غير متكافئ بشكل متزايد بين ضفتي المضيق
-- تايبيه: ستكون الصين قادرة على غزو الجزيرة بحلول عام 2025
-- أرسلت بكين 150 طائرة عسكرية في الأيام الأخيرة قرب تايوان
لم يسبق أن أثارت السلطات التايوانية، التي تعرضت لمضايقات في الأيام الأخيرة من قبل عدد قياسي من الطائرات العسكرية الصينية، احتمال نشوب حرب. في تايبيه، اعتبر وزير الدفاع، تشيو كو تشينغ الأربعاء الماضي أن الصين ستكون جاهزة “بالكامل” على غزو الجزيرة -التي تعتبرها بكين مقاطعة منشقة -بحلول عام 2025. بلغت التوترات بين ضفتي مضيق تايوان ذروتها، ففي أربعة أيام، بين 1 و4 أكتوبر، عبرت ما يقرب من 150 طائرة عسكرية صينية (منها طائرات مقاتلة وقاذفات) منطقة تعريف الدفاع الجوي للجزيرة... مضايقات ذات كثافة غير مسبوقة.
وبمثل هذه الحركات، تمارس بكين ضغوطًا كبيرة على الطيارين التايوانيين الذين يقلعون في حالة الطوارئ للقيام بعمليات المراقبة، وفي نفس الوقت اختبار القدرات الدفاعية لفورموزا السابقة.
الوعي بحقيقة الخطر
اعتبرت الرئيسة التايوانية تساي إنغ ون، الوضع خطيرًا بما يكفي لتوجيه نداء الى المجتمع الدولي. “إذا سقطت تايوان، فإن العواقب ستكون كارثية على السلام في المنطقة وعلى نظام التحالف الديمقراطي”، أكدت في منبر نشرته مجلة فورين أفيرز يوم الثلاثاء.
وبهذه التصريحات، تحاول الحكومة التايوانية أيضًا توعية سكانها بواقع الخطر -يتم التقليل من شأنه أحيانًا، وفقًا لبعض الخبراء. “تايوان تفعل المزيد لتعزيز دفاعاتها، لكن الوتيرة بطيئة، وهناك حاجة إلى شعور أكبر بالاستعجال”، ترى بوني غلاسر، مديرة برنامج آسيا في صندوق مارشال الألماني بالولايات المتحدة، وهو مركز أبحاث.
وأكدت تساي إنغ ون، أن “تايوان ستبذل قصارى جهدها للدفاع عن نفسها”. وفي مواجهة وضع “في غاية الخطورة”، وعد وزير الدفاع بتعزيز قدرات الجزيرة “بسرعة”. واقترحت تايبيه للتو ميزانية إضافية خاصة تبلغ 8.6 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة للحصول على صواريخ مضادة للسفن وسفن حربية.
ان ميزان القوى غير متكافئ بشكل متزايد بين ضفتي المضيق. في نهاية عام 2019، تملك الصين 1500 طائرة مقاتلة و450 قاذفة، وفقًا لتقرير البنتاغون، بينما لدى تايوان 400 طائرة مقاتلة فقط ولا قاذفات قنابل... والفارق غير متناسب أكثر في البحر. ورغم مظاهر القوة الأخيرة، فإن خطر الهجوم ليس وشيكًا، وفقًا لمعظم الخبراء. “هدف بكين هو إرسال رسالة سياسية عن تصميمها على القتال من أجل مطالبها في تايوان. هذه الرسالة موجهة إلى تايبيه، ولكن أيضًا إلى إدارة جو بايدن”، يلاحظ آدم ني، المدير المشارك لـ “شاينا نيكان”، نشرة إخبارية متخصصة. والرئيس الصيني، الذي من المقرر إعادة تعيينه لولاية ثالثة في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي في الخريف المقبل، جعل من إعادة توحيد تايوان مع الصين على رأس أولويات سياسته الخارجية.
«تسعى السلطات الصينية إلى تكثيف الحرب النفسية، إنهم يريدون فرض سرديّة جديدة حول الجانب الحتمي لإعادة التوحيد: بإخافة التايوانيين حتى يفهموا أنه لا يوجد حل آخر غير إعادة التوحيد هذه إذا كانوا يريدون البقاء في سلام، ومن خلال إشعار الولايات المتحدة بأن تكلفة المواجهة العسكرية مع الصين للدفاع عن تايوان ستكون باهظة”، يضيف جان بيير كابيستان، مدير الأبحاث في المركز القومي للبحث العلمي ومؤلف كتاب “غدا الصين: حرب أم سلام” (غاليمارد). ومن وجهة النظر الصينية، فإن الأمثل، هو أن تشجع الإدارة الأمريكية تايبيه -التي تنتهج سياسة مستقلة -على الاستماع إلى العقل.
«التزام أمريكا الثابت»
الفترة المختارة لا تدين بأي شيء للصدفة... احتفلت بكين في الأول من أكتوبر بالذكرى السنوية لتأسيس الصين الشعبية (1949) وتخطط لتعطيل اليوم الوطني لتايوان، الذي يصادف يوم 10 أكتوبر، وبالتالي، تثني تساي إنغ ون عن أي خطابات استفزازية في ذلك اليوم.
إن الحكومة التايوانية ليست وحدها من يدق ناقوس الخطر: مسجّلا صعود الجيش الصيني، قدّر الأدميرال ديفيدسون، الذي كان يقود القوات الأمريكية آنذاك في المحيطين الهندي والهادي، العام الماضي، أن الصين يمكن أن تهاجم الجزيرة “في غضون السنوات الست المقبلة». هل ستسمح أمريكا بذلك؟ أعاد البيت الأبيض التأكيد على “التزامه الثابت” ووقوفه إلى جانب فورموزا السابقة. وإذا رفضت واشنطن التدخل في حال وقوع هجوم، فلن تصمد تايوان طويلاً، وستكون العواقب وخيمة، كما تذكّر تساي إنغ وين. فعلى المستوى الجيوسياسي، سيكون الوجود الأمريكي في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وهو وجود استراتيجي منذ الحرب العالمية الثانية، موضع سؤال شديد. كما أن غزوا ناجحا للصين، من شأنه أن يمثل نقطة تحول ستغيّر وجه الكوكب.