رئيس الدولة يتلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الســوري تبـادلا خلالـه التهانـي بعيـد الأضحى
ماذا لو استُخدمَ التعديل الدستوري الخامس والعشرين للإطاحة ببايدن
هل تكون كامالا هاريس قنبلة الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
«ماذا لو؟»...هذا السؤال يتردد في أذهان بعض السياسيين وموظفي البيت الأبيض بخصوص الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب. قد لا يود أحد أن يقر علناً بالترقب الشديد للأوضاع السياسية، غير أن البعض لا يفكرون وحسب في هذا السؤال، وإنما ينشغلون أيضاً بوضع خطط التعافي من الأزمة، إذا تحقق ما يخشونه على أرض الواقع.
يقول دوغلاس ماكينون، مستشار سياسي وخبير اتصالات، عمل في البيت الأبيض للرئيسين رونالد ريغان وجورج بوش الأب، في مقاله بموقع صحيفة «ذا هيل» إنه بالنسبة للرئيس بايدن، السؤال هو: «ماذا لو استُخدمَ التعديل الدستوري الخامس والعشرين للإطاحة ببايدن من منصبه في حالة تدهور حالته الصحية؟»، وبالنسبة الى ترامب: «ماذا لو فُرِضَت عليه عقوبات تحول بينه وبين أن يكون المرشح الجمهوري الرئاسي أو الرئيس المقبل؟».
حلم تولي كامالا هاريس
من الممكن أن يُخيل للمرء أن بعض موظفي نائبة الرئيس كامالا هاريس، رغم رفضهم للفكرة علناً، يحلمون بأن يُقَال بايدن من منصبه بموجب التعديل الدستوري الخامس والعشرين، ثم تتولى هاريس الرئاسة من بعده. فهذا التعديل يسمح لنائب الرئيس وأغلبيه مجلس الوزراء بإقالة الرئيس إذا كان «عاجزاً عن أداء واجبات منصبه وممارسة صلاحياته».
وإذا ظنَّ أحد أن هذه الأفكار لم تخطر ببال هاريس وموظفيها، يضيف الكاتب، فلا بد أنه بحاجة إلى تجديد أفكاره الخاصة بمبادئ السياسة والطبيعة البشرية. ورغم أنهم ربما لا يريدون صدقاً أن تتفاقم المشكلات الإدراكية، التي يعاني منها بادين لدرجة عجزه عن أداء واجباته، فهذا لا يعني أن هاريس وفريقها لا يتلذذون بطرح سؤال «ماذا لو؟».
ولأولئك الذين ربما شعروا بالإهانة من استعراض سيناريو كهذا، فهل يعتقدون أن هاريس لا تحلم بأن تصبح أول رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية؟، يتساءل الكاتب ويقول إن «امرأة واحدة فقط ستكون قادرة على كسر هذا الحاجز في كتب التاريخ. وهاريس قريبة جداً من تحقيق هذا الحلم».
ومضى الكاتب يقول: «الخيار المحتمل للديمقراطيين لتفادي إحلال هاريس محل بايدن قبل انتخابات نوفمبر «تشرين الثاني» المقبل هو أن يقنع بايدن أو غيره هاريس بالاستقالة، ثم يُعيِّن بايدن بديلاً لها، كحاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم. ثم بعد أسابيع، يُعلن بايدن استقالته، ويصبح نيوسوم رئيساً بالوكالة ويُعيِّن نائب رئيس جديداً».
وأضاف: «يؤكد النشطاء الديمقراطيون الذين خاطبتهم أن كامالا هاريس لن توافق أبداً على هذه الخطة، لأن هناك احتمالاً متزايداً ألّا يتمكن بايدن من إنهاء فترة ولايته».
هاريس
وتؤكد دراسات المنطق والاحتمالات وحدها بقوةٍ أنه سيكون من العبث الاعتقاد أن هاريس وفريقها لم يدرسوا هذا السيناريو. ومن بين الأسباب التي تعلل ذلك أن من بين مسؤولياتهم دراسة هذا السيناريو. فهناك احتمال ألّا ينهي أي رئيس فترة رئاسته لأسباب عديدة ابتداءً من إصابته بأزمة صحية وانتهاء باغتياله.ومن واجب نائب الرئيس تجاه الأمة أن يكون متأهباً لسد هذا الفراغ في أي لحظة. وحقيقة أن البعض يعتقدون أنّ المشاكل الإدراكية لبايدن ربما تتفاقم تضيف مستوى آخر من أسئلة «ماذا لو» يتعين على هاريس وفريق عملها التفكير به.
وانتقل الكاتب بعد ذلك إلى الرئيس السابق ترامب قائلاً: «لا عتب إذا عجزنا عن حصر عدد المحاكم التي سيق إليها الرئيس السابق مؤخراً إذ يحارب ما يظنه أغلب الجمهوريين تكتيكات قانونية استهلها القضاة الديمقراطيون الناشطون والمدعون العموميون الذين يسعون إلى إجبار مرشح الحزب الجمهوري الرئيسي على الخروج من السباق الرئاسي».
ولكن، سواء أكانت هذه السياسة الحزبية فجة أم لا، يظل سؤال «ماذا لو» يتردد بلا شك في أذهان اثنين على الأقل من الجمهوريين البارزين وموظفيهم، ألا وهما نيكي هايلي ورون ديسانتيس.
في مقالٍ نشرته شبكة «إن بي سي نيوز» في وقتٍ سابق من الأسبوع الجاري تحت عنوان «رون ديسانتيس يشارك مخاوفه بشأن ترامب في مكالمة خاصة مع مؤيديه»، صرَّح مسؤول محسوب على الحزب الجمهوري بالشق المتحفظ في كلام ديسانتيس علناً، قائلاً إن «توقيت المكالمة التي تبدو في ظاهرها شكراً وتقديراً للجمهوريين المؤثرين على مستوى الولاية الذين جندتهم حملة ديسانتيس الانتخابية ليكونوا مندوبين في مؤتمر عام 2024 غريب جداً».
وأضاف الجمهوري الذي طلبَ عدم الكشف عن هويته بقوله: «ربما كان توقيتها منطقيّاً منذ شهر مضى. أما الآن؟ يبدو حقاً أن الحاكم يحاول أن يُبقي الباب مفتوحاً تحسباً لوقوع أي حدث من الآن وحتى انعقاد المؤتمر الوطني لجمهوري المقرر عقده في ميلواكي ويمثل فرصة له لأن يضع اسمه ضمن قائمة المرشحين رسميّاً».
ورد في أخبار عدة أن هايلي وفريقها كانا يفكران أيضاً في احتمالية أن تصبح الإجابة عن سؤال «ماذا لو» فعلاً حقيقة على أرض الواقع. فمن الممكن أن نتخيل بسهولة أنها تظن نفسها، شأنها شأن ديسانتيس، الفارس الذي يركب جواداً أبيض، وينطلق نحو المؤتمر لإنقاذ الحزب الجمهوري من الحرج، وتدمير الذات المترتبين على الإطاحة بترامب.
ولأن السؤالين «ماذا لو» هذين أطلقا العنان لنسور السياسة ليطوقوا بايدن وترامب اللذين ما برحا صامدين غير أن الناظر إليهما يراهما يتعثران، فمن السهل أن نتخيل المُرشح المُستقل روبرت ف. كينيدي جونيور يتطلع إلى السماء ناظراً إلى نسور السياسة ومتسائلاً هو أيضاً «ماذا لو».