رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده
الحرب في أوكرانيا:
هل غيّرت الصين موقفها تجاه روسيا...؟
-- مع اقتراب المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، فإن أولويات شي جين بينغ في مكان آخر
-- جيوسياسيا، تتجه عينا بكين إلى المحيط الهادي، والصراع في أوكرانيا أوروبي، ليس مشكلتها
ستستمرّ الصين في موقفها المتمثل في “الحياد- الواجهة” في مواجهة الصراع الروسي الأوكراني... مؤتمر الحزب الشيوعي، سياق اقتصادي صعب، سياسة صفر كوقيد ... للسلطات الصينية أولويات أخرى.
هل يمكن أن تؤدي الحرب في أوكرانيا إلى نهاية الصداقـــة “اللامحــــدودة” بين روســــيا والصين؟
في 15 و16 ســبتمبر، بمناســــبة قمــــة منظمــــة شــــنغهاي للتعـــــاون في أوزبكســــتان، لم يذكـر الرئيس شـــــي جين بينغ أوكرانيا خلال المؤتمر الصحفي المشــــترك مع فلاديمير بوتين، بينمــــــا أوضـــح هذا الأخيــــر أمام الكاميرات أنـــه “يتفهّم أســـــــئلة الصين ومخاوفها”.
جملة صغيرة تكشف، لأول مرة منذ بداية الغزو، عن شكوك بكين المحتملة بشأن تصرفات موسكو.
فهل هذه علامة على تغيير الموقف؟
«حيادية الواجهة»
منذ بداية الصراع، كانت الصين محايدة رسميًا، ولم تنحاز إلى أي جانب، لا لكييف ولا لموسكو. “ندعو جميع الأطراف المعنية إلى منع تفاقم الأزمة وحماية الحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية”، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، السبت الماضي، على منبر الأمم المتحدة.
ضرورة تناغم حتمية لدولة تُملي ذات المبادئ، منذ عهد ماو، سياستها الخارجية: احترام سيادة الدول وسلامتها الإقليمية. كما تكرّر الموقف، مساء الثلاثاء، ردًا على تنظيم استفتاءات في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا: دعت بكين إلى احترام “وحدة أراضي جميع الدول”. كيف إذن يمكن اعتبار الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا غير شرعي من وجهة نظر القانون الدولي؟ الحياد ليس سوى “واجهة”، يُذكّر مارك جوليان، رئيس الأنشطة الصينية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، لأن الصين تدعم روسيا “ضمنيًا وسياسيًا” في غياب دعم عسكري أو مالي. انها “لم تفعل شيئًا لإثناء فلاديمير بوتين قبل الهجوم، يوضح الاختصاصي، وحتى لو دعت السلطات الصينية في جميع المؤتمرات الصحفية إلى وقف إطلاق النار والحوار، فإنها لم تتخذ مبادرة واحدة لصالح الحوار بين الطرفين المتحاربين، أو وقف إطلاق النار منذ بداية النزاع».
يوم الجمعة الماضي، خلال مقابلة خاصة مع صحيفة اويست فرانس، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أسفه لقلة التواصل. وقال “قبل الغزو الواسع النطاق، كانت هناك قنوات اتصال بين بلدينا، وكان لدينا الكثير من التعاون الاقتصادي والتجاري”. في الوقت الحالي، ليس لدينا قناة اتصال مع الصين وهذا مؤسف، أود منهم أن يساعدوا أوكرانيا «. «أوكرانيا لا تهم الصين كثيرًا، لا اليوم ولا غدًا... إن ما هو على المحك هو التنافس العالمي مع الولايات المتحدة، وعلى نطاق أوسع، مع الليبرالية الغربية. وحول هذه النقطة، موسكو وبكين في نفس القارب، وبمستويات مختلفة”، يؤكد مارك جوليان. الرغبة في “تقديم محور روسي صيني إلى العالم”، يضيف الخبير، الذي يوجد في هذا الاستعراض للصداقة “المتينة” بين البلدين المتجاورين، الشريكين “ولكن ليسا حلفاء».
أولويات داخلية
مع اقتراب المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، وهو حدث رئيسي في سياسة البلاد، فإن الأولويات هي خاصة في مكان آخر بالنسبة إلى شي جين بينغ، الذي سيعاد تعيينه لولاية ثالثة، وهو أمر غير مسبوق منذ ماو. انها فترة من المفاوضات السياسية الحساسة، في سياق صعوبات اقتصادية.
يتوقع البنك الدولي تباطؤ النمو الصيني مع توقعات بنسبة 2 فاصل 8 بالمائة، بعيدة عن الهدف، 5 فاصل 5 بالمائة، الذي حددته الحكومة. وتعاني الصين أيضًا من صعوبات اجتماعية وصحية، تثقلها سياسة صفر كوفيد التي تتسبب في حجر صحي لملايين الأشخاص.
ومن الناحية الجيوسياسية، تتجه العيون بدلاً من ذلك إلى المحيط الهادئ. “الصين في حالة توتر شديد في مضيق تايوان مع الولايات المتحدة، وحتى اليابان وقوى أخرى، يؤكد مارك جوليان، والصراع في أوكرانيا أوروبي، ليس مشكلتها».
وهذا لا يمنع الصين من مراقبة جارتها الروسية وراء الكواليس. ما قد يكون مشكلة لبكين هو انهيار نظام فلاديمير بوتين. “إذا خسر الحرب أو أطيح به داخليًا، أو كليهما، فإن ذلك سيفتح فترة من عدم اليقين، وهو ما تكرهه الصين”، يوضّح مارك جوليان. ومع ذلك، يجد الباحث صعوبة في رؤية الصين تتدخل، دبلوماسيًا أو عسكريًا، حتى في حالة تصعيد الصراع: “هناك الكثير من الضربات قد تتعرض لها».
-- جيوسياسيا، تتجه عينا بكين إلى المحيط الهادي، والصراع في أوكرانيا أوروبي، ليس مشكلتها
ستستمرّ الصين في موقفها المتمثل في “الحياد- الواجهة” في مواجهة الصراع الروسي الأوكراني... مؤتمر الحزب الشيوعي، سياق اقتصادي صعب، سياسة صفر كوقيد ... للسلطات الصينية أولويات أخرى.
هل يمكن أن تؤدي الحرب في أوكرانيا إلى نهاية الصداقـــة “اللامحــــدودة” بين روســــيا والصين؟
في 15 و16 ســبتمبر، بمناســــبة قمــــة منظمــــة شــــنغهاي للتعـــــاون في أوزبكســــتان، لم يذكـر الرئيس شـــــي جين بينغ أوكرانيا خلال المؤتمر الصحفي المشــــترك مع فلاديمير بوتين، بينمــــــا أوضـــح هذا الأخيــــر أمام الكاميرات أنـــه “يتفهّم أســـــــئلة الصين ومخاوفها”.
جملة صغيرة تكشف، لأول مرة منذ بداية الغزو، عن شكوك بكين المحتملة بشأن تصرفات موسكو.
فهل هذه علامة على تغيير الموقف؟
«حيادية الواجهة»
منذ بداية الصراع، كانت الصين محايدة رسميًا، ولم تنحاز إلى أي جانب، لا لكييف ولا لموسكو. “ندعو جميع الأطراف المعنية إلى منع تفاقم الأزمة وحماية الحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية”، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، السبت الماضي، على منبر الأمم المتحدة.
ضرورة تناغم حتمية لدولة تُملي ذات المبادئ، منذ عهد ماو، سياستها الخارجية: احترام سيادة الدول وسلامتها الإقليمية. كما تكرّر الموقف، مساء الثلاثاء، ردًا على تنظيم استفتاءات في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا: دعت بكين إلى احترام “وحدة أراضي جميع الدول”. كيف إذن يمكن اعتبار الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا غير شرعي من وجهة نظر القانون الدولي؟ الحياد ليس سوى “واجهة”، يُذكّر مارك جوليان، رئيس الأنشطة الصينية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، لأن الصين تدعم روسيا “ضمنيًا وسياسيًا” في غياب دعم عسكري أو مالي. انها “لم تفعل شيئًا لإثناء فلاديمير بوتين قبل الهجوم، يوضح الاختصاصي، وحتى لو دعت السلطات الصينية في جميع المؤتمرات الصحفية إلى وقف إطلاق النار والحوار، فإنها لم تتخذ مبادرة واحدة لصالح الحوار بين الطرفين المتحاربين، أو وقف إطلاق النار منذ بداية النزاع».
يوم الجمعة الماضي، خلال مقابلة خاصة مع صحيفة اويست فرانس، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أسفه لقلة التواصل. وقال “قبل الغزو الواسع النطاق، كانت هناك قنوات اتصال بين بلدينا، وكان لدينا الكثير من التعاون الاقتصادي والتجاري”. في الوقت الحالي، ليس لدينا قناة اتصال مع الصين وهذا مؤسف، أود منهم أن يساعدوا أوكرانيا «. «أوكرانيا لا تهم الصين كثيرًا، لا اليوم ولا غدًا... إن ما هو على المحك هو التنافس العالمي مع الولايات المتحدة، وعلى نطاق أوسع، مع الليبرالية الغربية. وحول هذه النقطة، موسكو وبكين في نفس القارب، وبمستويات مختلفة”، يؤكد مارك جوليان. الرغبة في “تقديم محور روسي صيني إلى العالم”، يضيف الخبير، الذي يوجد في هذا الاستعراض للصداقة “المتينة” بين البلدين المتجاورين، الشريكين “ولكن ليسا حلفاء».
أولويات داخلية
مع اقتراب المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، وهو حدث رئيسي في سياسة البلاد، فإن الأولويات هي خاصة في مكان آخر بالنسبة إلى شي جين بينغ، الذي سيعاد تعيينه لولاية ثالثة، وهو أمر غير مسبوق منذ ماو. انها فترة من المفاوضات السياسية الحساسة، في سياق صعوبات اقتصادية.
يتوقع البنك الدولي تباطؤ النمو الصيني مع توقعات بنسبة 2 فاصل 8 بالمائة، بعيدة عن الهدف، 5 فاصل 5 بالمائة، الذي حددته الحكومة. وتعاني الصين أيضًا من صعوبات اجتماعية وصحية، تثقلها سياسة صفر كوفيد التي تتسبب في حجر صحي لملايين الأشخاص.
ومن الناحية الجيوسياسية، تتجه العيون بدلاً من ذلك إلى المحيط الهادئ. “الصين في حالة توتر شديد في مضيق تايوان مع الولايات المتحدة، وحتى اليابان وقوى أخرى، يؤكد مارك جوليان، والصراع في أوكرانيا أوروبي، ليس مشكلتها».
وهذا لا يمنع الصين من مراقبة جارتها الروسية وراء الكواليس. ما قد يكون مشكلة لبكين هو انهيار نظام فلاديمير بوتين. “إذا خسر الحرب أو أطيح به داخليًا، أو كليهما، فإن ذلك سيفتح فترة من عدم اليقين، وهو ما تكرهه الصين”، يوضّح مارك جوليان. ومع ذلك، يجد الباحث صعوبة في رؤية الصين تتدخل، دبلوماسيًا أو عسكريًا، حتى في حالة تصعيد الصراع: “هناك الكثير من الضربات قد تتعرض لها».