هل يخطف برشلونة أهم صفقات ريال مدريد؟
في خطوة مفاجئة، دخل نادي برشلونة على خط المفاوضات مع المدافع الفرنسي إبراهيما كوناتي، لاعب ليفربول، والذي يعتبر هدفًا رئيسيًا لغريمه التقليدي ريال مدريد لتدعيم خط دفاعه.
ورغم أن عقد كوناتي مع ليفربول يمتد حتى صيف 2026، إلا أن دخوله العام الأخير من عقده أثار شهية كبار الأندية الأوروبية.
ومع ذلك، تبدو حظوظ برشلونة في حسم الصفقة شبه مستحيلة بالنظر إلى مطالب ليفربول المالية التي لن تقل عن 50 مليون يورو، وهو رقم لا يتناسب مع الوضع الاقتصادي الصعب للنادي الكتالوني.ش
في حال انتظر برشلونة حتى نهاية عقد اللاعب للانقضاض عليه مجانًا، فإنه سيصطدم بقوة ريال مدريد الاقتصادية التي تتيح له تقديم مكافأة توقيع وراتب سنوي يفوق بكثير ما يمكن أن يقدمه برشلونة.
هذا السيناريو يعيد إلى الأذهان الصفقات العديدة التي تفوق فيها النادي الملكي بشكل كاسح على غريمه في السنوات الأخيرة، حيث نجح في خطف مواهب شابة بارزة مثل فينيسيوس جونيور، رودريغو غويس، داني سيبايوس، وأخيرًا الموهبة التركية أردا غولر، الذين كانوا جميعًا على رادار برشلونة.
التاريخ يعيد نفسه: ريال مدريد يتفوق في الصراعات المباشرة
على مدار السنوات القليلة الماضية، تحول الصراع بين ريال مدريد وبرشلونة من الميدان الأخضر إلى مكاتب المفاوضات في سوق الانتقالات.
والنتيجة كانت في الغالب واحدة: تفوق واضح للنادي الملكي، القدرة المالية الأكبر والمشروع الرياضي الأكثر استقرارًا وجاذبية في الوقت الحالي، كلها عوامل رجحت كفة ريال مدريد في حسم الصفقات التي دخل فيها الطرفان في منافسة مباشرة.
لاعبون مثل فينيسيوس ورودريجو أصبحوا اليوم من الركائز الأساسية في تشكيلة الفريق، بينما كان يمكن لمسيرتهم أن تأخذ منحى آخر لو نجح برشلونة في إقناعهم بمشروعه.
كوناتي: حلم كتالوني بعيد المنال؟
لا شك أن انضمام مدافع بقيمة إبراهيما كوناتي سيمثل إضافة نوعية هائلة لدفاع برشلونة الذي عانى في بعض الفترات.
اللاعب يمتلك القوة البدنية والسرعة والخبرة على المستوى الأوروبي، وهي مواصفات يبحث عنها النادي الكتالوني بشدة.
لكن الواقعية تفرض نفسها، فالأزمة المالية التي يمر بها برشلونة تجعل من الصعب مجاراة العروض الضخمة، سواء كانت رسوم انتقال أو رواتب ومكافآت.
ريال مدريد، من جانبه، يرى في كوناتي الخليفة المستقبلي لنخبة من مدافعيه ويعتبره قطعة أساسية في مشروع بناء فريق للمستقبل، وهو مستعد لدفع المبالغ اللازمة لتأمين خدماته.
معركة المشاريع
في نهاية المطاف، لا يمكن حصر معركة الانتقالات في الجانب المادي فقط، فالمشروع الرياضي وجاذبيته يلعبان دورًا حاسمًا.
لقد أثبت ريال مدريد قدرته على بناء فريق متكامل يجمع بين الخبرة والشباب وقادر على المنافسة على كافة الألقاب، وهو ما يغري أي لاعب بالانضمام إليه.
في المقابل، لا يزال مشروع برشلونة يعاني من بعض التخبط وعدم الاستقرار الفني والإداري رغم التحسن الكبير في الموسم الماضي.
لذا، فإن محاولة برشلونة خطف صفقة كوناتي تبدو أشبه بمناورة إعلامية أكثر منها خطوة واقعية، في ظل تفوق كاسح لريال مدريد في سباق الصفقات الكبرى خلال السنوات الأخيرة.