رئيس الدولة يبحث مع الرئيس الفرنسي مسار العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين
الحرب في أوكرانيا:
هل يستطيع الجيش الأوكراني شن هجوم مضاد كبير؟
- بعد نوفمبر، سيبدأ من الصعب على الأوكرانيين القيام بهجمات مضادة
- تحتاج أوكرانيا بشكل مطلق إلى تحرير واجهتها البحرية لتصدير منتجاتها الزراعية
- بناء قوة بـ «مليون» رجل لاستعادة الأراضي الساحلية التي يحتلها الروس
- يمكن أن يكون الهجوم على خيرسون اختبارًا لقدرة الأوكرانيين على فرض أنفسهم في ميدان الهجوم
- قد يدفع هجوم مضاد أوكراني واسع موسكو إلى مراجعة خططها القتالية
تخطط السلطات الأوكرانية لعملية واسعة النطاق لاستعادة بعض الأراضي المفقودة.
لكن هذا يبدو معقدًا.
في الأيام الأخيرة، أصبح المشهد شبه عادي: وسط تصاعد سحابة من الدخان، تمّ تدمير مستودع ذخيرة روسي جديد في 18 يوليو في نوفا كاخوفكا، في منطقة خيرسون، جنوب أوكرانيا. ومنذ عدة أسابيع، تكثف القوات الأوكرانية هجماتها لاستعادة هذه المنطقة التي وقعت في أيدي موسكو في بداية الغزو... لكن هل يمكنها التوسع؟
في كل الاحوال، هذا طموح كييف. في مقابلة مع التايمز في 10 يوليو، أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، عن بناء قوة بـ “مليون” رجل لاستعادة الأراضي الساحلية التي يحتلها الروس. رهان كبير لأوكرانيا، خاصة أن هذه المناطق حيوية لاقتصادها.
«تحتاج أوكرانيا بشكل مطلق إلى تحرير واجهتها البحرية لتصدير منتجاتها الزراعية، يؤكد فنسان توريه، الباحث المتخصص في القضايا العسكرية في مؤسسة البحوث الاستراتيجية، وبالإضافة إلى ذلك، عانت الأراضي الواقعة في جنوب البلاد من دمار أقل بكثير من غيرها، مثل دونباس، وبالتالي فهي أكثر جاذبية من الناحية الاقتصادية».
«صد الروس على نهر الدنيبر»
في الوقت الحالي، تمكّن الجيش الأوكراني من الاقتراب من خيرسون -وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 280 ألف نسمة في جنوب أوكرانيا -لا تزال تحت السيطرة الروسية. ويقول الجنرال دومينيك ترينكواند، الخبير العسكري والرئيس السابق للبعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة: “إذا ركزت أوكرانيا مواردها، فقد تكون قادرة على استعادة المدينة ودفع الروس للعودة إلى نهر دنيبر. في المقابل، يبدو أن الاستمرار في التقدم على الجانب الآخر من النهر أمر معقّد للغاية بالنسبة لي، حيث ان عبور الأنهار قد يكون أمرا صعبا».
ومع ذلك، لا ينبغي أن تكون القوات الأوكرانية في منطقة كبيرة كما اقترحت السلطات الأوكرانية. “إن المليون رجل الذين ذكرهم وزير الدفاع يتوافق مع العدد الإجمالي للقوات النظامية والقوات المساعدة في البلاد، يشير فنسان توريه، لكن الأوكرانيين لن يتمكنوا من نشر جميع جنودهم في الجنوب، بما ان مثل هذه الخطوة ستدفع الى إضعاف دفاعهم على الخطوط الأمامية الأخرى، لا سيما في دونباس».
وبحسب أوليكسي ريزنيكوف، يبلغ عدد القوات المسلحة الأوكرانية اليوم ما يقرب من 700 ألف جندي، ويمكن أن يضاف إليهم حوالي 300 ألف رجل، منهم الحرس الوطني والشرطة وحرس الحدود. “لئن لا تفتقر أوكرانيا إلى الجنود بشكل عام بفضل التعبئة العامة، فإن التمكّن من تجهيز وتدريب هذه القوات بشكل صحيح سيشكل العديد من الصعوبات”، يشير الجنرال ترينكواند. وهذا ما تدركه هيئة الأركان العامة الأوكرانية وشركاؤها الغربيون جيدًا.
خلال زيارة إلى كييف في منتصف يونيو، اقترح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنشاء برنامج تدريبي للقوات الأوكرانية، بهدف تدريب ما يصل إلى 10 الاف جندي كل 120 يومًا. وصلت أول دفعة إلى المملكة المتحدة في أوائل يوليو. وبين 2015 و2022، استفاد فعلا أكثر من 22 ألف جندي أوكراني من تدريب من هذا النوع.
تعزيز المدفعية الأوكرانية
في الوقت نفسه، فإن تعزيز الغرب للقدرات العسكرية الأوكرانية، لا سيما فيما يتعلق بالمدفعية، يشكل دعمًا كبيرًا آخر. لوحظ وصول قاذفات صواريخ أمريكية متعددة من نوع هيمارس منذ نهاية شهر يونيو -يصل مداها إلى 80 كيلومترًا. وعلى الشبكات الاجتماعية، تضاعفت مقاطع الفيديو التي تظهر المراكز اللوجستية الروسية والدخان يتصاعد منها في انفجارات هائلة.
«تسمح هذه المعدات الجديدة الآن لأوكرانيا بضرب القوات الروسية بعمق: هذا هو السبب وراء تأثر الذخيرة الروسية ومستودعات الوقود بشكل متزايد، يوضح الجنرال ترينكواند، وتدمير اللوجستيات الروسية –الهشّة أصلا -سيعيق موسكو بشكل كبير.»
وفي هذا السياق، قد يدفع هجوم مضاد أوكراني واسع موسكو إلى مراجعة خططها القتالية. وقالت وزارة الدفاع البريطانية يوم الثلاثاء الماضي “بالإضافة إلى مواجهة ضعف شديد، يواجه المخططون الروس معضلة بين نشر قوات الاحتياط في دونباس أو الدفاع ضد الهجمات المضادة الأوكرانية في القطاع الجنوبي الغربي من خيرسون”.
ووفق الخبراء، يمكن أن يكون الهجوم على خيرسون اختبارًا لقدرة الأوكرانيين على فرض أنفسهم في ميدان الهجوم.
ولكن الوقت ينفد... منذ منتصف مايو، طالب الكرملين بضم خيرسون، كما فعل في شبه جزيرة القرم عام 2014.
ونافذة الفرصة المتاحة للجيش الأوكراني يمكن ان تغلق بسرعة في نهاية الصيف مع وصول أمطار الخريف. “بعد نوفمبر،
سيبدأ من الصعب على الأوكرانيين القيام بهجمات مضادة، يؤكد الجنرال ترينكواند، وبخلاف الظروف الجوية، ستنهك القوات المشاركة أيضًا بسبب تسعة أشهر من الحرب».
- تحتاج أوكرانيا بشكل مطلق إلى تحرير واجهتها البحرية لتصدير منتجاتها الزراعية
- بناء قوة بـ «مليون» رجل لاستعادة الأراضي الساحلية التي يحتلها الروس
- يمكن أن يكون الهجوم على خيرسون اختبارًا لقدرة الأوكرانيين على فرض أنفسهم في ميدان الهجوم
- قد يدفع هجوم مضاد أوكراني واسع موسكو إلى مراجعة خططها القتالية
تخطط السلطات الأوكرانية لعملية واسعة النطاق لاستعادة بعض الأراضي المفقودة.
لكن هذا يبدو معقدًا.
في الأيام الأخيرة، أصبح المشهد شبه عادي: وسط تصاعد سحابة من الدخان، تمّ تدمير مستودع ذخيرة روسي جديد في 18 يوليو في نوفا كاخوفكا، في منطقة خيرسون، جنوب أوكرانيا. ومنذ عدة أسابيع، تكثف القوات الأوكرانية هجماتها لاستعادة هذه المنطقة التي وقعت في أيدي موسكو في بداية الغزو... لكن هل يمكنها التوسع؟
في كل الاحوال، هذا طموح كييف. في مقابلة مع التايمز في 10 يوليو، أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، عن بناء قوة بـ “مليون” رجل لاستعادة الأراضي الساحلية التي يحتلها الروس. رهان كبير لأوكرانيا، خاصة أن هذه المناطق حيوية لاقتصادها.
«تحتاج أوكرانيا بشكل مطلق إلى تحرير واجهتها البحرية لتصدير منتجاتها الزراعية، يؤكد فنسان توريه، الباحث المتخصص في القضايا العسكرية في مؤسسة البحوث الاستراتيجية، وبالإضافة إلى ذلك، عانت الأراضي الواقعة في جنوب البلاد من دمار أقل بكثير من غيرها، مثل دونباس، وبالتالي فهي أكثر جاذبية من الناحية الاقتصادية».
«صد الروس على نهر الدنيبر»
في الوقت الحالي، تمكّن الجيش الأوكراني من الاقتراب من خيرسون -وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 280 ألف نسمة في جنوب أوكرانيا -لا تزال تحت السيطرة الروسية. ويقول الجنرال دومينيك ترينكواند، الخبير العسكري والرئيس السابق للبعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة: “إذا ركزت أوكرانيا مواردها، فقد تكون قادرة على استعادة المدينة ودفع الروس للعودة إلى نهر دنيبر. في المقابل، يبدو أن الاستمرار في التقدم على الجانب الآخر من النهر أمر معقّد للغاية بالنسبة لي، حيث ان عبور الأنهار قد يكون أمرا صعبا».
ومع ذلك، لا ينبغي أن تكون القوات الأوكرانية في منطقة كبيرة كما اقترحت السلطات الأوكرانية. “إن المليون رجل الذين ذكرهم وزير الدفاع يتوافق مع العدد الإجمالي للقوات النظامية والقوات المساعدة في البلاد، يشير فنسان توريه، لكن الأوكرانيين لن يتمكنوا من نشر جميع جنودهم في الجنوب، بما ان مثل هذه الخطوة ستدفع الى إضعاف دفاعهم على الخطوط الأمامية الأخرى، لا سيما في دونباس».
وبحسب أوليكسي ريزنيكوف، يبلغ عدد القوات المسلحة الأوكرانية اليوم ما يقرب من 700 ألف جندي، ويمكن أن يضاف إليهم حوالي 300 ألف رجل، منهم الحرس الوطني والشرطة وحرس الحدود. “لئن لا تفتقر أوكرانيا إلى الجنود بشكل عام بفضل التعبئة العامة، فإن التمكّن من تجهيز وتدريب هذه القوات بشكل صحيح سيشكل العديد من الصعوبات”، يشير الجنرال ترينكواند. وهذا ما تدركه هيئة الأركان العامة الأوكرانية وشركاؤها الغربيون جيدًا.
خلال زيارة إلى كييف في منتصف يونيو، اقترح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنشاء برنامج تدريبي للقوات الأوكرانية، بهدف تدريب ما يصل إلى 10 الاف جندي كل 120 يومًا. وصلت أول دفعة إلى المملكة المتحدة في أوائل يوليو. وبين 2015 و2022، استفاد فعلا أكثر من 22 ألف جندي أوكراني من تدريب من هذا النوع.
تعزيز المدفعية الأوكرانية
في الوقت نفسه، فإن تعزيز الغرب للقدرات العسكرية الأوكرانية، لا سيما فيما يتعلق بالمدفعية، يشكل دعمًا كبيرًا آخر. لوحظ وصول قاذفات صواريخ أمريكية متعددة من نوع هيمارس منذ نهاية شهر يونيو -يصل مداها إلى 80 كيلومترًا. وعلى الشبكات الاجتماعية، تضاعفت مقاطع الفيديو التي تظهر المراكز اللوجستية الروسية والدخان يتصاعد منها في انفجارات هائلة.
«تسمح هذه المعدات الجديدة الآن لأوكرانيا بضرب القوات الروسية بعمق: هذا هو السبب وراء تأثر الذخيرة الروسية ومستودعات الوقود بشكل متزايد، يوضح الجنرال ترينكواند، وتدمير اللوجستيات الروسية –الهشّة أصلا -سيعيق موسكو بشكل كبير.»
وفي هذا السياق، قد يدفع هجوم مضاد أوكراني واسع موسكو إلى مراجعة خططها القتالية. وقالت وزارة الدفاع البريطانية يوم الثلاثاء الماضي “بالإضافة إلى مواجهة ضعف شديد، يواجه المخططون الروس معضلة بين نشر قوات الاحتياط في دونباس أو الدفاع ضد الهجمات المضادة الأوكرانية في القطاع الجنوبي الغربي من خيرسون”.
ووفق الخبراء، يمكن أن يكون الهجوم على خيرسون اختبارًا لقدرة الأوكرانيين على فرض أنفسهم في ميدان الهجوم.
ولكن الوقت ينفد... منذ منتصف مايو، طالب الكرملين بضم خيرسون، كما فعل في شبه جزيرة القرم عام 2014.
ونافذة الفرصة المتاحة للجيش الأوكراني يمكن ان تغلق بسرعة في نهاية الصيف مع وصول أمطار الخريف. “بعد نوفمبر،
سيبدأ من الصعب على الأوكرانيين القيام بهجمات مضادة، يؤكد الجنرال ترينكواند، وبخلاف الظروف الجوية، ستنهك القوات المشاركة أيضًا بسبب تسعة أشهر من الحرب».