بعد التشاور مع رئيس الدولة واعتماده.. محمد بن راشد يعلن تغييرات في حكومة الإمارات
واجهات الأجنحة بالقرية العالمية رمز لتراث وثقافات العالم.. (2)
كما ذكرنا في الجزء الأول أن القرية العالمية بدبي تعتبر تعبيرا صادقا عن ثقافات وحضارات وتراث الشعوب والدول المشاركة فيها, فكل دولة تعبر عن تراثها وتاريخها وحضارتها من خلال أجنحتها أما من الخارج أو من الداخل وإما من خلال تصميم الأجنحة نفسها.. وفي هذا الجزء والأجزاء التالية سنتعرض لواجهات أجنحة الدول المشاركة في القرية العالمية والتي صممت واجهات أجنحتها لتكون رمزا لثقافتها وتراثها وحضارتها ولتحقق شعار القرية العالمية في موسمها السابع والعشرين عالم أكثر روعة.. ولأن هذه الواجهات هي جزء من هذا العالم الأكثر روائع تاريخية, وكل هذا ليتعرف ضيوف الأجنحة بل وكل ضيوف القرية العالمية على حكاية هذا التاريخ والتراث والثقافة والحضارات والنظم والرموز المعمارية لكل دولة, وهذا هو الجزء االثاني من الموضوع.
جناح الإمارات
إن واجهة جناح الإمارات صممت لتعبر عن مدينة دبي ماضيها وحاضرها واستخدم في الواجهة كل ما يعبر عن ذلك.. ففي وسط واجهة الجناح تم الرمز إلى أسواق دبي القديمة المتعددة والمتنوعة وبكل تفاصيلها الدقيقة, والتي تعتبر سيمفونية تناغم تتيح خيارات تسوق مثيرة لكل قاطني دبي وما حولها أو للسياح القادمين لدبي والذين يبهرهم التراث الأماراتي والذي تعتبر الأسواق القديمة جزء منه..
وتعد أسواق دبي القديمة الشهيرة بإمارة دبي بأنها تعكس تراثها الثقافي والشعبي للقادمين من داخل الإمارة وخارجها, يمكنك أن تجد بين أروقة هذا الأسواق الضخم كل ما تريده من سلع ومُنتجات فهُناك أسواق مُخصصة لبيع الملابس الجاهزة بكافة أنواعها وأخرى للألعاب والتحف الفنية والهدايا التذكارية بجانب المنتجات النسائية من العطور ومُستحضرات التجميل والاكسسوارت والحقائب اليدوية والأحذية بمُختلف تصميماتها وخاماتها والتوابل بكل أنواعها.. وتم إضافة بعض الأنوار بديكوراتها القديمة في الواجهة لتضفي على الواجهة سمة التراث الإماراتي.. كما أضيف رمز المباني القديمة بدبي بإضافة الأبواب والشبابيك الخاصة بالمباني القديمة, وكذلك بعض الزخارف التقليدية, وللتعمق في التراث الإماراتي تم إضافة البرجيل على يمين ويسار الواجهة من أعلى والذي كان يستخدم لتبريد الهواء قديما بدلا من مكيفات هذه الأيام, والبارجيل هو أيقونة تراثية تتجلى على أسطح المنازل القديمة في رائعة معمارية فنية ووظيفية وملامح تتفرد بها مباني البيئة المحلية عن سواها من المباني الحديثة ويُظهر البارجيل ما حققه الأجداد من خطوة ابتكارية للتغلب على ظروف الطبيعة القاسية وعدم توفر وسائل تخفف من شدة حرارتها لتحقق هذه القطعة الهندسية أجواءً عليلة في فراغات المنازل وتلعب دور جهاز التبريد في الوقت الحالي.. ولم ينس المصمم الجمال التي تمثل ثروة الأمارات الحيوانية والتقليدية التي أفردت لها سباقات فريدة.. وأما مظاهر دبي الحديثة فقد تمثلت في الواجهة برمزين هما أبراج دبي اللذان يحيطان ببوابة الجناح الرئيسية بإرتفاعها الشامخ, وفي أعلى الواجهة عجلة عين دبي المتواجدة في دبي والتي تعتنبر أعلى عجلة ترفيهية في الغالم.
جناح باكستان
تم تصميم واجهة جناح الباكستان لترمز إلى أحد المباني الباكستانية القديمة التراثية ألا وهو حصن شاهي في لاهور, ولتجسد الواجهة لضيوف القرية العالمية هذا الرمز الذي يعتبر من المباني النراثية, كما أن الجناح الباكستاني في معرض إكسبو شانغهاي في الصين عام 2010 قد صمم على هيئة حصن لاهور ويقع في مدينة لاهور البنجاب بباكستان يقع في الزاوية الشمالية الغربية لمدينة لاهور المسورة وهو عبارة عن بناء شبه منحرف بني على مساحة 20 هكتار, وتعود أصول الحصن إلى العصور القديمة لكن الهيكل الأساسي للحصن كان قد بني في عهد سلطنة مغول الهند تحديداً في عهد الإمبراطور جلال الدين أكبر, ثم تطوّر البناء باستمرار بواسطة عدد من أباطرة المغول وأباطرة السيخ والحكام الإنجليز, و له بوابتان تُعرف إحداهما باسم بوابة ألمغيري بناها الإمبراطور أورنكزيب وهو عالم كبير وتفتح هذه البوابة باتجاه مسجد بادشاهي, والبوابة الأخرى أقدم وتعرف باسم بوابة ماستي أي مسجدي باللغة البنجابية أو بوابة مسجدي, ويُظهر الحصن تقاليد العمارة المغولية الغنية, واستخدمت بوابة ألمغيري حالياً كبوابة رئيسية بعد أن أغلقت بوابة ماستي بشكل دائم ويُظهر الحصن تقاليد العمارة المغولية الغنية, ومن المواقع الشهيرة التي يتضمنها الحصن شيش محل لاهورو بوابة ألمغيري ومسجد موتي, وفي عام 1981م أدرجت منظمة اليونسكو حصن لاهور كموقع تراث عالمي مع حدائق شاليمار لكنه أدرج في قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر بدءاً من عام 2000 ولا زال حتى الآن.
جناح البحرين
تم تصميم واجهة جناح البحرين لترمز إلى معلمين من البحرين أولهما باب البحرين والثاني المباني الشعبية القديمة في البحرين, بالإضافة إلى أبراج الحمام الشهيرة الموجودة في البحرين والدول الخليجية الأخرى.. ويقع باب البحرين في مدخل سوق المنامة ووبناه تشارلز باجريف عام 1948م ويضمّ مكاتب الحكومة في ذلك الوقت, كان باب البحرين مطلّا على البحر وتعرّض مع مرور الوقت إلى تغييرات كبيرة.. وتبنت وزارة الثّقافة هذه الواجهة الحضاريّة واستطاعت من خلال ترميمها عام 1986 أن تستعيد هيئة باب البحرين الأولى الذي كان عليها تفصيليا وإظهار المعالم المعمارية الإسلامية.. أما الملم الآخر هو المباني الشعبية القديمة فالبحرين تزخر بالعديد من البيوت الأثرية القديمة, وتبرز على السطح مدينة المحرق كحاضنة كبرى لتلك البيوت التقليدية التي تمتد على جانبي أزقة المدينة الضيقة.. واختيرت مجموعة المنازل لتعيد إلى التاريخ مجموعة من المهن والحرف اليدوية التي يلجأ إليها الناس لكسب لقمة العيش بدءًا من التطريز والزخرفة في بيت الكورار حتى تاريخ اللآلئ في منزل بن مطر وهو المنزل السابق لتاجر لؤلؤ شهير, وتعكس تلك البيوت التزام البحرين بالحفاظ على العمارة التقليدية والتاريخية بترميم تلك البيوت.
جناح اليمن
تم تصميم واجهة الجناح اليمني ليمثل ثلاثة معالم في اليمن الأول قصر بقشان في حضرموت, والثاني مباني صنعاء القديمة, أما الثالث فهو باب اليمن.. وقصر بقشان هو أحد معالم الأثرية بحضرموت ويعتبر أكبر قصر في وادي دوعن الأيسر بعد قصر بن لادن الذي يقع في الوادي الأيمن لدوعن وبالتحديد يقع في رباط باعشن, ويعتبر القصر أحد المباني المعمارية الفريدة الأكثر جمالا وأحد أكثر العينات الاستثنائية للمنازل القديمة في حضرموت واليمن, ويقع قصر بقشان في خيلة بقشان وبناه أحمد سعيد بقشان في عام 1956م.. والمعلم الثاني مباني صنعاء القديمة فتتميز مدينة صنعاء القديمة بطراز معمارها القديم الذي يمتلك زخارف غنية توجد بأشكال ونسب مختلفة مثل كتل النوب والأسوار والمساجد والسماسر والحمامات والأسواق والمعاصر والمدارس إلا أنه لا يعرف متى تم بناء هذا الطراز المعماري المتأثر بالطراز الحميري, وصنعاء القديمة وهي مدينة مسورة وكان لها سبعة أبواب لم يبق منها إلا باب اليمن وهي إحدى تلك المدن القديمة المأهولة باستمرار من القرن الخامس قبل الميلاد على الأقل أصبحت عاصمة مؤقتة لمملكة سبأ في القرن الأول للميلاد بعد استعادة أسر من قبيلة همدان للعرش السبئي من الحميريين وجاء ذكرها في نصوص المسند بصيغة صنعو وهي مشتقة من مصنعة وتعني حصن في العربية الجنوبية القديمة.. والمعلم الثالث هو باب اليمن وهو معلم تاريخي وسياحي عمره أكثر من ألف عام حيث يعد المدخل الأساسي لمدينة صنعاء القديمة من الجهة الجنوبية والوحيد المتبقي بكامله من بين أربعة أبواب أخرى عرفت في السابق كمداخل للمدينة ويعد هذا الباب من أقدم الأبواب في اليمن, وتشير المرويات التاريخية إلى أن سور صنعاء القديمة بأبوابه الأربعة وأبرزها باب اليمن وجد في عهد الدولة اليعفرية فيما تشير مصادر أخرى إلى أنه بني في عهد الدولة الصليحية في القرنين الخامس والسادس الهجري وأن سلاطين الدولة الأيوبية قاموا بتكملته عقب سيطرتهم على اليمن عام 569ه.