واجهات الأجنحة بالقرية العالمية رمز لثقافات الدول المشاركة..«5»

واجهات الأجنحة بالقرية العالمية رمز لثقافات الدول المشاركة..«5»

هذا هو الجزء الخامس فكما ذكر في الأجزاء السابقة أن القرية العالمية بدبي تعتبر تعبيرا صادقا عن ثقافات وحضارات وتراث الشعوب والدول المشاركة فيها.. فكل دولة تعبر عن تراثها وتاريخها وحضارتها من خلال أجنحتها أما من الخارج أو من الداخل وإما من خلال تصميم الأجنحة نفسها.. وفي هذا الجزء الخامس سنتعرض لبعض واجهات أجنحة الدول المشاركة في القرية العالمية والتي صممت واجهات أجنحتها لتكون رمزا لثقافتها وتراثها وحضارتها ولتحقق شعار القرية العالمية في موسمها السابع والعشرين عالم أكثر روعة.. ولأن هذه الواجهات هي جزء من هذا العالم الأكثر روعة تاريخياً, وكل هذا ليتعرف ضيوف الأجنحة بل وكل ضيوف القرية العالمية على حكاية هذا التاريخ والتراث والثقافة والحضارات والنظم والرموز المعمارية لكل دولة, وهذا هو الجزء االخامس والأخير من الموضوع.
 
جناح الأمريكيتين
واجهتا جناح الأمريكتين ترمزان إلى العديد من المعالم والرموز في أمريكا الشمالية والجنوبية, فيقول مستثمر الجناح النشط الذي أبدى تعاونا كبيرا هو وموظفوه بهذا الخصوص وقدم المعلومات المطلوبة للتعريف عن واجهات أجنحته والمعالم التي ترمز إليها هذه الواجهات.. فالواجهة الرئيسية للجناح يرمز مدخلها إلى نصب تاريخي في المكسيك اسمه قوس النصر الذي يرمز إلى الأبطال والذي أقيم عام 1881 للاحتفال بإعلان الإستقلال, وفوق المدخل تم الرمز لمعبد بالينكو الذي يقع في مدينة المايا القديمة المدمرة في ولاية تشياباس بالمكسيك وهو موقع أثري يقع على الحافة الغربية لإمبراطورية المايا والذي ضم لقائمة اليونسكو التراثية عام 1987م.. وعلى جانبي المدخل يرمز إلى مبنى سان إجناسيو ميني المشهور في الأرجنتين والذي أنشيء عام 1610.. وعلى الجانبين أيضا توجد ألواح حجرية ترمز إلى ستالا مايا والتي هي ألواح حجرية حرة تتضمن صور الحكام مع نصوص هيروغليفية عن هؤلاء الحكام.. ويوجد على الجانب الأيسر للمدخل منحوتات يدوية ترمز للحضارة الأمريكية القديمة, أما على الجانب الأيمن قناع كبير يرمز إلى قبائل تل ليفينجت التي هي من السكان الأصليين على ساحل المحيط الهادي لأمريكا الشمالية الشمالي والتي كانت تستخدم هذا القناع, وكذلك آثار كبيرة أخرى ترمز وتعبر عن ثقافة البلدان الأمريكية.
 
أما في الواجهة الجانبية يوجد العديد من العناصر التي تعبر عن الثقافة الأمريكية المختلفة, فالمدخل يرمز إلى خيمة تيبي المخروطية الشكل والمصنوعة من جلود الحيوانات على أعمدة خشبية والتي استخدمت قديما من قبل سكان السهول الضخمة بأمريكا الشمالية لا سيما القبائل السبع من سيوكس وهذه الخيمة سهلة الفك وإعادة التركيب, كما يرمز يمين الواجهة إلى الهندسة المعمارية التجارية المستخدمة في غرب الولايات المتحدة قديما حيث كانت المباني من طابقين تشمل واجهة رأسية مربعة من الأعلى أما السقف فجمالوني الشكل وهذا لعرض صورة عن الاستقرار والنجاح, ويوجد بجانبها تمثال يمثل ثقافة رعاة البقر بالولايات المتحدة حيث أصبح رعاة البقر يرمزون للغرب من أواخر القرن 19 وغالبا ما يصورون في الثقافة الشعبية بشخصية أسطورية بطولية, كما تشمل الواجهة من أعلى عناصر ترمز إلى تاريخ الغرب القديم مثل خزانات المياه الخشبية والألواح الخشبية وقاطرات البخار القديمة.. أما في نهاية الجانب الأيسر وفي الزاوية من أعلى فيرمز إلى أعمدة الطوطم التي أنشأتها الدول الأولى في شمال غرب المحيط الهادئ لتمثل الأسلاف أو الأشخاص أو الأحداث, كما يوجد بالواجهة ما يرمز إلى منازل التيبي التقليدية والتمثيل البطولي للأمريكيتين وأشجار الصنوبر والصبار.. وأخيرا أبدي رأيي وأقول أن المستثمر الجناح نجح في نقل الحضارة القديمة للأمريكيتين التي أوجد بعض من رموزها المشهورة على واجهتي الجناح وفي الديكورات داخل الجناح وذلك ليزداد ضيوف القرية العالمية معرفة بهذا التاريخ وليكون العالم من حولهم أكثر روعة.
 
 جناح اليابان
يضم جناح اليابان واجهتين الرئيسية والجانبية, تمثل الواجهتان الثقافة اليابانية تمثيلا حقيقيا وهي غنية بأصالة هذه الثقافة.. ترمز الواجهة الرئيسية للجناح لعدة عناصر من اليابان منها المروحة اليابانية التقليدية وظهرت بطريقة ضخمة فوق مدخل الجناح وعليها رمز لأزهار الكرز المشهورة في اليابان, وهناك أيضا نقطة حمراء على المروحة ترمز إلى النقطة الحمراء في العلم الياباني الذي هو مستطيل أبيض تتوسطه النجمة الحمراء التي ترمز إلى الشمس, ويعرف الياباني رسميا باسم نيشوكي الذي يعني باليابانية الشمس المشرقة، لكنه يعرف شعبيًا باسم هينومارو والتي تعني في اللغة اليابانية بمعنى هينومورا وتعني دائرة الشمس, كما يظهر في الواجهة فتاة الجيشا اليابانية والتي تمثل مجتمع الجيشا الشهير وعلى جانبيها توجد لافتتان باللغة اليابانية.. على جانبي المدخل يوجد زوجان من النماذج لكومينو التي يرمز إلى درء الأرواح الشريرة وعادة يتم وضعها في أزواج عند مداخل النبلاء أو المعابد أو المساكن الخاصة.. كما يوجد على الواجهة على جانبي المدخل تمثالان يرمزان لمحاربي الساموراي بسيوفهم وهو فئة من المحاربين القدماء نشأت في القرن العاشر باليابان وبقيت جزءا من الجيش الياباني حتى القرن التاسع عشر وهم جنود مميزون ومدربون تدريبا عاليا ببراعة استخدام السيف والقوس وظلوا جزءا من الجيش الياباني حتى ألغي ذلك عام 1876م..

وخلف هذين التمثالين يوجد رمز للنوافذ التقليدية والتي تسمى شوجي وهي في الهندسة المعمارية اليابانية نوافذ وأبواب خارجية منزلقة مصنوعة من إطار خشبي ومغطاة بورق أبيض متين وشفاف يبشر الضوء بهدوء داخل المنزل عند إغلاقها, ويتميز تصميم شوجي بإطلاله على أشجار الخيزران اليابانية والتي ترمز إلى النقاء والبراءة.. ويوجد على الواجهة القط المحظوظ أو القط المغامر الذي نشأ في اليابان ويرمز إلى الثروة والحظ الشعيد في التقاليد اليابانية ويعتقدون أنه يجلب الحظ السعيد للمالك.
 
وأما الواجهة الجانبية فترمز إلى معبد ياباني على جبل صخري والمعابد في اليابان هي أبراج عالية لها العديد من الأسطح ومنشأة من الخشب لتتحمل الزلازل، وللمعابد معنى مهم وكبير في الثقافة اليابانية.. كما يوجد بالواجهة منزل النينجا الياباني التقليدي مع العديد من الرموز التي تم استعمالها بالواجهات مثل شوجي والخيزران والباجودا وأضيفت الفوانيس اليابانية الشهيرة, وكان بيت النينجا يبدو من الخارج كأنه بيت عادي ولكنه من الداخل كان مملوءاً بالأفخاخ وما يشبهها والمصممة لمنع تسلل اللصوص إلى المنزل مع إيجاد طريقة أو وسيلة للهرب وقت اللزوم وكان دائما محروسا بالساموراي, ومفهوم النينجا في التاريخ الياباني أنهم نوع من المحاربين المتخصصين في الحروب غير التقليدية كالتسلل والتخريب والاغتيال, وكان لهم اسم آخر وهو شينوبي ومعناه الذين يتخفون, واستخدم النينجا أساليب خاصة للخداع ولإخراج المعارضين على غفلة منهم بسبب أساليبهم غير التقليدية التي تتناقض مع طريقة المحارب بو شيدو كما لم يتم معاملة النينجا مثل معاملة الساموراي الذين كانوا في المقدمة عنهم..

وتتميز الواجهة بزوج من الكاتانا هو سيف ياباني يتميز بشفرة منحنية أحادية الحواف مع واق دائري أو مربع وقبضة طويلة لاستيعاب اليدين واستخدم من قبل الساموراي في اليابان القديمة والإقطاعية.. وتظهر الواجهة كذلك الأقنعة بستة أنواع من أقنعة كابوكي المختلفة وهذا القناع هو نوع من الأقنعة التي كانت تستخدم في المسرح الياباني, وكابوكي باليابانية تعني غناء ورقص وبراعة من أنواع المسرح الذي يرجع تاريخه إلى فترة أبلدو بعكس فنون المسرح التي كانت سائدة آنذاك وهو مسرح ذو عرف الكابوكي لأول مرة عندما قامت إحدى الكاهنات وتسمى إزومو نو أوكوني بتقديم عرض ديني عام 1603 م وحظي هذا الفن بشعبية واسعة في المدن الكبيرة حيث كان انتشار فن المسرح قبلها محصورا داخل أوساط رجال البلاط والنبلاء, وكانت الفرق المسرحية الأولى مشكلة إما من الرجال أو النساء فتوجب على الرجال تمثيل الأدوار النسائية والعكس صحيح, وهذا القناع غالبا ما يصنع من الخشب أو الطلاء أو القماش ويكون مزينا بورق الذهب أو الفضة أو الريش أو الترتر أو جميعها معا, ويتميز القناع بتصميمة المزخرف بطريقة مبالغ فيها.. أما الجانب الثالث لواجهة الجناح فيتميز بوجود رمز فتاة الجيشا والمراوح والخيزران والتلال الصخرية وأزهار الكرز والجدران الحجرية اليابانية الجميلة والموجودة في كل أنحاء اليابان ولكن ترتبط بصفة خاصة بالقلاع ارتباطا وثيقا.. والحقيقة أقول: إن واجهات الجناح الياباني زاخرة بالتفاصيل التي تظهر الثقافة اليابانية وأن ما ترمز إليه الواجهات نجحت في نقل التاريخ الياباني للقرية العالمية ليتعرف عليه ضيوفها ويزدادوا معرفة به وليحقق الجناح لهم شعار القرية العالمية في هذا الموسم بأن يكون العالم حولهم أكثر روعة.