واشنطن بوست: في أفغانستان.. أُطفئت الأنوار على النساء

واشنطن بوست: في أفغانستان.. أُطفئت الأنوار على النساء


علقت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها على قرار حركة طالبان في أفغانستان حظر النساء من الالتحاق بالجامعات، بعد المراسيم التي منعت الفتيات من الالتحاق بالمدارس الإعدادية والثانوية، قائلة إنه قرار “سحق أحلام جيل كامل من النساء».
وأشارت الصحيفة إلى أن طالبان بعد وصولها إلى السلطة للمرة الأولى في 1996، فرضت حزمة صارمة من الإجراءات، فمنعت النساء من الذهاب إلى المدارس والعمل، وغطتهن من الرأس إلى أخمص القدمين، لكنها حين هُزمت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، كان فتح فصول دراسية جامعية للفتيات والنساء إنجازاً مفرداً.

وذكرت الصحيفة، أن ذلك أتاح الفرصة للأفغانيات مثل فوزية الكوفي التي تمكنت بعد 2001 من الحصول على شهادة جامعية في باكستان، ثم أصبحت واحدة من أكثر النساء جرأة في البرلمان الأفغاني ومدافعة رائدة عن حقوق المرأة.
لكن بعد عودة الحركة إلى السلطة في أغسطس (آب) 2021 إثر الانسحاب الأمريكي الفوضوي، وعدت طالبان بموقف أكثر اعتدالاً في إدارة البلاد، لكن ذلك لم يحدث.

فبعد الإعلان مباشرة، رأت آلاف الشابات بوابات الجامعات تُغلق أمامهن، وحراس طالبان يسدون الطريق، بعد 3 أشهر من خوضهن امتحانات القبول في جميع أنحاء أفغانستان.
وتشير الصحيفة إلى أن من المرجح أن تسعى الفتيات إلى الهروب أو حتى إقامة مجموعات دراسية سرية، ومحظورة ما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة مع الحكومة، وسط محاولات العديد من الأفغان المتعلمين الذين بقوا في البلاد، بعد الانسحاب على أمل التغيير، الفرار من البلاد.

نقطة اللاعودة
ادعى وزير التعليم العالي الأفغاني ندا محمد نديم، أن “الحظر كان ضروريا لمنع الاختلاط بين الجنسين في الجامعات” ولأنه يعتقد أن “بعض المـــــــــواد التي تدرس تنتهك مبادئ الإسلام”، لكن ما حـــــــــدث حقــــاً هو أن المتشـــــــددين من طالبــان، الذين يتبنــــــون أعراف قرية البشتون الأشـــد قسوة في البلاد، انتصروا على أصوات وفصائل أكثر اعتدالاً، حسب التقرير. وبسبب تلك الإجراءات وقرارات أخرى منذ تولي طالبان السلطة، نظمت الأفغانيات بشكل دوري احتجاجات واسعة للمطالبة بحقوقهن في التعليم، لكن طالبان قمعت هذه المظاهرات.
وتقول المحاضرة الجامعية والناشطة الأفغانية حميرة قدري لـ”بي بي سي”: “هذا القرار يبدو كأنه نقطة اللاعودة، فأفغانستان ليست دولة للنساء بل هي بمثابة قفص لهن».

قرار لا إنساني
كما قوبل قرار طالبان بالحظر الجامعي في 20 ديسمبر(كانون الأول) بإدانة عدد من الدول الإسلامية الكبرى مثل تركيا، إذ قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إنه قرار “غير إسلامي ولا إنساني، ما الضرر في تعليم المرأة؟ ديننا الإسلام ليس ضد التعليم، بل على العكس، إنه يشجع التعليم والعلوم للجميع». وفي خطوة أخرى لتقييد النساء اتخذت طالبان قراراً بمنعهن من العمل في المنظمات غير الحكومية، المحلية والأجنبية. وفي سبتمبر (أيلول)، أعلنت الولايات المتحدة تحويل نحو 3.5 بليون دولار من احتياطيات المصرف المركزي الأفغاني المجمدة سابقاً إلى صندوق جديد في سويسرا، لصالح الشعب الأفغاني، مع إبقائه بعيداً عن متناول الطالبان، حسب الصحيفة. واختتمت “واشنطن بوست” بالقول: “لا تزال أفغانستان تتخبط في أزمة اقتصادية وإنسانية، ويجب تلبية تلك الاحتياجات لكن قبل ذلك، على الولايات المتحدة وحلفائها ألا يخطئوا مجدداً. حركة طالبان متمسكة بالنهج البدائي القديم مع المرأة، ما يقضي بقسوة على آمالها ومستقبلها».