واشنطن تضغط ومادورو يتأهب.. هل تتجه أمريكا وفنزويلا للصدام المباشر؟

واشنطن تضغط ومادورو يتأهب.. هل تتجه أمريكا وفنزويلا للصدام المباشر؟


استبعد خبراء، شن الولايات المتحدة حربًا على فنزويلا في ظل التصعيد القائم في الفترة الأخيرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، موضحين أن واشنطن تحاول من خلال هذه التحركات ممارسة الضغط على الحكومة الفنزويلية لتغيير مواقفها من الولايات المتحدة وتليين موقف كاركاس تجاهها. 
وأضافوا في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن القوات الأمريكية الموجودة بالقرب من فنزويلا غير كافية لتكون قوة قادرة على احتلال أي جزء من أراضي البلاد، خاصة أن الجيش الفنزويلي في حالة تأهب واستعداد لمواجهة أي تطورات، لافتين إلى أن القوات الأمريكية تحاول استهداف وضرب القوارب الفنزويلية التي تتهمها بالاتجار في المخدرات.
وكان أعلن الرئيس الفنزويلي مادورو مؤخرًا، أن خطة الدفاع ضد ما سماه “التهديدات الأمريكية” باتت مكتملة، وذلك مع نشر سفن حربية أمريكية قبالة سواحل فنزويلا، وفق ما جاء عبر وكالة “فرانس برس”. في وقت يتهم فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس الفنزويلي بالضلوع المباشر في عمليات التهريب، وبتزعم كارتيل مخدرات، وهو ما ينفيه مادورو.
وفي الأسبوع الماضي، أعطى ترامب الضوء الأخضر لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) للقيام بعمليات سرية ضد كراكاس، وقال إنه يدرس توجيه ضربات تستهدف كارتلات المخدرات على أراضي فنزويلا. وهو ما أثار غضب مادورو الذي أمر بإجراء تدريبات عسكرية في جميع أنحاء البلاد.
ويقول الخبير في الشؤون الأمريكية، نعمان أبو عيسى، إن الطائرات الأمريكية تحلق في أجواء فنزويلا أو بالقرب من شواطئها بمعدل 200 طلعة جوية خلال الشهرين الماضيين، بمشاركة ما يزيد على 100 طائرة أمريكية في هذا المجال.
وبين أبو عيسى في تصريحات لـ”إرم نيوز”،  أن الولايات المتحدة تحاول من خلال هذه التحركات ممارسة الضغط على الحكومة الفنزويلية لتغيير مواقفها من واشنطن وتليين موقف الرئيس مادورو تجاهها. 
وبين أبو عيسى أن القوات الأمريكية الموجودة بالقرب من فنزويلا غير كافية لتكون قوة قادرة على احتلال أي جزء من أراضي البلاد، خاصة أن الجيش الفنزويلي في حالة تأهب واستعداد لمواجهة أي تطورات، مشيرًا إلى أن القوات الأمريكية تحاول استهداف وضرب القوارب الفنزويلية المتهمة بالاتجار بالمخدرات من جانب واشنطن، من دون أي دليل أو محاكمة، ولكن بهدف زيادة الضغط على الحكومة الفنزويلية.
وتابع أبو عيسى حديثه بالتأكيد أن هذا التصعيد لا يخدم الطرفين، وأن استمراره قد يؤدي إلى نتائج سلبية في المستقبل إذا ما زادت الولايات المتحدة وجودها العسكري على الحدود الفنزويلية، مبينًا أن هذه القوات تشكل حاليًّا تهديدًا حقيقيًّا لكنها ليست كافية لشن عملية احتلال.
وبدوره، يؤكد الباحث في العلاقات الدولية والمختص في الشأن اللاتيني، رضا سويد، أن فنزويلا أعلنت انتهاء التدريبات العسكرية والمناورات وتهيئة الميليشيات المساندة للجيش ضمن خطة فعالة تهدف إلى ردع الأمريكيين عن الإقدام على أي عمل عسكري أو إنزال بري على الشواطئ الفنزويلية، وذلك بعد تصاعد الأزمة ووصولها إلى حدود 27 ضحية نتيجة الهجمات الأمريكية على قوارب الصيد تحت حجّة محاربة المخدرات.وأوضح سويد لـ”إرم نيوز”، أن الوضع في منطقة الكاريبي متوتر للغاية، والجميع يأخذ التهديدات الأمريكية على محمل الجد خشية إحداث نوع من الفوضى الداخلية في فنزويلا وتهيئة الأجواء لعمل ما، خاصة بعد منح جائزة نوبل للسلام لماريا كورينو، وهي الشخصية المعارضة البارزة في فنزويلا؛ ما زاد حدة التوتر ، في وقت مفتوح على كل الاحتمالات .
وأضاف سويد أن استكمال التدريبات العسكرية الفنزويلية وحالة الاستنفار التي تعيشها البلاد تضيف أجواء من التوتر لن تكون إيجابية على وضع المنطقة، في ظل الموقف الداعم من كولومبيا والبرازيل لفنزويلا، والتنديد بأي أعمال عدوانية تجاه فنزويلا.
وختم قائلًا إن هناك حالة من الترقب والحذر لما يمكن أن يقدم عليه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أن أي خطوة في هذا الاتجاه لن تكون في مصلحة سلام المنطقة، وربما تتهيأ الظروف للدخول في مفاوضات سياسية مع اركاس تحديدًا، إلا أن التوتر لا يزال سيد الموقف في فنزويلا ومنطقة الكاريبي.