رئيس الدولة ورئيس فيجي يؤكدان أهمية العمل من أجل السلام والاستقرار العالمي
وسط التحشيد ضد فنزويلا.. واشنطن تضع النظام الكوبي على «قائمة الإطاحة»
كشف تقرير حديث أن الحشد العسكري الأمريكي الأخير ضد فنزويلا، يُخفي هدفًا أعمق يتمثل في خنق كوبا اقتصاديًا وإسقاط نظامها، في مقامرة خطيرة قد تعيد شبح الحرب الباردة إلى الكاريبي، وفق تقرير لمجلة “فورين بوليسي».وبينما يبرّر الخطاب الرسمي هذا التحشيد بمكافحة تهريب المخدرات، وتقول الإدارة الأمريكية إن شبكات التهريب الفنزويلية تهاجم المجتمع الأمريكي، وأن الرد العسكري مبرر، فإن ما وراء هذه الرواية يظهر بجلاء: الهدف منه إزاحة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ومن ثم قطع إمدادات النفط الفنزويلية إلى هافانا، وتحقيق حلم اليمين الجمهوري الذي دام عقودًا في الإطاحة بالحكومة الكوبية.
تبعات “كارثية” على كوبا
ويرى محللون نقلت عنهم المجلة أن لهذه الاستراتيجية الأمريكية تبعات فورية على كوبا؛ خصوصًا أن هافانا تعتمد منذ عقود على نفطٍ مدعوم من كاراكاس مقابل خدمات طبية وتقنية، لكن العقود الموقَّعة بين الدولتين حديثًا أظهرت تراجعاً كبيراً في الإمدادات، من أكثر من 100 ألف برميل يومياً في ذروة التعاون إلى قرابة 32 ألفاً أو أقل في السنوات الأخيرة؛ ما قلّص درجة الاعتماد الكوبية، وأتاح لها تعويضاً جزئياً عبر إمدادات من روسيا والمكسيك، لكن مع ذلك، يهدِّد أي قطع نهائي لإمدادات النفط بحدوث كارثة في الاقتصاد الكوبي، ويضع حياة الكوادر الطبية والمستشارين في فنزويلا في دائرة الخطر.ويحذر مراقبون من أن خيار الإطاحة بمادورو لن يكون سهلاً كما أن نتائجه غير مضمونة؛ فالسيناريوهات المطروحة تتراوح بين “محاولة قلب” داخل المؤسسة العسكرية الفنزويلية، وحتى تنفيذ عمليات متخصصة لاقتحام أو اختطاف قيادات، أو ضربات جوية بهدف إحداث ضغط يدفع الجيش للتخلي عنه، وفي كل الاحتمالات لا تزال مخاطر التفلُّت الأمني عالية؛ خصوصًا أن استراتيجية المقاومة الفنزويلية قائمة على التواري وسط السكان وخوض حرب غير تقليدية، كما أن وجود عناصر مسلحة أجنبية مثل مقاتلي ELN، قد يُعقّد مهمة احتواء واشنطن للأوضاع في كاراكاس.
فك الارتباط بين فنزويلا وكوبا
لطالما عبَّر مسؤولون أمريكيون مثل وزير الخارجية القائم بأعمال مستشار الأمن القومي مارك روبيو، عن خطة لفك الارتباط بين فنزويلا وكوبا ورغبة قديمة في عزل هافانا عبر قطع شريان الطاقة، وهي الخطة التي فشل مستشار الأمن القومي خلال ولاية ترامب الأولى جون بولتون في تحقيقها عام 2019؛ ما يشير إلى أن خنق الإمدادات قد يعمّق الأزمات الإنسانية دون أن يحقق انهيار النظام الذي يرجوه صُناع القرار المعنيون.
ثمن المخطط
إقليمياً، قد يكون ثمن تنفيذ هذه العملية باهظًا؛ إذ إن هجومًا أمريكيًا مباشرًا على فنزويلا سيزيد من النفور في أمريكا اللاتينية ويُعجل بالتحوّلات نحو شراكات بديلة مع الصين وروسيا، كما سيؤجج كذلك موجة هجرة جديدة ويزعزع استقرار سوق النفط العالمي، خصوصًا أن الأصوات الرافضة في الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وبعض أعضاء الكونغرس تؤكد أن الوقائع القانونية والإنسانية تضع أسئلة أخلاقية وسياسية لا يمكن تجاهلها.ويعتقد الخبراء أن الولايات المتحدة تجد نفسها أمام مقامرةٍ كبرى: هل ستستخدم عصا القوّة لتعيد رسم خريطة النفوذ في نصف الكرة الغربي، أم ستكتفي بلعبة الضغط التي قد تُفضي إلى فوضى إقليمية؟ وما هو مضمون النصر إذا تحقق، وما حجم الفاتورة التي سيدفعها الفنزويليون والكوبيون والدبلوماسية الأمريكية بعد ذلك؟