رئيس الدولة والرئيس الروسي يبحثان سبل احتواء التصعيد في المنطقة والاحتكام إلى الحوار
يميني ويساري يتصدران الانتخابات الرئاسية في تشيلي
تصدّر المرشّح اليميني المتطرّف خوسيه أنطونيو كاست والمرشّح اليساري غابرييل بوريك الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسيّة الأحد في تشيلي، حسب نتائج جزئيّة تشمل 49,6% من الأصوات أعلنتها السلطات الانتخابيّة.
وحصل كاست، النائب السابق والمحامي، على 28,6% من الأصوات، تلاه النائب اليساري والزعيم الطالبي السابق غابرييل بوريك الذي حصل على 24,4% من الأصوات، وفقًا للنتائج التي أعلنتها السلطات الانتخابية. وأدلى التشيليّون بأصواتهم الأحد لانتخاب رئيس جديد للبلاد بعد عامين على انتفاضة اجتماعيّة غير مسبوقة ضدّ التفاوت الاجتماعي وفي خضمّ عمليّة صياغة دستور جديد.
وكان الرئيس المحافظ المنتهية ولايته سيباستيان بينييرا أوّل شخصية عامّة تُدلي بصوتها، في مدرسة بحيّ لاس كونديس الراقي في سانتياغو.
وقال الرئيس (71 عامًا) الذي لم يكُن باستطاعته بعد ولايتَين رئاسيّتَين الترشّح لإعادة انتخابه، “كلّ الآراء مهمة. تعالوا وصوّتوا” مضيفاً “نحن قادرون على حلّ خلافاتنا سلميًا، فلنصوّت».
ودعي 15 مليون ناخب إلى الاختيار بين سبعة مرشّحين لخلافة بينييرا، وإلى إعادة انتخاب مجلس النوّاب و27 من أصل 43 عضوًا في مجلس الشيوخ والمجالس الإقليميّة. وأغلقت مراكز الاقتراع الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي (21,00 ت غ). وقبل ظهور النتائج الأولى، بيّنت استطلاعات الرأي تقدّم المرشحَين كاست وبوريك، وهما قطبان متعارضان ومن خارج تحالفات اليمين ويسار الوسط التي حكمت البلاد منذ نهاية ديكتاتورية أوغوستو بينوشيه (1973-1990).
بوريك (35 عاماً) زعيم طالبي سابق ومرشّح التحالف اليساري الذي يضمّ خصوصًا الشيوعيين.
أمّا كاست (55 عاماً) فهو محامٍ وزعيم لحزب الجمهوري اليميني المتطرف الذي يُعوّل على عدم شعبيّة الحكومة المنتهية ولايتها.
كما يتنافس وزيران سابقان هما ياسنا بروفوست (51 عاما) وهي سناتورة من يسار الوسط وسيباستيان سيتشل (44 عاما) ممثل اليمين في السلطة.
قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة سانتياغو، راؤول إلغويتا، لوكالة فرانس برس إن “الذين لم يكونوا قط مرشحين أضحوا الآن من الأوفر حظا”. وأضاف “إنها الانتخابات الأخيرة للدورة القديمة ويمكن أن تكون نتيجتها مختلفة عما شهدنا حتى الآن».
يصعب التكهّن بنتيجة الدورة الثانية من الانتخابات في 19 كانون الأوّل/ديسمبر، مع وجود عدد كبير من المتردّدين وارتفاع في عدد الإصابات بكوفيد-19. وثمّة شكوك كذلك في مشاركة الشباب الذين خرجوا في تظاهرات حاشدة منذ انتفاضة عام 2019 للمطالبة بمزيد من العدالة الاجتماعية، لكنّهم يعبّرون بانتظام عن عدم اكتراثهم لمقترحات المرشّحين.
وأعطت النتائج الأولية للتصويت في الخارج بوريك فوزًا مدويًا في أوقيانوسيا، واحتل خوسيه أنطونيو كاست المركز الثاني في أستراليا والليبرالي فرانكو باريسي في المركز الثاني في نيوزيلندا.
يأتي هذا الاقتراع بعد عامين فقط على أزمة اجتماعية غير مسبوقة في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.
وقد يستفيد بوريك من تطلّع كثير من التشيليين إلى مزيد من المساواة الاجتماعية وإصلاح نظام المعاشات التقاعدية وتعزيز دور الدولة في التعليم والصحة.
واقترح أصغر مرشح رئاسي في تاريخ تشيلي الجمعة “بناء دولة تضمن الحقوق والكرامة والمساواة، السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار الاجتماعي».
من جهته، تعهّد كاست فرض “النظام والأمن والحرّية” بعد عامين على الاحتجاجات.
وقال في ختام حملته “يتنازع نموذجان في المجتمع. النموذج الذي نمثله، الحرية والعدالة، و (...) بلد لا نريده قد يقع في الفوضى والجوع والعنف».
وأشارت كلوديا هيس، أستاذة العلوم السياسية في جامعة تشيلي إلى أن “الرئيس المنتخب، أيًا يكُن، سيواجه فترة صعبة”، مشدّدة على مخاطر “الصراع الاجتماعي” عندما تنتهي المساعدات التي تدعم الاقتصاد خلال الجائحة.
كما يلفّ غموض الدستور الذي سينبثق من الأعمال التي بدأتها في حزيران/يونيو الجمعية التأسيسية. وسُيطرح النص الذي قد يعدّل صلاحيات الرئيس والبرلمان، على الاستفتاء.