رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان جهود تعزيز التنمية الوطنية والازدهار الذي يحققه الاقتصاد الوطني
مازالت تخيم على عامة الناس
11 سبتمبر وانتشار نظريات المؤامرة...!
- تكشف استطلاعات الرأي عن قدر كبير من الشك وعدم الثقة في الرواية الرسمية للأحداث
- تصاعدت نظريات مؤامرة الحادي عشر من سبتمبر بعد اندلاع حرب العراق عام 2003
- كثيرون اشتركوا في نظريات المؤامرة حول مسؤولية الحكومة في هجمات البرجين التوأم
- اهتزت العلاقة مع الحكومات وليس لدى السلطات أي فكرة عن كيفية استعادة هذه الثقة المفقودة
تخيلوا أنه بعد قصف بيرل هاربور، اعتقدت نسبة كبيرة من الأمريكيين أن حكومتهم أصبحت، بطريقة ما، متواطئة في الهجوم. تخيلوا انهم اعتقدوا أنّ المسؤولين الحكوميين أو الرئيس روزفلت، لم يفعلوا شيئًا لمنع الضربات الجوية -أو ما هو أسوأ من ذلك، أنهم قتلوا عمداً الآلاف من مواطنيهم من أجل غايات شائنة. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بـ 11 سبتمبر، وهو هجوم أكثر فتكًا من هجوم بيرل هاربور، فإن مثل ردود الفعل هذه كانت شائعة بشكل مدهش. ومع اقتراب الذكرى العشرين لسقوط البرجين، يجدر التفكير في الشعور العميق بعدم الثقة الذي دفع حينها الكثير من الأمريكيين إلى عدم تصديق الرواية الرسمية لذلك اليوم الرهيب. ولا يزال الكثير منهم لا يصدقون ذلك اليوم.
أظهر استطلاع للرأي أُجري في الفترة التي تسبق الذكرى الخامسة للهجمات، أن أكثر من ثلث الأمريكيين يشتبهون في أن “المسؤولين الفيدراليين ساعدوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية أو لم يفعلوا شيئًا لوقفها حتى يمكن للولايات المتحدة الذهاب إلى الحرب في الشرق الأوسط “. بعد الذكرى الخامسة عشرة للهجمات مباشرة، وجدت دراسة من جامعة تشابمان في كاليفورنيا، أن أكثر من نصف الأمريكيين يعتقدون أن “الحكومة تتستر على حقيقة 11 سبتمبر».
بالطبع، لا تقول هذه الاستطلاعات أن أعدادًا كبيرة من الأمريكيين يؤيدون أكثر نظريات المؤامرة جنونًا حول 11 سبتمبر، لكنها تكشف عن قدر كبير من الشك وعدم الثقة في الرواية الرسمية للأحداث.
حتى اليوم، ما زالت نظريات مؤامرة الحادي عشر من سبتمبر تخيم على عامة الناس. كان صانع الأفلام الشهير سبايك لي قد خطط لتضمين 30 دقيقة من المقابلات مع “تروثر”، مؤيدي نظرية المؤامرة حول أحداث 11 سبتمبر، في الحلقة الختامية من سلسلة أفلامه الوثائقية الجديدة، نيويورك بؤرة الزلزال: 9/11 → 2021. وبعد احتجاج من النقاد، سيتم قطع هذا الجزء قبل عرضه للعموم. وتقول مصادر، إن الفيلم منح فرصة غير مستحقة لنشطاء “تروثر” الذين يزعمون أن مركز التجارة العالمي هُدم بطريقة التحكم عن بعد. كما أعرب سبايك لي عن تعاطفه مع هذه النظرية في بعض المقابلات.
«التروثر”، ليسوا أكثر المتآمرين تعصّبا. فقد كان سيئ الذكر أليكس جونز، من أوائل من حمّل إدارة بوش ضمنيا مسؤولية الهجمات. في الواقع، لقد فعل ذلك قبل وقوع الهجمات. قبل ستة أسابيع من 11 سبتمبر، خصص عدة ساعات من برنامجه إنفو وورز لتاريخ هجمات تحت رايات زائفة، الى حد التحذير من أن جورج دبليو بوش يعتزم ارتكاب عمل إرهابي. وعندما سقطت الأبراج، قال إنه متأكد بنسبة “98 بالمائة” من مسؤولية الحكومة.
ويمكن القول، إن عملاق الأدب جور فيدال، كان أول شخصية معروفة للجمهور تبتكر نسخة “تروثر” من الأحداث. في لائحة اتهام مؤلفة من 7000 كلمة، نُشرت في صحيفة الأوبزرفر عام 2002، اتهم فيدال “عصابة بوش” بالرغبة في خداع الجمهور “البسيط التفكير” كذريعة “لغزو واحتلال أفغانستان الذي كنا نفكر فيه منذ وقت طويل “. وبحسب فيدال، فإن أسامة بن لادن “تم اختياره لأسباب جمالية ليكون الشعار المخيف” للمجهود الحربي.
انطلقت حركة “تروثر” بشكل جدي عام 2004. أصدرت منظمة 11 / 9 الحقيقة، بيانًا دعت فيه إلى إجراء تحقيق حول أحداث 11 سبتمبر، زاعمة أن بعض أعضاء إدارة بوش قد تركوا الهجمات تحدث عن عمد. وقّع البيان ما يقرب من 200 شخص، منهم شخصيات سياسية بارزة مثل رالف نادر وفان جونز (رغم أن هذا الأخير صرّح منذئذ إنه لا يعكس آرائه).
مع تطور حركة تروثر، ظهر انشقاق، تجسّم فيمن يرى انه تم (تركها تحدث عن قصد) ومن يعتقد انه تم (فعل ذلك عن قصد). وداخل كل تيار، يؤمن الناس بسلسلة كاملة من الدوافع للهجوم: شن حروب، كسب المال، تشويه سمعة المسلمين، أو حتى بدء طقوس شيطانية.
لقد وجد التروثر بشكل جماعي ترسانة واسعة من التفسيرات، التي لا تصدق، لما دمر البرجين التوأمين واستهدف البنتاغون. “وقود الطائرات لا يمكنه إذابة العوارض الفولاذية” هو اعتقاد شائع، لذا يجب إيجاد تفسير – اخر يختلف عن ان الطائرات العملاقة هي التي اصطدمت بها -لكي تسقط الأبراج كما حدث.
ديفيد شايلر، الجاسوس السابق في جهاز الاستخبارات البريطاني، وأحد كبار قيادات تروثر في بريطانيا، يدعي أنه لم تشارك أي طائرة في الهجمات، رغم أن كل شخص على وجه الأرض تقريبًا شاهد لقطات فيديو لطائرات تضرب المباني. التفسير الوحيد هو أنها كانت صواريخ محاطة بصور مجسمة ومصممة لتبدو مثل الطائرات، كما يؤكد عام 2004.
تعتبر نظرية الهدم عن بعد هي الأكثر شيوعًا. والدليل القاطع لهذه النظرية هو WTC7 -»البرج الثالث” -الذي انهار في 11 سبتمبر دون أن تصطدم به طائرة. (دمر في الواقع بسبب حطام الأبراج المتساقطة، مما أدى أيضًا إلى نشوب حريق). وكانت هذه النظرية بمثابة الأساس لفيلم “تغيير فضفاض”، الذي عرض لأول مرة عام 2005، وادخلت عليه العديد من التعديلات والمونتاج منذئذ. ووصفت مجلة فانيتي فير “التغيير الفضفاض” بأنه “أول نجاح على الإنترنت”. ويقدر مخرجه، ديلان أفيري، أن أكثر من 100 مليون شخص شاهدوه.
إن مدى الاهتمام بنظريات مؤامرة الحادي عشر من سبتمبر، لافت للنظر. بالطبع، من المرجح أن تثير أي كارثة كبرى نظريات مؤامرة، لكن مشهد ما بعد 11 سبتمبر قد وفر أرضًا خصبة بشكل خاص لهذه الأفكار.
في تلك الفترة تقريبًا وصلت ثقة الجمهور في الحكومة إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق. ووفق دراسة الانتخابات الوطنية، في أعقاب 11 سبتمبر، قال حوالي 60 بالمائة من الناخبين، إنهم يثقون في قيام الحكومة الفيدرالية بالشيء الصحيح في معظم الأوقات. وبحلول نهاية رئاسة بوش، انخفض هذا الرقم إلى أقل من الربع. وقدمت قاعدة عدم الثقة الكبيرة هذه جمهورًا جاهزًا لنظريات المؤامرة.
تصاعدت نظريات مؤامرة الحادي عشر من سبتمبر بعد اندلاع حرب العراق عام 2003. وقد دفعت المعلومات المضللة، المتعلقة بعلاقات صدام حسين بالقاعدة وأسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها، إلى قول الكثيرين، “كنت أعرف أننا محكومون من قبل كذابين”. لقد كشف ذلك الى أي حد أصبحت نظريات المؤامرة تمثل إشكالية -ما كان ينبغي أن يكون نقدًا صارمًا وعقلانيًا لهذه الدعاية الحربية، والتي لا جديد فيها من الناحية التاريخية، تحولت إلى مزيد من نظريات المؤامرة.
إن عدم الثقة في المؤسسات -الحكومة، وسائل الإعلام، الخبراء -التي بدأت تتطور في ذلك الوقت، لا تزال موجودة حتى اليوم. ولا عجب إذن في أن تنتشر العديد من الحركات التآمرية -من كيو أنون إلى مناهضي التطعيم -إلى جانب نظريات مؤامرة “محترمة” أكثر حول سيطرة روسيا على الانتخابات الأمريكية أو التصويت لصالح البريكسيت. والأسوأ من ذلك، ليس لدى السلطات أي فكرة على الإطلاق عن كيفية استعادة هذه الثقة المفقودة.
بعد عشرين عامًا من الحادي عشر من سبتمبر، أصبح عدد مقلق من الأمريكيين أكثر استعدادًا لتصديق نظريات حمقاء أكثر من تصديق حكومتهم. يجب أن يثير هذا عند النخب السياسية عملية فحص للضمير والمراجعة أكبر بكثير مما أنجز حتى الآن.
--------------------------
رئيس تحرير مساعد مجلة سبيكد
- تصاعدت نظريات مؤامرة الحادي عشر من سبتمبر بعد اندلاع حرب العراق عام 2003
- كثيرون اشتركوا في نظريات المؤامرة حول مسؤولية الحكومة في هجمات البرجين التوأم
- اهتزت العلاقة مع الحكومات وليس لدى السلطات أي فكرة عن كيفية استعادة هذه الثقة المفقودة
تخيلوا أنه بعد قصف بيرل هاربور، اعتقدت نسبة كبيرة من الأمريكيين أن حكومتهم أصبحت، بطريقة ما، متواطئة في الهجوم. تخيلوا انهم اعتقدوا أنّ المسؤولين الحكوميين أو الرئيس روزفلت، لم يفعلوا شيئًا لمنع الضربات الجوية -أو ما هو أسوأ من ذلك، أنهم قتلوا عمداً الآلاف من مواطنيهم من أجل غايات شائنة. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بـ 11 سبتمبر، وهو هجوم أكثر فتكًا من هجوم بيرل هاربور، فإن مثل ردود الفعل هذه كانت شائعة بشكل مدهش. ومع اقتراب الذكرى العشرين لسقوط البرجين، يجدر التفكير في الشعور العميق بعدم الثقة الذي دفع حينها الكثير من الأمريكيين إلى عدم تصديق الرواية الرسمية لذلك اليوم الرهيب. ولا يزال الكثير منهم لا يصدقون ذلك اليوم.
أظهر استطلاع للرأي أُجري في الفترة التي تسبق الذكرى الخامسة للهجمات، أن أكثر من ثلث الأمريكيين يشتبهون في أن “المسؤولين الفيدراليين ساعدوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية أو لم يفعلوا شيئًا لوقفها حتى يمكن للولايات المتحدة الذهاب إلى الحرب في الشرق الأوسط “. بعد الذكرى الخامسة عشرة للهجمات مباشرة، وجدت دراسة من جامعة تشابمان في كاليفورنيا، أن أكثر من نصف الأمريكيين يعتقدون أن “الحكومة تتستر على حقيقة 11 سبتمبر».
بالطبع، لا تقول هذه الاستطلاعات أن أعدادًا كبيرة من الأمريكيين يؤيدون أكثر نظريات المؤامرة جنونًا حول 11 سبتمبر، لكنها تكشف عن قدر كبير من الشك وعدم الثقة في الرواية الرسمية للأحداث.
حتى اليوم، ما زالت نظريات مؤامرة الحادي عشر من سبتمبر تخيم على عامة الناس. كان صانع الأفلام الشهير سبايك لي قد خطط لتضمين 30 دقيقة من المقابلات مع “تروثر”، مؤيدي نظرية المؤامرة حول أحداث 11 سبتمبر، في الحلقة الختامية من سلسلة أفلامه الوثائقية الجديدة، نيويورك بؤرة الزلزال: 9/11 → 2021. وبعد احتجاج من النقاد، سيتم قطع هذا الجزء قبل عرضه للعموم. وتقول مصادر، إن الفيلم منح فرصة غير مستحقة لنشطاء “تروثر” الذين يزعمون أن مركز التجارة العالمي هُدم بطريقة التحكم عن بعد. كما أعرب سبايك لي عن تعاطفه مع هذه النظرية في بعض المقابلات.
«التروثر”، ليسوا أكثر المتآمرين تعصّبا. فقد كان سيئ الذكر أليكس جونز، من أوائل من حمّل إدارة بوش ضمنيا مسؤولية الهجمات. في الواقع، لقد فعل ذلك قبل وقوع الهجمات. قبل ستة أسابيع من 11 سبتمبر، خصص عدة ساعات من برنامجه إنفو وورز لتاريخ هجمات تحت رايات زائفة، الى حد التحذير من أن جورج دبليو بوش يعتزم ارتكاب عمل إرهابي. وعندما سقطت الأبراج، قال إنه متأكد بنسبة “98 بالمائة” من مسؤولية الحكومة.
ويمكن القول، إن عملاق الأدب جور فيدال، كان أول شخصية معروفة للجمهور تبتكر نسخة “تروثر” من الأحداث. في لائحة اتهام مؤلفة من 7000 كلمة، نُشرت في صحيفة الأوبزرفر عام 2002، اتهم فيدال “عصابة بوش” بالرغبة في خداع الجمهور “البسيط التفكير” كذريعة “لغزو واحتلال أفغانستان الذي كنا نفكر فيه منذ وقت طويل “. وبحسب فيدال، فإن أسامة بن لادن “تم اختياره لأسباب جمالية ليكون الشعار المخيف” للمجهود الحربي.
انطلقت حركة “تروثر” بشكل جدي عام 2004. أصدرت منظمة 11 / 9 الحقيقة، بيانًا دعت فيه إلى إجراء تحقيق حول أحداث 11 سبتمبر، زاعمة أن بعض أعضاء إدارة بوش قد تركوا الهجمات تحدث عن عمد. وقّع البيان ما يقرب من 200 شخص، منهم شخصيات سياسية بارزة مثل رالف نادر وفان جونز (رغم أن هذا الأخير صرّح منذئذ إنه لا يعكس آرائه).
مع تطور حركة تروثر، ظهر انشقاق، تجسّم فيمن يرى انه تم (تركها تحدث عن قصد) ومن يعتقد انه تم (فعل ذلك عن قصد). وداخل كل تيار، يؤمن الناس بسلسلة كاملة من الدوافع للهجوم: شن حروب، كسب المال، تشويه سمعة المسلمين، أو حتى بدء طقوس شيطانية.
لقد وجد التروثر بشكل جماعي ترسانة واسعة من التفسيرات، التي لا تصدق، لما دمر البرجين التوأمين واستهدف البنتاغون. “وقود الطائرات لا يمكنه إذابة العوارض الفولاذية” هو اعتقاد شائع، لذا يجب إيجاد تفسير – اخر يختلف عن ان الطائرات العملاقة هي التي اصطدمت بها -لكي تسقط الأبراج كما حدث.
ديفيد شايلر، الجاسوس السابق في جهاز الاستخبارات البريطاني، وأحد كبار قيادات تروثر في بريطانيا، يدعي أنه لم تشارك أي طائرة في الهجمات، رغم أن كل شخص على وجه الأرض تقريبًا شاهد لقطات فيديو لطائرات تضرب المباني. التفسير الوحيد هو أنها كانت صواريخ محاطة بصور مجسمة ومصممة لتبدو مثل الطائرات، كما يؤكد عام 2004.
تعتبر نظرية الهدم عن بعد هي الأكثر شيوعًا. والدليل القاطع لهذه النظرية هو WTC7 -»البرج الثالث” -الذي انهار في 11 سبتمبر دون أن تصطدم به طائرة. (دمر في الواقع بسبب حطام الأبراج المتساقطة، مما أدى أيضًا إلى نشوب حريق). وكانت هذه النظرية بمثابة الأساس لفيلم “تغيير فضفاض”، الذي عرض لأول مرة عام 2005، وادخلت عليه العديد من التعديلات والمونتاج منذئذ. ووصفت مجلة فانيتي فير “التغيير الفضفاض” بأنه “أول نجاح على الإنترنت”. ويقدر مخرجه، ديلان أفيري، أن أكثر من 100 مليون شخص شاهدوه.
إن مدى الاهتمام بنظريات مؤامرة الحادي عشر من سبتمبر، لافت للنظر. بالطبع، من المرجح أن تثير أي كارثة كبرى نظريات مؤامرة، لكن مشهد ما بعد 11 سبتمبر قد وفر أرضًا خصبة بشكل خاص لهذه الأفكار.
في تلك الفترة تقريبًا وصلت ثقة الجمهور في الحكومة إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق. ووفق دراسة الانتخابات الوطنية، في أعقاب 11 سبتمبر، قال حوالي 60 بالمائة من الناخبين، إنهم يثقون في قيام الحكومة الفيدرالية بالشيء الصحيح في معظم الأوقات. وبحلول نهاية رئاسة بوش، انخفض هذا الرقم إلى أقل من الربع. وقدمت قاعدة عدم الثقة الكبيرة هذه جمهورًا جاهزًا لنظريات المؤامرة.
تصاعدت نظريات مؤامرة الحادي عشر من سبتمبر بعد اندلاع حرب العراق عام 2003. وقد دفعت المعلومات المضللة، المتعلقة بعلاقات صدام حسين بالقاعدة وأسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها، إلى قول الكثيرين، “كنت أعرف أننا محكومون من قبل كذابين”. لقد كشف ذلك الى أي حد أصبحت نظريات المؤامرة تمثل إشكالية -ما كان ينبغي أن يكون نقدًا صارمًا وعقلانيًا لهذه الدعاية الحربية، والتي لا جديد فيها من الناحية التاريخية، تحولت إلى مزيد من نظريات المؤامرة.
إن عدم الثقة في المؤسسات -الحكومة، وسائل الإعلام، الخبراء -التي بدأت تتطور في ذلك الوقت، لا تزال موجودة حتى اليوم. ولا عجب إذن في أن تنتشر العديد من الحركات التآمرية -من كيو أنون إلى مناهضي التطعيم -إلى جانب نظريات مؤامرة “محترمة” أكثر حول سيطرة روسيا على الانتخابات الأمريكية أو التصويت لصالح البريكسيت. والأسوأ من ذلك، ليس لدى السلطات أي فكرة على الإطلاق عن كيفية استعادة هذه الثقة المفقودة.
بعد عشرين عامًا من الحادي عشر من سبتمبر، أصبح عدد مقلق من الأمريكيين أكثر استعدادًا لتصديق نظريات حمقاء أكثر من تصديق حكومتهم. يجب أن يثير هذا عند النخب السياسية عملية فحص للضمير والمراجعة أكبر بكثير مما أنجز حتى الآن.
--------------------------
رئيس تحرير مساعد مجلة سبيكد