رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان جهود تعزيز التنمية الوطنية والازدهار الذي يحققه الاقتصاد الوطني
المؤرخة والباحثة ماري بلتييه:
11 سبتمبر: أيديولوجية المؤامرة أصبحت «حضارية»...!
- هجوم القاعدة على البرجين التوأم ثم الكذبة الأمريكية التي بررت غزو العراق، شكلتا أيديولوجية المؤامرة المعاصرة
تمثل هجمات البرجين التوأمين نقطة تحول في تاريخ نظريات المؤامرة. وأتاح الغرب المكدوم لاتباع نظرية المؤامرة الفرصة لتطوير رواية مضادة للديمقراطية. هذا ما وضّحته، في حوار أجرته كلير شارتييه لمجلة لاكسبريس الفرنسية، الباحثة ماري بيلتييه، من المعهد العالي للتربية غاليليو في بروكسيل، ومؤلفة عملين رئيسيين لفهم الظاهرة: “ايديولوجية المؤامرة: مرض مجتمع ممزق”، و”هوس: داخل كواليس سردية ايديولوجية المؤامرة.
* لماذا تعتبرين الهجوم على “البرجين” “الأسطورة التأسيسية” للنزعة المؤامراتية الحديثة؟
- تزدهر ايديولوجية المؤامرة مع الصدمات والرموز التي تحوّل معناها، وكارثة 11 سبتمبر هي صدمة جماعية وحدثًا رمزيًا للغاية: الغرب، وقيمه، يتعرضان للهجوم. استثمر جورج بوش ومستشاريه من المحافظين الجدد على الفور هذا المتن الحضاري الذي يغذيه هوس مناهض للإسلام، ممّا حفّز أيديولوجية المؤامرة.
*وفق أي منطق؟
- سيعمل اتباع نظرية المؤامرة على كسر هذا الرمز، من خلال تقديم سردية مقلوبة: الغرب يكذب علينا، يتلاعب بنا، بتواطؤ إسرائيل. بعد فترة وجيزة من الحدث، انتشرت نظريات تشكك فيما يُنظر إليه على أنه الرواية الرسمية، بما في ذلك الرواية الأكثر شهرة، التي تؤكد عدم اصطدام أي طائرة بالبنتاغون. ووفق طريقة مجربة، يبدأ اتباع نظرية المؤامرة في تشريح الصور للكشف عن معناها الخفي المزعوم، والصور التي يتم بثها دون انقطاع لساعات، هي التي ترمز إلى الحضارة الغربية التي تهاجمها البربرية. ويمس هذا الخطاب المضاد الجروح القديمة الراسخة في الذاكرة الجماعية: الهيمنة الغربية، التي لا تزال ذكراها حية ليس فقط بين الشعوب المستعمرة السابقة ولكن أيضًا بين أولئك الذين يتعاطفون مع المستعمرين داخل مجتمعاتنا؛ الانقسام القديم بين الحضارة والهمجية سبق استخدامه في الحروب الصليبية.
من 11 سبتمبر 2001، ربط خطاب أيديولوجية المؤامرة بشكل وثيق الحضارة بمناهضة النظام بالمعنى الواسع (مناهضة الإمبريالية، مناهضة التدخل، مناهضة المؤسسات). هذان زرّان دلاليان ينشطهما في وقت واحد في كل حدث مذهل لإعطاء معنى للسردية التي يقدمها... وهي فعّالة جدا.
يمثل 11 سبتمبر الفصل الأول من هذه السردية، ولن يتأخر الثاني طويلا ليتطور مع غزو العراق من قبل الجيش الأمريكي عام 2003، على أساس زائف بأن صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل وكان يستعد لاستخدامها ...
عام 2001، هو “الخديعة”؛ 2003، الدليل على “الخديعة”. في المنطق الدلالي التآمري، فإن الحلقة العراقية هي إثبات أن الغرب يتلاعب بنا لإرساء سيطرته. وهذا يخلق نوعًا من السيناريو في فصلين، وصل إلى جمهور غير مسبوق بفضل نمو المدونات والمنتديات، ثم، من عام 2010، الشبكات الاجتماعية، التي سمحت سهولة استخدامها بزيادة ونشر هذا المحتوى على نطاق واسع. وسرعان ما تحول هذا النقد إلى فكرة: “الديمقراطية هي حيلة؛ لقد كذبنا باسم القيم الديمقراطية لإدامة الهيمنة الاقتصادية».
ما زلنا نميل إلى رؤية اتباع نظرية المؤامرة وصنّاعها على أنهم مهمشون إلى حد ما، لكن منذ البداية، كانت خطابات 11 سبتمبر تحملها جهات معادية للديمقراطية، قادمة من اليمين المتطرف أو من تيارات قريبة من الأنظمة السلطوية وحازمة للغاية. رأت روسيا في عهد بوتين أو إيران وغيرها، أن 11 سبتمبر فرصة لتقديم عرضها السياسي البديل. في بداية القرن الحادي والعشرين، كانت الأرضية مواتية: بدأ الرأي العام الغربي يشعر فعلا بخيبة أمل فيما يتعلق بالديمقراطية الليبرالية.
تمثل هجمات البرجين التوأمين نقطة تحول في تاريخ نظريات المؤامرة. وأتاح الغرب المكدوم لاتباع نظرية المؤامرة الفرصة لتطوير رواية مضادة للديمقراطية. هذا ما وضّحته، في حوار أجرته كلير شارتييه لمجلة لاكسبريس الفرنسية، الباحثة ماري بيلتييه، من المعهد العالي للتربية غاليليو في بروكسيل، ومؤلفة عملين رئيسيين لفهم الظاهرة: “ايديولوجية المؤامرة: مرض مجتمع ممزق”، و”هوس: داخل كواليس سردية ايديولوجية المؤامرة.
* لماذا تعتبرين الهجوم على “البرجين” “الأسطورة التأسيسية” للنزعة المؤامراتية الحديثة؟
- تزدهر ايديولوجية المؤامرة مع الصدمات والرموز التي تحوّل معناها، وكارثة 11 سبتمبر هي صدمة جماعية وحدثًا رمزيًا للغاية: الغرب، وقيمه، يتعرضان للهجوم. استثمر جورج بوش ومستشاريه من المحافظين الجدد على الفور هذا المتن الحضاري الذي يغذيه هوس مناهض للإسلام، ممّا حفّز أيديولوجية المؤامرة.
*وفق أي منطق؟
- سيعمل اتباع نظرية المؤامرة على كسر هذا الرمز، من خلال تقديم سردية مقلوبة: الغرب يكذب علينا، يتلاعب بنا، بتواطؤ إسرائيل. بعد فترة وجيزة من الحدث، انتشرت نظريات تشكك فيما يُنظر إليه على أنه الرواية الرسمية، بما في ذلك الرواية الأكثر شهرة، التي تؤكد عدم اصطدام أي طائرة بالبنتاغون. ووفق طريقة مجربة، يبدأ اتباع نظرية المؤامرة في تشريح الصور للكشف عن معناها الخفي المزعوم، والصور التي يتم بثها دون انقطاع لساعات، هي التي ترمز إلى الحضارة الغربية التي تهاجمها البربرية. ويمس هذا الخطاب المضاد الجروح القديمة الراسخة في الذاكرة الجماعية: الهيمنة الغربية، التي لا تزال ذكراها حية ليس فقط بين الشعوب المستعمرة السابقة ولكن أيضًا بين أولئك الذين يتعاطفون مع المستعمرين داخل مجتمعاتنا؛ الانقسام القديم بين الحضارة والهمجية سبق استخدامه في الحروب الصليبية.
من 11 سبتمبر 2001، ربط خطاب أيديولوجية المؤامرة بشكل وثيق الحضارة بمناهضة النظام بالمعنى الواسع (مناهضة الإمبريالية، مناهضة التدخل، مناهضة المؤسسات). هذان زرّان دلاليان ينشطهما في وقت واحد في كل حدث مذهل لإعطاء معنى للسردية التي يقدمها... وهي فعّالة جدا.
يمثل 11 سبتمبر الفصل الأول من هذه السردية، ولن يتأخر الثاني طويلا ليتطور مع غزو العراق من قبل الجيش الأمريكي عام 2003، على أساس زائف بأن صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل وكان يستعد لاستخدامها ...
عام 2001، هو “الخديعة”؛ 2003، الدليل على “الخديعة”. في المنطق الدلالي التآمري، فإن الحلقة العراقية هي إثبات أن الغرب يتلاعب بنا لإرساء سيطرته. وهذا يخلق نوعًا من السيناريو في فصلين، وصل إلى جمهور غير مسبوق بفضل نمو المدونات والمنتديات، ثم، من عام 2010، الشبكات الاجتماعية، التي سمحت سهولة استخدامها بزيادة ونشر هذا المحتوى على نطاق واسع. وسرعان ما تحول هذا النقد إلى فكرة: “الديمقراطية هي حيلة؛ لقد كذبنا باسم القيم الديمقراطية لإدامة الهيمنة الاقتصادية».
ما زلنا نميل إلى رؤية اتباع نظرية المؤامرة وصنّاعها على أنهم مهمشون إلى حد ما، لكن منذ البداية، كانت خطابات 11 سبتمبر تحملها جهات معادية للديمقراطية، قادمة من اليمين المتطرف أو من تيارات قريبة من الأنظمة السلطوية وحازمة للغاية. رأت روسيا في عهد بوتين أو إيران وغيرها، أن 11 سبتمبر فرصة لتقديم عرضها السياسي البديل. في بداية القرن الحادي والعشرين، كانت الأرضية مواتية: بدأ الرأي العام الغربي يشعر فعلا بخيبة أمل فيما يتعلق بالديمقراطية الليبرالية.