2028.. الرقم السري في خطة نيكي هايلي

2028.. الرقم السري في خطة نيكي هايلي


لماذا لا تزال نيكي هايلي مصرة على خوض الانتخابات الرئاسية، بالرغم من انسداد الآفاق أمامها لكسب بطاقة الترشح الجمهورية؟.
 أثار هذا السؤال حيرة الكثيرين، وهو أحد أكثر الأسئلة المطروحة حالياً في الولايات المتحدة والمتعلقة بالسباق الانتخابي.
يرى الكاتب إليوت ويلسون في صحيفة «ذا هيل» الأمريكية أن هايلي عانت من كدمات الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية ساوث كارولاينا.
نقطة وحيدة تفوقت فيها على ترامب
وفق ويلسون، إن هايلي متمرسة وواقعية، والأرقام التي ظهرت باستمرار من سباق الحزب الجمهوري لا لبس فيها، لكنها مجرد إنسان. إن خسارة بنسبة 40 إلى 60% أمام دونالد ترامب في الولاية التي ولدت وتعلمت وتزوجت فيها، والتي كانت حاكمتها لمدة 6 أعوام، كانت نكسة لاذعة. الحقيقة هي أن ترامب بدا مرشح الحزب الجمهوري الأكثر الاحتمالاً، منذ أعلن نيته الترشح في نوفمبر -تشرين الثاني 2022. لم يوقفه أي شيء على الصعيد الانتخابي. لقد فاز بالسباقات الجمهورية في ولايات أيوا ونيوهامبشير ونيفادا بالإضافة إلى ساوث كارولاينا وميشيغان، ويتمتع حالياً بـ244 مندوباً للمؤتمر في يوليو (مقابل 43 لهايلي).
بعد الخسارة في ساوث كارولاينا، شددت هايلي على أنها امرأة تلتزم بكلمتها، قائلة إن الملايين من الناخبين الذين لم يشاركوا في العملية التمهيدية «لديهم الحق في خيار حقيقي، لا انتخابات على النمط السوفييتي بمرشح واحد فقط. ومن واجبي أن أمنحهم ذلك الخيار».
أما مالياً، فهي لما تنتهِ بعد. كان يناير -كانون الثاني أفضل شهر لجمع الأموال لها حتى الآن، ومن خلال جذب 11.5 مليون دولار تفوقت على ترامب. لكن النتيجة ليست موضع شك جدي. كانت لجنة «أمريكيون من أجل الرخاء»، وهي لجنة العمل السياسي الكبرى التي توجه الأموال من عائلة كوخ، قد علقت التمويل لحملة هايلي. إذاً بصراحة، لماذا لا تزال مرشحة؟.

بين الشخصي والسياسي
يجيب الكاتب بأن ثمة عنصراً من الفخر في المعادلة. ترامب متفاخر فظ ويحمل أفكاراً تبسيطية خطيرة حول العالم، وليس من السهل على أي سياسي أن يعترف بالهزيمة أمامه. ومع ذلك، لا بد من أن هايلي تضع في ذهنها احتمال انهيار ترشيح ترامب، مهما كان بعيد المنال. في ظل وجود العديد من العقبات القانونية والمالية، قد يحدث شيء ما، وإذا كان الحزب الجمهوري بحاجة إلى استبدال حامل لوائه في وقت لاحق من هذه السنة فسوف ترغب في أن تكون الخيار الطبيعي لتجنب الأزمة، لكن الأمر يتعلق بعام 2028 أكثر من 2024.
إذا استعاد ترامب البيت الأبيض فستكون رئاسته محدودة بولاية واحدة، مما يعني فعلياً بدء السباق لخلافته في اليوم الأول. من غير المرجح أن يختار ترامب نائباً له من ذوي الثقل المستقل، إذ يرجح أن يكون أي نائب رئيس مرشح استمرارية. المرشح المفضل الحالي هو السيناتور تيم سكوت، بالرغم من أن مندوبين في مؤتمر العمل السياسي المحافظ الأخير كانوا يميلون نحو حاكمة ولاية ساوث داكوتا كريستي نويم ورجل الأعمال في مجال التكنولوجيا الحيوية فيفيك راماسوامي.

ما أثبتته هايلي حتى اليوم
ستنتهي الولاية الرئاسية المقبلة في عيد ميلاد نيكي هايلي السادس والخمسين. في ظل المناخ الحالي حيث من المرجح أن يكون نوفمبر -تشرين الثاني مواجهة مباشرة بين رئيسين يبلغ عمراهما مجتمعين 160 عاماً، يقف الوقت إلى جانبها. ليس مستبعداً إذاً النظر إلى هذه الحملة باعتبارها تحضيراً مطولاً لسباق الترشيح المقبل.
أثبتت هايلي فاعليتها في جمع التبرعات، إذ جمعت ما يزيد عن 40 مليون دولار سنة 2023، واستقطبت مانحين بدءاً من عائلة كوخ المحافظة وصولاً إلى شخصيات ذات ميول ديمقراطية مثل ريد هوفمان، أحد مؤسسي موقع لينكد إن. وستكون الشبكات التي أنشأتها ورعتها أساساً مفيداً لأي حملات إضافية.
وبينما تجنب ترامب مناظرات الحزب الجمهوري، أثبتت هايلي بشكل عام أنها منافسة قوية قادرة على إظهار جدية الهدف بالإضافة إلى الرد القاسي على خصومها. كما أنها منحت المحافظين الذين لا يستطيعون قبول ترامب بأي ثمن وسيلة للبقاء صادقين مع ضمائرهم. حتى لو خسرت، لن يكون دعمها عاراً. مؤخراً، عبّر جوناه غولدبرغ من موقع ديسباتش عن هذا الأمر من خلال اقتباس للمنشق السوفييتي ألكسندر سولجينتسين: «دعوا الكذبة تأتي إلى العالم، ودعوها تنتصر حتى. لكن ليس من خلالي».