3 تحديات كبرى تواجه محمد الساحلي لتفادي موسم كارثي جديد بالإفريقي التونسي
يبدأ النادي الإفريقي التونسي مرحلة جديدة قبل بداية موسم 2024 ـ 2025 وذلك من أجل استعادة شيئ من أمجاده بعد سنوات عجاف عجز فيها الفريق الأحمر والأبيض عن التتويج بأي لقب محلي أو قاري، بل ابتعد حتى عن المنافسة على المراكز المؤهلة لدوري أبطال أفريقيا في آخر 5 سنوات.
وشهدت مسيرة النادي الإفريقي في موسم 2024 ـ 2025 أوضاعا حالكة بعدما بدأ الفريق سباق الدوري بطموحات عالية نحو التتويج، لكنه اكتفى في النهاية بالمركز الرابع الذي لم يمنحه حتى بطاقة الكونفدرالية الإفريقية.
وبجانب أزمة النتائج الكارثية، شهد الإفريقي أوضاعا إدارية متأزمة عندما أقدم رئيسه هيكل دخيل وأعضاء مجلس الإدارة على استقالة جماعية بسبب ضغط الجماهير وتصاعد موجة الغضب التي أعقبت الموسم الصفري.
وبدا الإفريقي في الأسابيع الماضية وكأنه يتحسس طريقه للتعافي بتعيين جهاز فني جديد يقوده محمد الساحلي وصعود مجلس إدارة برئاسة محسن الطرابلسي لتولي المقاليد الإدارية.
لكن مع ذلك لا تزال المخاوف تساور مشجعي فريق "باب الجديد" من نكسة جديدة في موسم 2025 ـ 2026، للفريق الأول لكرة القدم.
ويواجه محمد الساحلي، مدرب الإفريقي 3 تحديات أساسية من أجل إنقاذ فريقه من "خيبة" أخرى في الموسم المقبل:
تحديد صلاحيات الإدارة
من بين الأخطاء الكارثية التي وقع فيها النادي الإفريقي في الموسم الماضي التداخل في الأدوار بين الفني والإداري، إذ لم يكن الاستقرار الذي شهده الفريق بمنح ثقته طوال الموسم للمدرب سوى الشجرة التي تحجب غابة المشاكل المحيطة بالفريق.
وفشل الإفريقي في الموسم الماضي في ملف هو الأكثر حساسية وأهمية بتحديد صلاحيات المسؤولين والفصل بين قرارات المسؤولين وتداخلهم في المسائل الفنية.
وسيكون محمد الساحلي أمام اختبار حقيقي لإظهار مدى قدرته على التحكم في المجموعة وتوظيفها على أحسن وجه، تماما مثلما فعل في تجربته الأولى في الدوري التونسي بداية الموسم الماضي عندما قاد الاتحاد المنستيري وساهم في إنهائه السباق في المركز الثاني.
حسم المواجهات الكبرى
فشل دافيد بيتوني المدرب السابق للنادي الإفريقي في الفوز على منافسيه الكبار في الدوري، وبذلك لم يخسر فقط فرصة المراهنة على اللقب بل أيضا رهان المراكز الإفريقية.
ولم يحقق الإفريقي الفوز على الترجي والمنستيري والنجم الساحلي، الأندية التي حلت على التوالي في المراكز الثلاث الأولى، واكتفى بالتعادل معها في مناسبة والخسارة في الأخرى.
من الواضح أن الفوز بالألقاب يحتاج إلى جمع النقاط ولكن أيضا إلى حسم المواجهات مع المنافسين المباشرين على اللقب وهو ما أثبتته نتائج الموسم الماضي وعجز عنه المدرب السابق دافيد بيتوني الذي استغرق في أحلام اليقظة فيما كان فريقه بصدد السقوط إلى الهاوية.
امتحان اللاعبين الشبان
من التحديات التي تواجه محمد الساحلي في الإفريقي خلال الموسم الجديد، هي رهان اللاعبين الشبان، وهو اختبار سقط فيه الجهاز الفني بشكل فادح الموسم الماضي عندما همّش اللاعبين الواعدين ورفض منحهم الفرصة كاملة.
وتعاقد الإفريقي الموسم الماضي مع كل من الليبي فهد المسماري، والجزائري عبد المالك قلالش، كما ضم خلال شهر يناير لاعب وسط منتخب تونس للشباب محمو الصادق محمود.
ورغم تلك التعزيزات، أبدى المدرب السابق قناعات مغايرة ورفض التعويل على الشبان وضخ دماء جديدة في التشكيلة خاصة في النصف الثاني من الموسم عندما ابتعد الفريق عن المراكز الأولى.
ويحتاج النادي الإفريقي إلى منح الفرصة للاعبين الشبان على غرار فهد المسماري وعبد المالك قلالش ومحمد الصادق محمود ومحمد أمين العجيمي بجانب التعاقدات التي من المحتمل أن يقدم عليها المسؤولون عند انطلاق فترة الانتقالات الصيفية يوم الثلاثاء المقبل.
وبدأ النادي الإفريقي بقيادة جهازه الفني الجديد يوم الأربعاء الماضي تدريباته استعدادا لموسم 2025 ـ 2026، الذي سيبحث فيه الفريق الثاني في تونس تتويجا بالألقاب، عن إنجاز جديد سيكون الأول للفريق منذ موسم 2014 ـ 2025.