رئيس الدولة والرئيس القبرصي يؤكدان أهمية العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار الإقليميين
5 سيناريوهات لصراع أوسع في الشرق الأوسط
رجّح الكاتب سيث فرانتزمان أن يكون نشوب حرب أخرى في الشرق الأوسط إحدى نتائج الحرب على أوكرانيا، ما يعني أنه من الأهمية بمكان الاستعداد الآن، حتى في الوقت الذي يصب فيه الآخرون كل تركيزهم على أوكرانيا.
وكتب فرانتزمان، في تحليل لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أن آثار هذه الحرب يمكن أن تؤدي إلى تصعيد التوتر في الشرق الأوسط، نظراً لأن عدداً من البلدان والجهات الفاعلة يمكن أن تستفيد من الصراع في أوكرانيا لإطلاق غزواتها وعملياتها، مشيراً إلى أن إسرائيل على وجه الخصوص معرّضة لهذا التصعيد.
وتحدّث عن خمسة سيناريوهات رئيسية محتملة لتطور صراع أوسع في الشرق الأوسط بعد الغزو الروسي لأوكرانيا:
محادثات الاتفاق النووي
إن إحدى الطرق التي يمكن أن يؤدي بها الصراع إلى تصعيد في المنطقة هي عبر محادثات الاتفاق النووي مع إيران، مشيرًا إلى أن روسيا تلعب دوراً رئيسياً في المحادثات، وقد ترغب في معاقبة الغرب على رد فعله على غزو أوكرانيا، ولكي تصرف انتباه الغرب، يمكن لروسيا أن تمكِّن إيران من التحرك نحو مزيد من تخصيب اليورانيوم والاقتراب من تصنيع سلاح نووي، وهذا من شأنه أن يخلق أزمة وقد يؤدي إلى تصعيد بين إسرائيل وإيران.
واعتبر الكاتب أن زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي لاسرائيل، الخميس الماضي، دلالة على القلق الاسرائيلي بشأن البرنامج النووي الإيراني والخطوط الحمراء المختلفة المرتبطة به، حيث قد تلعب روسيا بورقة إيران إذا شعرت أن حرب أوكرانيا تؤدي إلى عزلة موسكو.
وقد تدفع الحرب في أوكرانيا إيران إلى الاعتقاد بأن أي دولة يمكنها الآن غزو دولة أخرى دون تكبُّد تداعيات كبيرة. ومع تشتت انتباه العالم، قد تقرر إيران أن الوقت قد حان لصراع إقليمي أكبر. ويمكن أن يبدأ هذا بمحاولة إيران خلق أزمة في البحرين، حيث يتمركز الأسطول الخامس الأمريكي وحيث ترتبط إسرائيل الآن بالقيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية. تحاول إيران أيضًا التصعيد المباشر ضد القوات الأمريكية أو غيرها من القوات البحرية في الخليج العربي. وقد يحدث التصعيد إذا لم يتوصَّل الغرب لصفقة مع إيران. وترغب طهران في اختبار الولايات المتحدة أو تهديدها بالعودة إلى طاولة المحادثات. وقد تتحرك إيران ضد القوات الأمريكية في قاعدة التنف في سوريا، أو ضد القوات الأمريكية في أربيل بإقليم كردستان شمال العراق. وتلك هي أهداف إيران في محيطها القريب، أي المناطق التي تقع في مجال نفوذها.
التغيير في سوريا
قد تختار الولايات المتحدة سحب القوات في سوريا إذا شعرت أنها تحتاج إلى مزيد من الالتزام تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومع تصاعد التوترات في الصين. وهذا يعني أن الولايات المتحدة قد تختار إنهاء العمليات في شرق سوريا أو التنف.
وقد تختار تركيا أيضًا مهاجمة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة. فتركيا تحاول تحقيق توازن في تعاملها مع ملف أوكرانيا، حيث تزود كييف بطائرات مسيَّرة في وقت تشتري فيه صواريخ إس-400 من روسيا.
قد تلجأ تركيا إلى خيارين: إما دعم روسيا لتحقيق مكاسب في سوريا، أو دعم سياسة الناتو مقابل غزو المزيد من المناطق الكردية في سوريا. وفي كلتا الحالتين، يمكن لتركيا أن تبتز الولايات المتحدة وروسيا في سوريا.
حرب مباشرة بين “حزب الله” واسرائيل
يراقب “حزب الله” انهيار لبنان المالي والاقتصادي. ويحتاج لبنان الآن إلى مزيد من القمح بسبب الأزمة الأوكرانية، فيما يعاني بالفعل من أزمة طاقة.
ومؤخراً، اختبر “حزب الله” إسرائيل من خلال تحليق طائرة مسيّرة عبر الحدود. ويمكن أن يقرر الحزب أن هذا هو الوقت المناسب للتصعيد في مرتفعات الجولان أو حدود لبنان. وقد يكون من المفيد لإيران التخطيط لتصعيد يشمل “حماس” في قطاع غزة، والحوثيين في اليمن، والمليشيات العراقية والسورية، ويمكن أن يشمل هذا تهديدات الطائرات المسيَّرة والصواريخ البالستية.
تعاون إسرائيلي- أميركي
في سوريا
لطالما قالت إسرائيل إنها تعارض الوجود الإيراني في سوريا، ولذلك على تل أبيب موازنة العلاقات مع روسيا في ما يتعلق بالحاجة إلى تنفيذ عمليات في سوريا، خاصّة وفي ظل احتمال حدوث أزمة في سوريا إذا قرّرت روسيا محاولة صرف الانتباه عن أوكرانيا من خلال تصعيد التوترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل في سوريا.
من جهتها، تدعم الولايات المتحدة “حملة إسرائيل بين الحروب” في سوريا، وتمثل زيارة ماكنزي لإسرائيل أهمية من حيث التعاون الإسرائيلي-الأمريكي، وطريقة تعزيز إسرائيل دورها في مجال عمليات القيادة المركزية، ومع ذلك، هذا يعني أيضًا أن سوريا منطقة مهمة للنقاش. ومن المنطقي تمامًا أن تقرّر روسيا أن الوقت قد حان لتسخين الأجواء في سوريا لصرف الانتباه عن العزلة التي تواجهها دبلوماسياً في أوكرانيا.
وختم فرانتزمان قائلاً إن هذه هي الطرق الخمس الرئيسية التي قد يتطور بها الصراع في المنطقة كنتيجة غير مقصودة للحرب الروسية، ولذلك يتعين على إسرائيل وشركائها وحلفائها التفكير ملياً في امكانية التصعيد في وقت تتجه فيه أنظار العالم إلى أوروبا الشرقية وينصرف تركيزه عن الشرق الأوسط».