«أفلاطون الشاب».. بساطة بصرية وعمق إنساني

«أفلاطون الشاب».. بساطة بصرية وعمق إنساني

يستحيل أنْ يتغيّر الحمض النووي (DNA)، تماماً كاستحالة أنْ يتغيّر التاريخ. تعبيرٌ يُقال في صفّ مدرسيّ، يُشرف عليه كفن ماكَرِفاي، مدير "مدرسة الصليب المقدّس للصبيان"، في مدينة "أرْدوين"، في شمالي بلفاست الأيرلندية.

 يعتمد ماكَرِفاي أسلوباً يمزج التعليم بالتحفيز على الحوار والنقاش. يستند إلى الفلسفة، كي يحثّ تلامذته الصغار على إعمال العقل، وفهم الذات والعلاقة بالآخر، وهذه الأخيرة أساسية، فالمدينة مُقيمة في تاريخ مُثقل بحروب ونزاعات وخراب وتمزّقات، والتلامذة يُعانون ثقل الذاكرة-التاريخ، لكنّهم يتمرّنون على لجم الغضب والتعصّب والانغلاق، وبعضهم يرفض المثول أمام ذاكرة التاريخ، فالآخر، بالنسبة إليه، قريبٌ وليس غريباً.

يحصل هذا في "أفلاطون الشاب" (2021)، لنِسا ني شانِآن ودكْلِن ماكْغراث، المعروض في افتتاح الدورة الـ6 (2 ـ 4 أكتوبر/ تشرين الأول 2022) لـ"كرامة بيروت، مهرجان أفلام حقوق الإنسان". ماكَرِفاي فنان في تواصله مع التلامذة. يُدرك خصوصية كلّ واحد منهم، فيتمكّن من بلوغ الأعمق فيهم، عبر الكلام والحوار. لا تلقين إطلاقاً. هذا معروف في الثقافة الغربيّة، الخاصّة بالتربية والتعليم. هذا ينسحب على من يعمل معه أيضاً. فلكلّ تلميذٍ عالمٌ، وهذا يجعل المُدرسين/المُدرسات يتفنّنون في ابتكار أفضل لغة للحوار والتواصل.

يعشق كفن ماكَرِفاي الفلسفة والتعليم، كعشقه إلفيس بريسلي، الذي تُزيّن صورٌ له وألعاب تمثّله غرفة المكتب. يلتقي أهل التلامذة، فتحضر النكتة أحياناً، ما يُشيع مناخاً مُريحاً يُسهِّل التفاهم بين الجميع. تاريخ أيرلندا، بحروبها الكثيرة بين البروتستانت والكاثوليك تحديداً، حاضرٌ في الراهن، بعنفٍ وقوّة أحياناً. ملصقات ورسوم وشعارات، بأحجامٍ مختلفة، منتشرة في شوارع وأزقّة. ما يُشبه "جدار برلين" يظهر في لقطات مُصوّرة بالـ"درون" (نِسا ني شانِآن)، تكشف، في الوقت نفسه، مدينة تمتدّ في جغرافيّتها البسيطة، وفي تاريخها المُشبع بالآلام والقلق والدمار.

التاريخ نفسه ينفلش أمام التلامذة، عبر صُور فوتوغرافية، ينتبه بعضهم إلى ما فيها من آثار حربٍ، وهذا البعض يعرف راهن مكان تلك الآثار. باصٌ للمدرسة يسدّ زقاقاً، فيروي أستاذٌ حكاية تلك اللحظة، المختصرة بكون الباص حاجزاً لحماية الناس السائرين على أقدامهم من رصاصٍ. صورة كهذه تُحيل إلى صُور أخرى، توثِّق ذاك الماضي، وشيءٌ منه غير بعيد عن راهن التلامذة وأهلهم. فالحرب المزمنة بين الطائفتين المسيحيتين نواة تفكيرٍ عصريّ يريد للتلامذة (في بدايات مُراهقتهم) فهمها، واكتشاف تأثيراتها، ما يؤدّي بهم إلى إدراك عواقبها، وبعض تلك التأثيرات والعواقب يُناقَش في الصف.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/