تحت رعاية رئيس الدولة.. خالد بن محمد بن زايد يشهد حفل تخريج جامعة خليفة لعام 2025
أساليب عنيفة وغير قانونية لإجبار طالبي اللجوء على العودة
«إندبندنت»: الاتحاد الأوروبي يموّل عمليات ترهيب اللاجئين
كشفت صحيفة “إندبندنت” البريطانية أن دولاً أوروبية تستخدم أساليب عنيفة وغير قانونية لإجبار طالبي اللجوء على العودة عبر حدودها، كجزء من عمليات يموّلها الاتحاد الأوروبي. واستندت الصحيفة في تقريرها إلى أدلة جمعتها منظمة “لايتهاوس ريبورتس” غير الربحية، عن تعرّض مهاجرين للضرب وإطلاق النار في الأشهر الأخيرة، خلال ما يُسمى بعمليات “الصد” التي نفّذها رجال مقنعون في كرواتيا ورومانيا واليونان. وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن ملابسهم لا تحمل أية شارات، فإن هؤلاء الرجال الملثّمين هم أعضاء في وحدات الشرطة الوطنية التي تتلقى تمويلاً من الاتحاد الأوروبي، للقيام بدوريات على الحدود.
عمليات الصدّ.. وأثارت النتائج مخاوف من استخدام أوروبا المتزايد لعمليات الصد، وهو شكل من أشكال الترحيل ينتهك قانون الاتحاد الأوروبي واتفاقية جنيف للاجئين. ويأتي ذلك في الوقت الذي تخطط فيه بريطانيا للبدء في استخدام تكتيكات الصدّ في القناة الإنكليزية، لإجبار طالبي اللجوء الذين يحاولون الوصول إلى أراضيها على متن قوارب صغيرة، على العودة إلى فرنسا، الأمر الذي يعرّض المهاجرين لخطر شديد. وكجزء من تحقيق المنظمة، ظهر رجال مسلّحون مقنّعون، في مقطع فيديو تمّ تصويره على الأراضي الكرواتية في يونيو -حزيران الماضي، وهم يضربون طالبي لجوء بالهراوات، لإجبارهم على النزول في نهر كورانا والاتجاه نحو البوسنة والهرسك. ويُظهر الفيديو أحد الملثّمين وهو يضرب الرجال بعصاه على أرجلهم، حتى يتعثّروا في النهر، قائلاً: اذهبوا إلى البوسنة».
وفي مقابلات مع المهاجرين بعد الحادث مباشرة، قالوا إنهم من “أفغانستان وباكستان، وإنهم طلبوا اللجوء عندما التقوا بضباط شرطة كرواتيين”، وكشفوا عن آثار الضرب على أجسادهم.
من هم الملثمون؟ .. ويكشف تحليل اللقطات أن الرجال الملثمين كانوا مجهّزين، ويرتدون زياً موحداً يتوافق مع زيّ شرطة مكافحة الشغب الكرواتية، التي تتلقى تمويلاً من الاتحاد الأوروبي للمساعدة في الحفاظ على أمن الحدود. وقال ضباط كرواتيون تمت مقابلتهم ضمن التحقيق، إنهم يعتقدون أن “الملثمين في الفيديو كانوا من ضباط شرطة مكافحة الشغب”.
ويدعم هذا التقييم أيضاً تسجيلاً منفصلاً يعود إلى مايو - أيار الماضي، حيث يظهر ضابطاً ينفّذ “عمليات صد” ويحمل إشارات شرطة مكافحة الشغب على زيّه العسكري. ووصف أحد ضباط الشرطة البوسنيين، الذي لم يرغب بالكشف عن اسمه، تصرّفات الضباط الكرواتيين بأنه “اغتصاب وتعذيب». وقال: “رأيت أشخاصاً يتعرّضون للضرب مرات عديدة ... بينهم قاصرون، يبلغون من العمر 16 عاماً. ويحاول عناصر الشرطة الكرواتية الذين ينفّذون عمليات الصد إخفاء أنفسهم من خلال نزع شاراتهم ووضع أقنعة على وجوههم. ما يفعلونه مخالف للقانون، سواء من الجانب الكرواتي أو من الجانب البوسني». وأشار إلى أن هؤلاء العناصر تعيّنهم الدولة للقيام بهذه العمليات، التي يتلقون مقابلها أجوراً إضافية، ناهيك عن الأموال التي يأخذها بعضهم من طالبي اللجوء. وأضاف: “لا أحد يتحكّم بأنشطتهم. مهمتهم هي فقط إعادة جميع المهاجرين غير القانونين الموجودين على الأراضي الكرواتية، بأي وسيلة ممكنة وبشرط ألا يراهم أحد». ونقلت الصحيفة البريطانية عن نازيلا، وهي أفغانية تبلغ من العمر 16 عاماً ومقيمة حالياً في البوسنة مع والديها وشقيقها الأصغر، قولها إن “الشرطة ضربت شقيقها وسرقت أمواله بينما كانت الأسرة تحاول العبور إلى كرواتيا». وقالت المراهقة التي عاشت في إيران معظم حياتها قبل أن تفرّ عائلتها إلى أوروبا: “ضربه رجال الكوماندوز، وركلوه على ظهره وتحت أضلعه. وقالوا له: ارجع إلى أفغانستان».
تمويل أوروبي.. ونقلت الصحيفة عن يلينا سيسار، الباحثة في مكتب أوروبا في منظمة العفو الدولية، قولها: “لا يمكن إنكار أن زي الرجال الملثمين وأسلحتهم ومعداتهم هي تلك المستخدمة حصرياً من قبل شرطة مكافحة الشغب في كرواتيا». وأضافت سيسار: “ما يُقلق في الأمر أن المفوضية الأوروبية تواصل غضّ الطرف عن الانتهاكات الصارخة لقوانين الاتحاد الأوروبي، وتستمرّ بتمويل الشرطة والعمليات الحدودية في هذه البلدان».
وأشارت إلى أنه في يوليو -تموز الماضي، بعد وقت قصير من تسجيل الفيديو، حصلت كرواتيا على منحة تمويل طارئة من المفوضية الأوروبية بقيمة 14 مليون يورو. وأوضحت أنه على غرار السنوات السابقة، فإن بعض هذه الأموال تغطّي المعدات وحتى رواتب مسؤولي الشرطة على الحدود، وبالتالي تورّط الاتحاد الأوروبي بشكل مباشر في الانتهاكات الصارخة لقوانينه من قبل الشرطة الكرواتية.
635 حادثة مشابهة..جمع التحقيق أيضاً مقاطع فيديو متاحة للجمهور لـ 635 حادثة صد مزعومة نفّذها ضباط الحدود اليونانيون في بحر إيجه منذ مارس -آذار 2020 ، شارك فيها 15 رجلاً ملثماً. في إحدى الحوادث، حاول 25 طالب لجوء على متن زورق الوصول إلى شاطئ جزيرة كوس، لكن عناصر خفر السواحل اليوناني منعهم من الوصول عبر ضربهم بعصا، وإطلاق النار على الماء. وفي وقت لاحق، قبض عناصر خفر السواحل التركي عليهم. وفي لقطات منفصلة من رومانيا، يظهر حرس الحدود وهم يقومون بعمليات صدّ على الحدود مع صربيا. وجمع التحقيق شهادات من رجال ونساء ضُبطوا في عمليات الصدّ هذه، وشهدوا بأنهم تعرّضوا لاعتداءات عنيفة خلال نفس العملية.
تصرّفات غير قانونية .. وقالت كاثرين وولارد، المديرة التنفيذية للمجلس الأوروبي للاجئين والمنفيين ECRE ، إن النتائج “الصادمة” تضاف إلى “مجموعة من الأدلة الناشئة حول عمليات الإعادة العنيفة التي تحدث على حدود الاتحاد الأوروبي”، والتي وصفتها بأنها “غير قانونية وغير أخلاقية بل بغيضة». ودعت وولارد مفوضية الاتحاد الأوروبي إلى “أن تكون أكثر صرامة” عندما يتعلّق الأمر بعدم الامتثال للالتزامات التي تشمل معاملة الأشخاص على الحدود.
وأضافت: “هناك حالة من التسامح مع هذه الأفعال، أو يمكن وصفها بالإفلات من العقاب عندما يتعلق الأمر بانتهاكات واضحة».