ألهمت العديد من الأحداث القاتلة الأخرى
«الاستبدال العظيم»، النظرية التي أثارها مجرم بوفالو
-- وُلدت هذه النظرية في فرنسا، وانتشرت في دوائر النازيين الجدد وتفوق البيض
-- نظرية «الاستبدال العظيم» مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالخوف من الهجرة
يقال إن نظرية “الاستبدال العظيم” كانت الدافع وراء الهجوم الذي أودى بحياة عشرة أشخاص على الأقل، معظمهم من الأمريكيين السود، في نهاية الأسبوع الماضي في بوفالو. وفي ما يلي نبذة مختصرة عن نظرية المؤامرة اليمينية المتطرفة.
جريمة عنصرية
بدافع الكراهية
السبت، سافر شخص متعصب أبيض يبلغ من العمر 18 عامًا أكثر من 300 ميل من بلدة كونكلين في جنوب ولاية نيويورك إلى موقف للسيارات في متجر بقالة، بوفالو، بالقرب من الحدود بين كندا والولايات المتحدة.
وأسفر الهجوم، الذي تم بثه على منصة تويتش، عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين. 11 من الضحايا من السود واثنان من البيض.
وصفت السلطات الأمريكية الهجوم بأنه “جريمة عنصرية دافعها الكراهية” لأن القاتل الشاب نشر بيانًا على الإنترنت قبل تنفيذ جريمته يعجّ بخطاب الكراهية والإشارات إلى نظرية “الاستبدال العظيم».
ووفق وسائل الإعلام الأمريكية، تمتلئ الوثيقة المكونة من 180 صفحة أيضًا بإشارات إلى جرائم أخرى ارتكبها متطرفون بيض، منها المذبحة الإسلاموفوبية في كرايستشيرش، نيوزيلندا، عام 2019. وقد فتح المنتمي لنظرية “الاستبدال العظيم” حينها النار في مسجدين، مما أسفر عن مقتل 51 مصليًا.
ألهمت هذه النظرية أيضًا العديد من الأحداث القاتلة الأخرى التي استهدفت مجتمعات الأقليات في أوروبا والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.
ما هي نظرية “الاستبدال العظيم”؟
«الاستبدال العظيم” مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالخوف من الهجرة، يقول فريدريك نادو، الباحث في مركز الخبرة والتدريب في الأصولية الدينية والإيديولوجيات السياسية والتطرف.
«ببساطة شديدة، إنها فكرة تقول أن نخبة عالمية تسعى إلى طمس الثقافات والحضارات الغربية البيضاء من خلال هجرة الأشخاص غير البيض الذين يحملون ثقافة غير قابلة للاستيعاب”، يشرح الباحث.
بالنسبة لأتباع هذه النظرية، فـــــــإن هذه النخبــــــة المعولمة، ستعمل على “إبـــــادة جماعية بطيئة”. ويعتقدون، على وجه الخصوص، أن تدفق الناخبين غير البيض يُضعف التصويت الأبيض، وبالتالي المجتمعات البيضاء. وسيكون الهدف هو القضاء على ما يسمى بالشعوب البيضاء “الأصيلة” لإنتاج كائن بشري “جنيس».
وُلدت هذه النظرية في فرنسا في أوائل القرن العشرين، وانتشرت في دوائر النازيين الجدد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ثم في حركات تفوق الرجل الابيض واليمين المتطرف الأخرى في العقود الأخيرة. وفي الآونة الأخيرة، طرحها المؤلف الفرنسي رينو كامو، في كتاب نُشر عام 2011.
«من الممكن اعادة أصولها إلى جماعات البيض المتطرفة واليمينية المتطرفة، لكنها اليوم اتسعت قليلاً. وقد انتشرت مفاهيمها في وسائل الإعلام الأكثر شعبية والدوائر السياسية المعارضة للهجرة، يوضح فريديريك نادو.
في الواقع، تنتشر موضوعات “الاستبدال العظيم” في البلدان التي تشهد الهجرة فيها استقطابًا، مثل الولايات المتحدة وفرنسا. خلال الحملة الرئاسية الفرنسية الأخيرة، ذكرها مرشحو اليمين المتطرف، مثل إريك زمور ومارين لوبان.
أي مكانة تحتلها
في كيبيك؟
وعلى الرغم من وجود هذه النظرية في كيبيك، إلا أن هذه النظرية تظل هامشية تمامًا، يشير السيد نادو.
«في كيبيك، رأينا التأثير محسوسًا في الأعوام 2010-2015، مع ظهور حركات فاشية جديدة علنية، مثل مجموعة أتالانتي. لكن بشكل عام، لا نتحدث عنها صراحة كما في فرنسا، حيث تنظم الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام الكبرى مناظرات حول هذه المسألة.
الحذر مطلوب، مع ذلك، ينبّه السيد نادو.
«المشكلة، هي أنها مثل جميع نظريات المؤامرة، تقوم على المخاوف التي تنبع من رؤية المرء لبلده أو ثقافته تتغير. لا شك أن وجه كيبيك وقيمها تتغير، لم نعد في كيبيك الستينات، ولا يوجد على الإطلاق “استبدال” ينتظرها، ولا سيما استبدال منظم”، يشدد الباحث. إن الخوف من رؤية قيمه تتغيّر يمكن أن يشوه الواقع ويساهم في ظهور تيارات مثل “الاستبدال العظيم”. عام 2016، أوضح مسح أُجري في كيبيك هذا الأمر جيدًا. «لقد طلبنا من سكان كيبيك تقدير نسبة المسلمين في الإقليم. في الواقع، يمثل السكان المسلمون حوالي 3 % من السكان. لكن في تصورات الناس، كانوا حوالي 20 بالمائة. إنه فرق كبير يأتي من القلق من العيش في عالم متغير. لذلك يجب توخي الحذر وعدم الاستهانة بهذه الحركات، لأن العالم سيستمر في التطور».
-- نظرية «الاستبدال العظيم» مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالخوف من الهجرة
يقال إن نظرية “الاستبدال العظيم” كانت الدافع وراء الهجوم الذي أودى بحياة عشرة أشخاص على الأقل، معظمهم من الأمريكيين السود، في نهاية الأسبوع الماضي في بوفالو. وفي ما يلي نبذة مختصرة عن نظرية المؤامرة اليمينية المتطرفة.
جريمة عنصرية
بدافع الكراهية
السبت، سافر شخص متعصب أبيض يبلغ من العمر 18 عامًا أكثر من 300 ميل من بلدة كونكلين في جنوب ولاية نيويورك إلى موقف للسيارات في متجر بقالة، بوفالو، بالقرب من الحدود بين كندا والولايات المتحدة.
وأسفر الهجوم، الذي تم بثه على منصة تويتش، عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين. 11 من الضحايا من السود واثنان من البيض.
وصفت السلطات الأمريكية الهجوم بأنه “جريمة عنصرية دافعها الكراهية” لأن القاتل الشاب نشر بيانًا على الإنترنت قبل تنفيذ جريمته يعجّ بخطاب الكراهية والإشارات إلى نظرية “الاستبدال العظيم».
ووفق وسائل الإعلام الأمريكية، تمتلئ الوثيقة المكونة من 180 صفحة أيضًا بإشارات إلى جرائم أخرى ارتكبها متطرفون بيض، منها المذبحة الإسلاموفوبية في كرايستشيرش، نيوزيلندا، عام 2019. وقد فتح المنتمي لنظرية “الاستبدال العظيم” حينها النار في مسجدين، مما أسفر عن مقتل 51 مصليًا.
ألهمت هذه النظرية أيضًا العديد من الأحداث القاتلة الأخرى التي استهدفت مجتمعات الأقليات في أوروبا والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.
ما هي نظرية “الاستبدال العظيم”؟
«الاستبدال العظيم” مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالخوف من الهجرة، يقول فريدريك نادو، الباحث في مركز الخبرة والتدريب في الأصولية الدينية والإيديولوجيات السياسية والتطرف.
«ببساطة شديدة، إنها فكرة تقول أن نخبة عالمية تسعى إلى طمس الثقافات والحضارات الغربية البيضاء من خلال هجرة الأشخاص غير البيض الذين يحملون ثقافة غير قابلة للاستيعاب”، يشرح الباحث.
بالنسبة لأتباع هذه النظرية، فـــــــإن هذه النخبــــــة المعولمة، ستعمل على “إبـــــادة جماعية بطيئة”. ويعتقدون، على وجه الخصوص، أن تدفق الناخبين غير البيض يُضعف التصويت الأبيض، وبالتالي المجتمعات البيضاء. وسيكون الهدف هو القضاء على ما يسمى بالشعوب البيضاء “الأصيلة” لإنتاج كائن بشري “جنيس».
وُلدت هذه النظرية في فرنسا في أوائل القرن العشرين، وانتشرت في دوائر النازيين الجدد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ثم في حركات تفوق الرجل الابيض واليمين المتطرف الأخرى في العقود الأخيرة. وفي الآونة الأخيرة، طرحها المؤلف الفرنسي رينو كامو، في كتاب نُشر عام 2011.
«من الممكن اعادة أصولها إلى جماعات البيض المتطرفة واليمينية المتطرفة، لكنها اليوم اتسعت قليلاً. وقد انتشرت مفاهيمها في وسائل الإعلام الأكثر شعبية والدوائر السياسية المعارضة للهجرة، يوضح فريديريك نادو.
في الواقع، تنتشر موضوعات “الاستبدال العظيم” في البلدان التي تشهد الهجرة فيها استقطابًا، مثل الولايات المتحدة وفرنسا. خلال الحملة الرئاسية الفرنسية الأخيرة، ذكرها مرشحو اليمين المتطرف، مثل إريك زمور ومارين لوبان.
أي مكانة تحتلها
في كيبيك؟
وعلى الرغم من وجود هذه النظرية في كيبيك، إلا أن هذه النظرية تظل هامشية تمامًا، يشير السيد نادو.
«في كيبيك، رأينا التأثير محسوسًا في الأعوام 2010-2015، مع ظهور حركات فاشية جديدة علنية، مثل مجموعة أتالانتي. لكن بشكل عام، لا نتحدث عنها صراحة كما في فرنسا، حيث تنظم الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام الكبرى مناظرات حول هذه المسألة.
الحذر مطلوب، مع ذلك، ينبّه السيد نادو.
«المشكلة، هي أنها مثل جميع نظريات المؤامرة، تقوم على المخاوف التي تنبع من رؤية المرء لبلده أو ثقافته تتغير. لا شك أن وجه كيبيك وقيمها تتغير، لم نعد في كيبيك الستينات، ولا يوجد على الإطلاق “استبدال” ينتظرها، ولا سيما استبدال منظم”، يشدد الباحث. إن الخوف من رؤية قيمه تتغيّر يمكن أن يشوه الواقع ويساهم في ظهور تيارات مثل “الاستبدال العظيم”. عام 2016، أوضح مسح أُجري في كيبيك هذا الأمر جيدًا. «لقد طلبنا من سكان كيبيك تقدير نسبة المسلمين في الإقليم. في الواقع، يمثل السكان المسلمون حوالي 3 % من السكان. لكن في تصورات الناس، كانوا حوالي 20 بالمائة. إنه فرق كبير يأتي من القلق من العيش في عالم متغير. لذلك يجب توخي الحذر وعدم الاستهانة بهذه الحركات، لأن العالم سيستمر في التطور».