رئيس الدولة والرئيس التركي يؤكدان ضرورة تكثيف الجهود لخفض التصعيد والعودة إلى الحوار
«الشارقة للكتاب» : تصميم أغلفة الكتب .. فن وإبداع وتقنية تسويق
أكد عدد من الناشرين أن تطوير الكتاب قضية حتمية في ظل التغيرات في توجهات القراء وظهور خيارات متعددة ومتنوعة للوصول للمعلومة والتزود في المعرفة؛ وقالوا إن التطوير في الكتاب يبدأ من الغلاف فهو بوابة القارئ إلى المحتوى المكتوب وجاذبيته وجودته تلعب دوراً محورياً في إقبال القراء عليه.
وفيما يشهد معرض الشارقة الدولي للكتاب 42 الذي يستمر حتى 12 نوفمبر مشاركة 2033 ناشراً من مختلف أنحاء العالم تتجسد على أرض الواقع المنافسة في تطوير صناعة تصميم أغلفة الكتب حيث يكشف ناشرون ومسؤولون في عدد من دور النشر المشاركة في المعرض التوجهات الجديدة لتصميم الغلاف من حيث الخطوط والألوان والأسلوب الفني ودور ذلك في نجاح الكتاب. ورأى أحمد بدير مدير عام “دار الشروق” في مصر أن الغلاف أهم عنصر في نجاح الكتاب ومع أهمية العنوان واسم المؤلف يبقى للغلاف أهمية خاصة، فالكتاب يجب أن يجذب القارئ أولًا وأيضاً ينافس في صناعة النشر كتبا أخرى لناشرين آخرين عرب وأجانب، مشيرا إلى أنهم من أوائل الدور التي استعانت بأجيال من الفنانين التشكيليين في تصميم الغلاف.
وحول أساليب تصميم الغلاف؛ قال بدير : في الروايات نفضل اللوحات التعبيرية وفي الكتب التاريخية اللوحات التشكيلية وفي السيرة الذاتية نستخدم صورة فوتوغرافية للكاتب كما نستخدم التصوير الفوتوغرافي والكولاج، والألوان لها دور في نجاح الغلاف وهي أيضا تخضع للتوجهات الدارجة، ففي الثمانينيات والتسعينيات كان السائد الألوان الغامقة للتعبير عن الرصانة أما الآن فيحدث العكس فالتوجهات الدارجة تتجه نحو البنفسجي والأخضر بدرجاته والأزرق المبهج أو الغامق. وأوضح أن الفئة التي يتوجه لها الكتاب تحدد الألوان فكتب الأطفال تكون غامرة بالألوان لجذب انتباه الطفل لأنها تنافس أفلام الكارتون وألعاب الموبايل، مشيرا إلى أنهم يحافظون على الفن اليدوي ويستخدمون خطوط الكمبيوتر في أضيق الحدود.
من جانبه قال ماجد شبر مدير شركة الوراق للنشر في بريطانيا، إن الغلاف لا يقتصر دوره على تقديم فكرة عن محتوى الكتاب ولكن له أهداف تسويقية فهناك أغلفة تبيع الكتب وأخرى لا، فالأغلفة عامل الجذب الأول، وبعد ذلك يأتي العنوان ثم الموضوع، مشيرا إلى أن تصميم الغلاف يشمل العنوان والرسم وطريقة التوزيع الفنية وكل عنصر له مقوماته والفكرة هي التي تحدد الاتجاه الفني ونحن نستخدم لوحات تشكيلية ورسوما تعبيرية وأحيانا أخرى نميل إلى البساطة.
وأكد شبر الحرص في شركة الوراق على استخدام الخطوط العربية اليدوية في العناوين لتحقيق الجمالية والوضوح والتميز حيث يتم التدقيق حتى في نوع الخط مع الميل إلى الرقعة والديواني والثلث. ورأى إسحاق أبو زر مسؤول المبيعات والتسويق في “السلوى للدراسات والنشر” في الأردن أن صناعة الكتاب أصبحت تحديا خاصة بالنسبة للأطفال لأن الطفل لا يتقبل أي شيء ويحتاج إلى شيء مميز؛ وقال إن الغلاف يحظى باهتمام خاص حيث نتعاون مع عدد من الفنانين المتخصصين في رسومات الأطفال خاصة وأننا نوجه إصداراتنا إلى الفئات من 0+ و11+ بمعنى أن هناك فئة من الأطفال ما قبل المدرسة لم تقرأ بعد لذلك يصبح شكل الغلاف أهم من عنوانه، مشيرا إلى أنهم يركزون على الألوان الأساسية المبهجة التي تجذب الصغار.
وقال أحمد لاشين مدير قسم التسويق في “دار الهدهد” للنشر والتوزيع، إن تصميم الغلاف الجذاب والملهم يمكن أن يشجع القراء على اختيار الكتاب وقراءته، مشيرا إلى أن عناصر تصميم الغلاف تشمل العنوان وتنسيق الصحة والنص والصور والرسوم والألوان والخطوط والرؤية العامة.
وأوضح أن اتجاهات التصميم الحديثة في الغلاف تتضمن التصميم المسطح والتركيز على الخطوط والتصميم بالصور وهناك توجه نحو استخدام الأبعاد لتحسين تجربة المستخدم بالإضافة إلى تصميم الواجهة الأمامية والواجهات الداكنة لتعزيز جاذبية ووظائف المنشورات والمواد النشرية.
وأكد لاشين، أن الرسومات تلعب دورا مهما في استمالة القارئ من خلال توفير تجربة بصرية جذابة تقدم مزيدا من الأبعاد للمحتوى وتدفع القارئ للاستمرار في القراءة، كما تلعب دورا في تبسيط المفاهيم مما يجعل المعلومات أكثر وضوحا وفهما بفضل تأثيرها البصري.