وليام وهاري ووسائل الإعلام:

«بي بي سي» تلقي بحجر في البركة الراكدة...!

«بي بي سي» تلقي بحجر في البركة الراكدة...!

  يثير الفيلم الوثائقي “الأمراء ووسائل الإعلام”، الذي يحكي كواليس حرب الأشقاء، غضبا لم تعتد عليه العائلة المالكة البريطانية.
   من خلال فتح صندوق “عش الأفاعي”، مساء الاثنين وفي وقت الذروة، ونعني قصر باكنغهام من زاوية العداء بين دوق ودوقات كامبريدج وساسكس، القت البي بي سي حجرا حقيقيًا في البركة الملكية.
   لقد تم سرد لائحة الاتهام دون أي مجاملة أو لغة خشبية، في فيلم وثائقي “الأمراء ووسائل الإعلام”، يسلط الضوء على صراع الخناجر بين المراكز الثلاثة للسلطة السيادية -الملكة والأمير تشارلز والأمير وليام -والزوجين هاري ميغان، من أجل التلاعب وتوظيف كتاب الأعمدة المتخصصين، للحصول على أفضل تغطية وتناول إعلامي.
   الجزء الأول من هذا التحقيق المكون من حلقتين (يُذاع الثاني في 29 نوفمبر) يغطي الفترة 2016-2018، أي بين إضفاء الطابع الرسمي على العلاقة بين هاري والممثلة الأمريكية، المطلقة والمختلطة، والزواج الذي تم الاحتفال به في وندسور.

كل الطعنات مسموحة
    لأول مرة، يروي الصحفيون الذين يغطون الشؤون الملكية، كواليس حرب الأشقاء. “عش حقيقي للأفاعي”، يلخص ريتشارد بالمر، الخبير في شؤون العائلة المالكة في صحيفة ديلي إكسبريس، الشعور العام لزملائه، ويصف معركة النفوذ بين كبار المسؤولين في قصر باكنغهام وكلارنس هاوس وقصر كنسينغتون، من اجل تقديم الملكة ووريث العرش ووليام في أفضل صورة في مواجهة المتمردين.
    اعترافات رجال البلاط أو مسؤولين سابقين، ونشر معلومات كاذبة عن المعسكر الآخر، والاجتماعات غير الرسمية مع الصحفيين الذين يصنّفون من الموالين... كل الطعنات مسموحة ليتسنى تقديم بيادقه، على خلفية التنافس الداخلي بين أفراد العائلة المالكة، وسباق سحب الصحف الشعبية والاهتمام العالمي، بأعمال وحركات جيل الشباب وندسور.

انتقام “العائلة المالكة»
   أدى دخول ميغان ماركل المشهد إلى تحطيم آلة اتصالات وندسور المزيتة تمامًا. “الصفقة غير الرسمية ذات المنفعة المتبادلة بين وسائل الإعلام والقصر هي أخذ وعطاء: مدخل، وصور ومعلومات، مقابل تغطية مواتية. المشكلة هي أن هاري وميغان رفضا لأول مرة ممارسة اللعبة”، كما يقول كاتب التحقيق أمول راجان.
   في مواجهة عصبيّة ساسكس، فقد القصر سيطرته الهائلة على المعلومات. و”انتقاما من عجز ساسكس على التماسك والانضباط، أطلع أفراد العائلة المالكة المراسلين على أشياء قصد بثّ السم ضدهما”، أوضح روبرت جوبسون من صحيفة إيفنغ ستاندارد.
   وتسلط الشهادات العديدة الضوء على التناقض بين هاري الذي لا يخفي كراهيته للصحافة والتي يحمّلها مسؤولية وفاة والدته، ووليام ملك المستقبل الذي يقبل الإعلام من اجل تشكيل صورة إيجابية عن الأسرة الحاكمة.

التهديد بالمقاطعة
   أثار الفيلم الوثائقي جدلًا حادًا بين المؤسسة الملكية وهيئة الإذاعة البريطانية. وقالت القصور الثلاثة في بيان مشترك “من المخيب للآمال أن تقدم بي بي سي مضموناً لمعلومات مبالغ فيها، ولا أساس لها، ومن مصادر مجهولة بهذه الطريقة».
    البلاط الذي رفض أي تعاون مع أمل راجان، يغلي. وهذا الأخير، المسؤول عن باب وسائل الإعلام في بي بي سي، هو مناهض مسعور للملكية، وعندما أدار صحيفة الإندبندنت، وصف الأسرة الحاكمة بأنها “تفاهة».
   وخوفًا من الضغوط، رفضت المؤسسة العمومية مدّ القصر بالبرنامج قبل بثه لتمكينه من الوقت الكافي للرد، كما جرت العادة. وقالت العائلة المالكة إنها مستعدة لمقاطعة القناة العامة، التي تتهمها بمعاداة الملكية، والالتزام بثقافة الإلغاء، العزيزة على اليسار الجمهوري.
   في المقابل، سمحت ميغان بشكل استثنائي لمحاميها، جيني عافية، بالمشاركة في الفيلم الوثائقي من أجل نفي اتهامات المضايقات والهرسلة الموجهة ضد موظفي قصر كنسينغتون، والتي تستهدف الدوقة.

وليام في حالة سيئة
   وبحسب شائعات موثوقة، فإن الدفعة الثانية، المقرر بثها في 29 نوفمبر المقبل، تتناول القضية الحساسة للغاية والمتمثلة في استخدام وسائل الإعلام من قبل حاشية الشقيقين بموافقة المعنيين. ويُقال إن الأمير ويليام في موقف محرج جدا لأنه سمح بشن هجمات ضد شقيقه وزوجة أخيه من أجل إفشال المفاوضات في نهاية عام 2019 بشأن خروجهما من العائلة المالكة ومغادرتهما الى ما وراء الأطلسي. فهل كانت مشكلات هاري العقلية موضوع تسريبات منسقة على أعلى مستوى؟ سيطرح السؤال.
   يقارن الكثيرون من الآن “الأمراء ووسائل الإعلام”، بمقابلة الأميرة ديانا الصادمة مع بي بي سي عام 1995 والتي تحدثت فيها عن فسادها العاطفي والأسري. هناك شيء واحد واضح، بفضل حقوق إعادة البيع في الخارج، فإن فيلم امول راجان الوثائقي سيفيد الـ “بي بي سي”، أكثر بكثير من صورة الأميرين.

عن لو بوان