«تحالف المعادن النادرة».. خطة ترامب وألبانيز لـ«تقليم أظافر» بكين
في مواجهة هيمنة الصين على المعادن الأرضية النادرة، التي تشكل عماد الصناعات الحديثة من الطاقة المتجددة إلى الدفاع، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، يوم الاثنين عن اتفاق تاريخي يضخ مليارات الدولارات في مشاريع مشتركة.
وبينما يهدف الاتفاق إلى كبح جماح بكين، التي تسيطر على الإنتاج العالمي، إلا أن أستراليا التي تمتلك احتياطيات وفيرة وخبرة كبيرة في التعدين، تحتاج إلى المرور بـ “طريق طويل ومعقد” قد يستغرق سنوات حتى تهز قبضة الصين على المعادة النادرة، بحسب “نيويورك تايمز».
وتُهيمن الصين على تعدين وتوريد هذه المعادن، التي تُعدّ أساسيةً لمعظم الصناعات الحديثة، بما في ذلك الطاقة المتجددة، وصناعة السيارات، والدفاع.
أما أستراليا، التي يُشبه سفيرها في واشنطن خريطتها بالجدول الدوري لغناها المعدني، فتمتلك 5% على الأقل من احتياطيات العالم من المعادن النادرة، و8% من الإنتاج العالمي. كما أن لديها 89 مشروع استكشاف نشطاً، أكثر من أي دولة أخرى، وفق مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
ما الصعوبة؟
لكن وفق تقرير “نيويورك تايمز”، فإن الصعوبة في هذه العناصر لا تكمن في استخراجها من الأرض، بل في القدرة التكنولوجية على معالجتها، وما قد يترتب على هذه العملية من تدهور بيئي، إن لم تُنفَّذ بعناية، فهي توجد بتركيزات منخفضة، ويصعب عزلها كيميائياً.
ورغم ضرورتها، فإن الحاجة إلى هذه المعادن محدودة للغاية، وهذا يُضعف جدوى استثمار الشركات الخاصة في تطوير الخبرات اللازمة لإنتاجها.
متى يمكن رؤية النتائج؟
يبدي ترامب تفاؤلاً بأن ذلك ممكن في غضون عام، كما قال في تصريحه “سيكون لدينا الكثير من المعادن الهامة والعناصر الأرضية النادرة لدرجة أنك لن تعرف ماذا تفعل بها”. لكن العثور على رواسب جيولوجية من المعادن النادرة هو مجرد البداية، بحسب “نيويورك تايمز”، فغالباً ما يستغرق الحصول على تصاريح منجم جديد وقتاً طويلاً، وقد يستغرق بناء المنجم عدة سنوات.
كما يستغرق إنشاء مصفاة لفصل المعادن الأرضية النادرة عن الخام سنوات، ثم تأتي مرحلة إتقان تدريجي للعمليات الكيميائية بالغة الصعوبة اللازمة للفصل.
وفي الاتفاق الذي أُعلن عنه يوم الاثنين، قالت حكومتا الولايات المتحدة وأستراليا إنهما ستستثمران مليار دولار كل منهما خلال الأشهر الستة المقبلة لإنشاء خط أنابيب لمشاريع المعادن الحيوية في كلا البلدين.
وأعلن مكتب ألبانيز عن التزامات مالية في مشروعين على السواحل الأسترالية، الأول هو منجم للمعادن الأرضية النادرة في الإقليم الشمالي، والذي أفاد مكتبه بأنه سيساهم بما يصل إلى 5 % من المعروض العالمي.
أما الثاني فهو استثمار في مشروع للغاليوم في غرب أستراليا، والذي من المتوقع أن يُنتج في نهاية المطاف عُشر المعروض العالمي من هذا المعدن، المُستخدم في أشباه الموصلات المتخصصة اللازمة لنقل البيانات عبر خطوط الألياف الضوئية.
وتنص الاتفاقية أيضاً على أن الحكومات ستتدخل إذا لم تكن المشاريع مجدية تجارياً. وقد سبق للصين أن أغرقت السوق العالمية بالمعادن النادرة لخفض الأسعار وإقصاء المنافسين في دول أخرى.
كيف ستتأثر الجغرافيا السياسية؟
تعد أستراليا من أقرب حلفاء أمريكا، والتعاون في مواجهة هيمنة الصين على المعادن النادرة سيقربهما من بعضهما. وبدا مستقبل هذه العلاقة متعثراً في الأشهر الأخيرة، مع وجود رئيس في البيت الأبيض يتأرجح بين التشكك والازدراء الصريح للحلفاء، فيما صرّح ألبانيز بأن الاتفاقية مع واشنطن غير ملزمة قانونًا أو قابلة للتنفيذ.
في الوقت نفسه، لا يزال الاقتصاد الأسترالي مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالصين، التي تشتري ثلث صادراتها، لا سيما خام الحديد والفحم، بالإضافة إلى المنتجات الزراعية كالنبيذ ولحوم البقر. ويزداد ارتباط قطاع التعدين الأسترالي ببكين، التي تستحوذ على ثلاثة أرباع صادرات أستراليا من خام الحديد.وفي الشهر الماضي، حذرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية كانبيرا بشأن تعاونها الأمني مع الولايات المتحدة، قائلة إنها لن تتسامح مع “الانتهاكات لمصالحها الأساسية».