ضمن تحليلاته للقضايا العالمية

«تريندز » يحلل تفاعلات الرأي العام العالمي حول الحرب الروسية – الأوكرانية

«تريندز » يحلل تفاعلات الرأي العام العالمي حول الحرب الروسية – الأوكرانية


أظهر تقرير تحليلي أعده مركز تريندز للبحوث والاستشارات حول تفاعلات وسائل الإعلام إزاء الحرب الروسية–الأوكرانية، تباين الآراء حول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وحذَّر من تداعياتها السياسية والاقتصادية على العالم بأسره.

وتناول التقرير الذي رصد، على مدار خمسة أيام من بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تفاعلات الرأي العام العالمي مع تطورات الأزمة من خلال الوقوف على أبرز القضايا والمواقف المثارة عبر وسائل الإعلام المختلفة، التقليدية والحديثة لدى الناطقين باللغات الروسية والإنجليزية والعربية.
وبيّن التقرير رفض غالبية الناطقين بالإنجليزية هذه الحرب، محمّلين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولية، مؤكدين أن العالم سيحاسبه على المعاناة الإنسانية والدمار الذي ستجلبه هذه الحرب غير المبررة، في الوقت الذي أكدوا فيه أن أوكرانيا تجنح نحو السلام.

وأشار التقرير إلى قيام عدد من حسابات التواصل الاجتماعي بالترويج للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورؤيته أن الروس غير جادين في التفاوض، فيما لفتت حسابات أخرى إلى رفض كازاخستان المشاركة في الحرب، في حين ركز بعضها على الموقف الشيشاني الداعم لروسيا.

وتوقفت حسابات أخرى، بحسب التقرير، عند خروج سويسرا من حالة الحياد التاريخي بشكل جلي، حيث أشادت بعض الحسابات بموقف سويسرا التي تبنّت العقوبات الأوروبية وجمدت أصول “بوتين”، مؤكدة خرقها الحياد التاريخي في السياسة السويسرية. كما تناولت العديد من الحسابات موقف ألمانيا وإعلانها إرسال شحنة عبارة عن 400 من الأسلحة المضادة للدبابات، و14 عربة مدرعة، و10000 طن من الوقود إلى أوكرانيا.

وبين التقرير تركيز العديد من وسائل الإعلام على تداول أخبار العقوبات الأوروبية على روسيا، خاصة فيما يتعلق بنظام “سويفت”، وتأثير العقوبات الاقتصادية على روسيا، فيما أشارت بعضها إلى أن الولايات المتحدة لديها معلومات بأن الروس محبطون بشكل متزايد.

وحول مواقف واتجاهات الناطقين بالروسية من الحرب الروسية–الأوكرانية أفادت بعض التغريدات والمنشورات بأنه إذا صمدت أوكرانيا لمدة عشرة أيام فستضطر روسيا إلى اللجوء للمفاوضات. فيما روجت بعض الحسابات الأخرى الى الحرب النفسية وروايات تفيد بأن أوكرانيا تقصف نفسها بمناطق سكنية ومناطق مدارس.

وأعربت بعض وسائل الإعلام، بحسب التقرير، عن الخشية من أنه في زمن الحرب تزداد عمليات الاتجار بالبشر، وأرفقوا قوائم بالمنظمات التي تراقب وترصد وتحارب الاتجار بالبشر في كل من روسيا وأوكرانيا وسلوفاكيا وبولندا.

وحيال التوقعات بشأن الحرب، أعلنت بعض الحسابات رفضها النبرة المتداولة التي تتوقع انتصار روسيا، بفضل قوتها على أوكرانيا، مؤكدين أن الانتصار ليس بالحجم، ولكن بالصمود وحسن إدارة الأدوات والأساليب في المعركة. كما تشير بعض الحسابات في المقابل إلى أن العقوبات ليس لها علاقة بالحرب، بل هي ذريعة لإخراج روسيا من سوق الطاقة في الاتحاد الأوروبي.

وأفاد التقرير بأن بعض المنشورات ترى أن روسيا لن تنقذ أوكرانيا من النازية، كما أشار بعض الروس، وإنما أوكرانيا هي التي ستنقذ روسيا من الفاشية، فيما ذهب البعض إلى الحنين للماضي، وقال إنه حين كانت كلٌّ من “روسيا وأوكرانيا ومولدوفا وجورجيا وأوسيتيا ودونباس وأرمينيا وأذربيجان، وغيرها” ضمن الاتحاد السوفيتي، كانت شعوبها تعيش في وئام، وبعدما جاءت الليبرالية قتل بعضهم بعضاً.

وأظهر التقرير التحليلي لاستطلاع مواقف واتجاهات الناطقين بالعربية حول تفاعلات الحرب الأوكرانية–الروسية، أن أغلب تغريدات الحسابات الناطقة بالعربية قامت بعقد مقارنات بين الموقف الدولي والتحركات لحل الأزمة، وبين الصراعات في المنطقة مثل الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، والوضع في اليمن. كما أظهر التقرير انقسام المواقف الداخلية في بعض البلدان العربية تجاه الأزمة، كما جرى في لبنان حيث دعا المستوى الرسمي روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فوراً، فيما أصدر حزب الله بياناً يستنكر موقف الخارجية اللبنانية من روسيا، وداعياً إياها بالتوضيح.

وأشارت بعض الحسابات إلى أن العالم يشهد منذ شهرين أجواء حرب باردة، مع إصرار على تحركات ضد الناتو عبر أوكرانيا، متسائلة: هل سيدفع هذا الوضعُ العالمَ إلى حرب عالمية ثالثة؟ فيما تحدثت حسابات أخرى عن آثار الحرب على المنطقة، وتداولت مواقف كلٍّ من الشيشان وأمريكا ، فيما رأت حسابات ثالثة أن الحرب جاءت بسبب أخطاء أوكرانيا، كما رأت حسابات أخرى أنها حرب دفاعية من قبل روسيا ضد الحلف الأطلسي وتمدده في قلب روسيا.

وبالنسبة للتفاعل باللغة الإنجليزية، فقد تحدثت أكثر من مليون مادة ومنشور حول الحرب الروسية–الأوكرانية، فيما تحدث عنها باللغة الروسية نحو 60 ألف مادة ومنشور، وبالعربية نحو 375 ألف مادة ومنشور، وتصدرت الولايات المتحدة وروسيا والمملكة العربية السعودية على التوالي المناطق الأكثر متابعة.