رئيس الدولة وملك الأردن: حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة
المركز شريك بحثي للنسخة السادسة من المؤتمر المنعقد في البرازيل
«تريندز» يشارك في المؤتمر الدولي «طريق الحرير الروحي».. ويؤكد أهمية ترسيخ قيم التعايش والتسامح عالمياً
د. محمد العلي:
• الدين ليس منظومة إيمانية فقط، بل قوة ناعمة تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار، وتعزيز السلام
• العالم بحاجة إلى ترسيخ مفاهيم الاعتدال في الدين والوسطية والعقلانية واحترام الإنسان
• «تريندز» يؤمن بأن بناء وعي حقيقي يستند إلى المعرفة هو حجر الأساس في تحصين المجتمعات
شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في أعمال المؤتمر الدولي السادس «طريق الحرير الروحي.. دور القيم الأخلاقية في التقارب بين الشعوب والقارات»، باعتباره شريكاً بحثياً، حيث يعقد المؤتمر في مدينة ريو دي جانيرو بجمهورية البرازيل، على مدار يومي الرابع والخامس من سبتمبر الجاري، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين وقادة الأديان من مختلف الدول والقارات.
وأسهم الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات في جلسات مناقشات المؤتمر، حيث ألقى كلمة رئيسية قال فيها إن المؤتمر أصبح يشكل منصّة بالغة الأهمية للحوار والتعارف بين الشعوب ذات الثقافات والديانات المتعددة، ومناقشة المستجدات الدينية، كمدخل لتعزيز قيم التعايش والتسامح التي تُعدّ ركيزة أساسية لتعزيز التعاون والازدهار على المستويين الوطني والدولي.
وذكر العلي أن ثمّة اتفاق على أن جميع الأديان بلا استثناء تدعو للتعايش والتسامح، سواء بين أتباعها أو مع الطوائف والأديان والأعراق الأخرى، فجميعها تؤكد على كرامة الإنسان، وحقه في الاختلاف، ووجوب العدل والرحمة مع الجميع، دون تمييز، وقد عرفت المجتمعات الإنسانية عبر التاريخ نماذج مشرقة من التعددية التي كانت عامل إثراء لا انقسام، وأسهمت في بناء حضارات إنسانية جامعة.
أيديولوجيات متطرفة
وأشار الدكتور محمد العلي إلى أن التنوع يمكن أن يكون مصدر قوة، حين يُبنى على الاحترام والتكامل والحوار، فالدين ليس منظومة إيمانية فقط، بل قوة ناعمة تسهم في تحقيق أهداف الأمن والاستقرار، وتعزيز السلام داخل الدول وفيما بينها، فحين تكون القيم الدينية حاضرة في الخطاب والممارسة، يصبح التعايش أكثر رسوخاً، والتعاون أكثر جدوى.
وأوضح أن الغلو والتطرف من أهم التحديات التي تواجه المجتمعات اليوم، فالمشكلة ليست في الأديان وتعاليمها، ولكن في أولئك الذين يحاولون إعادة تفسير القيم والتعاليم الدينية السمحة وفق رؤى وأيديولوجيات متطرفة بعيدة كل البعد عن المقاصد الحقيقية السامية للأديان، مضيفاً أن العالم بحاجة إلى ترسيخ مفاهيم الاعتدال في الدين والوسطية والعقلانية واحترام الإنسان، وهو ما يجب أن يصل إلى الشباب بلغة معاصرة وواضحة، وبوسائل تربوية وفكرية راسخة.
ترسيخ الحوار والتفاهم
وأكد الرئيس التنفيذي لـ«تريندز» أن لدينا تراكم مهم من المبادرات والمحاولات والجهود الفكرية والدينية التي سعت لترسيخ الحوار والتفاهم بين الأديان، والتي تستهدف ترسيخ قيم التعايش والتسامح في المجتمعات المتعددة، وآخر وأهم هذه المبادرات إقرار وثيقة الأخوة الإنسانية التي رعتها دولة الإمارات، واستضافت مراسم توقيعها بين فضيلة الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرانسيس، والتي تم إقرار يوم توقيعها يوماً دولياً للأخوة الإنسانية، ولا شك في أن المبادئ السامية التي تضمنتها هذه الوثيقة تصلح أساساً للبناء عليه لحوار دولي أوسع نطاقاً بين جميع الأديان لترسيخ قيم التسامح والسلام، ونبذ خطابات التطرف والإرهاب.
تعزيز ثقافة التسامح
وبين الدكتور العلي أن مركز تريندز للبحوث والاستشارات يولي اهتماماً كبيراً بهذه القضايا، ويعمل باستمرار على تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتعزيز ثقافة التسامح، ومكافحة التطرف بأشكاله كافة، عبر الدراسات العلمية، والمبادرات الفكرية، والتعاون مع مؤسسات دولية تعنى بالسلام والتنمية، مضيفاً أن المركز يؤمن بأن بناء وعي حقيقي يستند إلى المعرفة هو حجر الأساس في تحصين المجتمعات وتعزيز استقرارها.
وشدد على أهمية تعزيز فهم الإسلام الصحيح لدى الشباب لحمايتهم من الوقوع في شَرَك الأفكار المتطرفة، وتمكينهم من التفاعل الواعي مع العالم من حولهم، مستندين إلى إرث غني من التسامح والانفتاح والمعرفة، مؤكداً أهمية البحوث المنهجية والتطبيقية التي تستند إلى العلم والتحقيق في دراسة الإرث الإنساني والثقافة الدينية، بما يعزز جسور التفاهم بين الشعوب، ويتيح إعادة قراءة التاريخ والتراث برؤية تسهم في بناء مستقبل مشترك.
دعم الحوار الفكري
وفي سياق متصل، شارك «تريندز» في المعرض المصاحب للمؤتمر، حيث قدم مجموعة من أبرز إصداراته البحثية والمعرفية النوعية، حيث اطلع سعادة شريف عيسى السويدي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية البرازيل، على إصدارات «تريندز» البحثية والمعرفية، بينما تعرف سعادة الدكتور علي حسين الزغبي، رئيس اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل، على مجموعة واسعة من الكتب والبحوث والدراسات التي ينتجها المركز.
كما ناقش فريق «تريندز» البحثي، المشارك في المؤتمر الدولي السادس «طريق الحرير الروحي »، سبل تعزيز التعاون والشراكة البحثية والمعرفية الداعمة للحوار الفكري العالمي مع عدد من كبار الشخصيات والمفكرين المشاركين في أعمال المؤتمر.